رئيس هيئة التفاوض في المعارضة السورية نصر الحريري (أرشيف)
الإثنين 23 أبريل 2018 / 16:07
قال رئيس هيئة التفاوض بالمعارضة السورية نصر الحريري إن الولايات المتحدة لا تقدر على تحمل عواقب مغادرة سوريا، حيث إنها لم تحقق بعد أياً من أهدافها في المنطقة، وذلك رغم قول الرئيس دونالد ترامب أخيراً إن واشنطن ستسحب قواتها.
وقال الحريري يوم الجمعة الماضي، "أنا باعتقادي الشخصي أمريكا غير قادرة على سحب مقاتليها في سوريا".
وقدمت الولايات المتحدة على مدى سنوات دعماً عسكرياً لمقاتلي المعارضة في مواجهة الرئيس السوري بشار الأسد، لكنها أوقفت العام الماضي برنامجها للتدريب والإمداد بالعتاد بعد أن حولت تركيزها إلى محاربة تنظيم داعش.
وساعدت واشنطن تحالفاً من مقاتلين أكراد وعرب لطرد المتشددين من أراض في شمال وشرق سوريا العام الماضي، بما في ذلك الرقة التي أعلنها داعش عاصمة له في سوريا، ونشرت نحو ألفي جندي أمريكي في البلاد.
وقال ترامب هذا الشهر إنه يرغب في إعادتهم إلى بلدهم قريباً، لكنه وافق بعد ذلك على البقاء وقتاً أطول قليلاً، بعدما قال مستشاروه إن وجودهم مطلوب لمنع نهوض تنظيم داعش مجدداً، ولمنع إيران من تعزيز موطئ قدمها هناك.
وقادت الولايات المتحدة ضربات جوية محدودة نفذتها مع بريطانيا وفرنسا في 14 أبريل (نيسان)، رداً على ما يشتبه في أنه هجوم كيماوي ينفيه الأسد.
وقال الحريري "داعش لم ينته".
وأضاف: "إذا عالجنا الأسباب المؤهبة والتي ولدت داعش، هي انتصارات مؤقتة مثل الكثبان الرملية المتحركة، تختفي هنا لكن تظهر في مكان آخر. ومقاتلة داعش على رأس الأولويات الأمريكية".
وقال إن الطريقة الوحيدة لإنهاء الأزمة السورية هي التوصل لحل سياسي يؤدي لاستبدال الأسد، لأنه يهتم فقط بالحلول العسكرية، مضيفاً أن الحل السياسي سيكون ممكنا فقط إذا كان لدى الولايات المتحدة وروسيا تصميم جاد للتوصل إليه.
وأضاف: "يحتاج الأمر إجماعاً دولياً، يبدأ باتفاق روسي أمريكي".
وأدى تدخل روسيا في الحرب السورية في 2015 إلى قلب الموازين لصالح الأسد، لكن الحريري قال إن موسكو ستحتاج لجهد كبير لتعيد للحكومة قوتها التي كانت عليها قبل الحرب.
وأضاف الحريري "لن تستطيع روسيا أن تسيطر عسكرياً على الأراضي السورية، والمسألة السورية أعقد بشكل كبير جداً من توسيع نفوذ عسكري أو تحقيق مكتسبات عسكرية".
وتابع: "نعرف، والشعب السوري يعرف، أن أمريكا إذا رغبت جدياً في الوصول إلى حل سياسي، ووضعت ثقلها الحقيقي على طاولة المفاوضات، قادرة أن تحدث التغيير".