الثلاثاء 24 أبريل 2018 / 08:56

قطر وانتهاك الأعراف الدولية

أحمد محمد الشحي- البيان

تجري الأيام وتكشف مزيداً من بؤس وخطورة تنظيم الحمدين في قطر، وتؤكد عقلانية وحكمة قرار الدول الأربع بمقاطعتها، لما يحمله هذا التنظيم من أجندات معادية للدول والشعوب، وقد أكد الواقع ذلك مراراً وتكراراً، فاعتداءات قطر على جيرانها متعددة الصور والأشكال، وهي تحاول المرة بعد المرة أن تنهشهم بأنيابها، ولو بمخالفة القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، لتكون بذلك نموذجاً للجار السيئ الناكر الذي لا يعرف حرمةً لجار ولا حقاً له.

ففي خرقٍ سافرٍ، وانتهاكٍ مستمرٍ للقوانين الدولية، قامت مقاتلات قطرية بملاحقة طائرةٍ مدنيةٍ إماراتيةٍ والاقتراب منها بشكلٍ خطير، وذلك في أثناء عبورها الأجواء البحرينية، ما هدّد سلامة الطائرة، وعرَّض حياة ركابها للخطر، وأجبر قائد الطائرة الإماراتية على عمل مناورة سريعة لتفادي الاصطدام بهذه الطائرة المجنونة، وهذه ليست المرة الأولى ولا الثانية التي تنتهك فيها قطر قوانين الطيران المدني الدولية، بل هو عملٌ إجراميٌّ متكرّرٌ، يعكس المعدن المنحط لتنظيم الحمدين.

تصرفاتٌ عدوانيةٌ صبيانيةٌ يخجل منها الفرد العاقل، فكيف بالدول التي ينبغي أن تكون أكثر عقلاً وحكمةً؟! إنها قطر التي لا تملك عقلاً ولا حكمةً، ولا تتورع عن ارتكاب أيّ فعلٍ شائنٍ ضدّ جيرانها، ضاربةً بكلّ القيم الدينية والإنسانية والأعراف الدولية عرض الحائط، فلا مكان للأخلاق في قاموس الحمدين، ولا وجود لأدنى احترام للقوانين الدولية في منطقها الأعوج.

وقد ندّدت هيئة الطيران المدني الإماراتية بالتهديدات القطرية لسلامة الطيران المدني، كما ندّدت بتكرار هذا الانتهاك القطري المشين للقوانين والاتفاقيات الدولية، وهو عملٌ مرفوضٌ من جميع العقلاء، فأيُّ عاقل يقبل تعريض حياة ركاب مدنيين للخطر؟! وبأيّ وجهٍ تستخفّ قطر بأرواحهم؟! وبأيّ منطقٍ يتكرر منها هذا الاستخفاف والعدوان؟! وهل هذا إلا دليلٌ واضحٌ صريحٌ على إرهاب قطر وانحطاطها الأخلاقي؟!

إن استهتار قطر بأرواح الآمنين بكل هذا الاستخفاف واللامبالاة ليس قضيةً جديدةً عليها، فهي صاحبة الباع الطويل في التلاعب بأرواح الأبرياء الآمنين، والاستخفاف بدمائهم، والاستهانة بحرمة النفس الإنسانية، وسجلها الدموي حافلٌ بأرقامٍ مأساويةٍ لمن سقطوا ضحية مؤامراتها ضدّ الدول والشعوب، وقد قيل قديماً في الأمثال: "الشيء من معدنه لا يُستغرب".

وكم تبّنت قطر في مسيرتها المظلمة من سياسات سلبيةً للإضرار بجيرانها وبالدول العربية، ونشر الفوضى في المنطقة، واحتضان الإرهابيين، وإطلاق أبواقها الإعلامية المسعورة للتحريض على العنف والإجرام، وإرسال شبكات الاستخبارات والتجسس ضدّ جيرانها، وشنّ الحرب الإعلامية الرخيصة عليهم، ونشر الأكاذيب عنهم لتشويههم، وخيانة جنود قوات التحالف العربي في اليمن، والتحالف مع شياطين الإرهاب من إيرانيين وحوثيين وغيرهم، وقد أصبحت قطر اليوم بوابة شرٍّ ومطيةً لكلّ غادرٍ حاقدٍ على الدول والشعوب.

إن تهديد سلامة الركاب عملٌ إجراميٌّ خطيرٌ، لا يتردد في التنديد به أيّ عاقلٍ، وتكرار ذلك يدل عن انعدام الحس والمسؤولية لدى تنظيم الحمدين، وعن روحٍ شريرةٍ لا تعبأ بالآخرين في سبيل مغامرات جنونية، وعن عقلٍ عابثٍ لا يؤمن باحترام القوانين ولا يملك اتزاناً ولا بصيرةً، وإلا فبأيّ عقلٍ تعبث قطر بسلامة ركاب الطائرات المدنية دون وازعٍ أو ضمير؟! وبأيّ عقلٍ تجعل من طائراتها شياطين تحلق في السماء لإرهاب الأبرياء وتهديد سلامتهم؟! هل بقي لدى قطر عقل؟! الجواب قطعاً بالنفي.

إن قطر التي تدّعي كذباً وزوراً أنها تدعم الأخلاق وحقوق الإنسان لا حظ لها في ذلك أبداً، وقد سقط قناعها، وانكشف زيف دعاواها لكل عاقل، فهي عدوة الأخلاق، ومنتهكة الحقوق، والمتاجرة بالدين، والعابثة بأمن الدول والشعوب، وما تهديد قطر للطائرات الإماراتية المدنية إلا دليلٌ واضحٌ على دناءة أخلاق تنظيم الحمدين الذي خالف حتى أخلاق الجاهلية، بنبذ المواثيق، وانتهاك القوانين، ونسف حقوق الجيرة، وهذه الأعمال الإجرامية تعكس العقل السادي لتنظيم الحمدين الذي يتلذذ بالإرهاب والإجرام لإرواء نزواته المريضة.

وهذه التصرفات العدوانية الصبيانية من قطر وبالٌ عليها، لأنها تضاف إلى رصيدها الأسود، وتُسجل في ملفها المتخم بالإجرام، وستتذوق المرارة ولو بعد حين، ولا بدّ ألا نغفل عن أن الممارسات العدائية لقطر ضد الإمارات إنما هو نموذجٌ من عشرات النماذج لعداوة تنظيم الحمدين ومن يقفون وراءه من إخوان مفلسين وغيرهم تجاه دولة الإمارات ودول الخليج، وقطر هي الخاسرة بكل تأكيد، فساقط الأخلاق لا يمكن أن يصمد مع صاحب الأخلاق، وقطر سقطت من أعين جميع العقلاء، وهي لا تزداد إلا سقوطاً، والواقع خير شاهدٍ على ذلك، وأما دولة الإمارات فلا تزداد إلا رفعة وسمواً بأخلاقها وقيمها واحترامها للقوانين والمواثيق وسجلاتها الناصعة في مختلف المجالات.

إن على المنظمات الدولية أن تكون صادقةً مع نفسها، وأن يكون لها صوتٌ مسموعٌ يندّد بانتهاكات تنظيم الحمدين للقوانين وحقوق الإنسان، فإنّ الصمت عن جرائم قطر وخاصة تهديداتها المستمرة للطيران المدني لا يصبُّ في صالح هذه المنظمات، بل يُنزل من قيمتها، وينزع مصداقيتها، ويجعل العقلاء لا يلتفتون إليها، لأن هذا الصمت يعكس ازدواجية في المعايير وعدم وجود مصداقيةٍ حقيقيةٍ، وإنّنا نتساءل: أين صوت هذه المنظمات؟! وأين تنديدها بانتهاكات قطر؟! وأين وقوفها مع حقوق الإنسان ضدّ من يعرّض حياة الآمنين الأبرياء للخطر؟!

إنّ على قطر أن تعي أن هذه التصرفات الصبيانية ستنقلب عليها، وهي لا تضرُّ إلا نفسها، وستستعدي عليها جميع العقلاء، وأما دولة الإمارات فهي ماضيةٌ في مسيرتها المشرقة، تكتسب احترام الجميع، بإنجازاتها المبهرة، ومسيرتها العاطرة.