عمدة أوفاجيك فاتح محمد ماجوغلو (أرشيف)
عمدة أوفاجيك فاتح محمد ماجوغلو (أرشيف)
الأربعاء 25 أبريل 2018 / 15:26

بطل جديد للمعارضة التركية في مواجهة أردوغان

في بلدة أوفاجيك في شرق تركيا، وسط وادٍ محاط بجبال تكسوها ثلوج في معظم الفصول، وحيث تقصف مقاتلات تركية متمردين أكراداً، هناك شيء غير مألوف. فقد علق، على جدار بلدية المدينة رسم لكارل ماركس لا لمصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية، الذي تعلو صورته معظم المكاتب الحكومية التركية. وفي بداية فبراير( شباط) الأخير عُلقت على الجدار الخارجي لبلدية البلدة ورقة حملت تفاصيل لمداخيل البلدة، ونفقاتها، والفائض من ميزانيتها، الذي يصرف جزء منه منحاً لطلاب الجامعات.

التركيز على رجل واحد يؤدي لتفريق المعارضة التركية، ويصرف الأنظار عن التوحد ضد أردوغان وحزبه

وكتبت فاريبا ناوا، صحفية مستقلة مقيمة في تركيا، في صحيفة "نيويوركر"، أن عمدة البلدة، فاتح محمد ماجوغلو، بدأ بالكشف عن دخل البلدة منذ انتخابه، قبل أربع سنوات.

فقد تعهد لأبناء البلدة الصغيرة بمبدأي الشفافية والمساءلة، وكان الكشف عن ميزانية البلدة من الوسائل المفيدة لتحقيق وعده.

وتقول ناوا إنه حال إعلان ميزانية العام الحالي التقطت صورة للورقة وانتشرت عبر تويتر بين الأتراك. وفي خلال أسابيع، اشتهر عمدة البلدة الصغيرة رمزاً للحكم الرشيد في تركيا.

وعندما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، فجأة  إجراء انتخابات خلال شهرين، قبل عام كامل من موعدها السابق، لجأ الأتراك إلى تويتر لدعوة ماغوغلو للترشح. وكتب أحدهم": "أيها العمدة نرجوك أن تترشح. بحق الله كن مرشحنا للرئاسة، وأنقذنا".

شهرة مفاجئة

وتنقل كاتبة المقال عن ماجوغلو، 49 عاماً، ممرض وناشط يساري قديم، أنه ليس مبالياً بشهرته المفاجئة. وقال للكاتبة: "من المهم بالنسبة للمجتمع أن يفكر بصوت مسموع". وأما ما يتعلق بالترشح للرئاسة، فقال ماجوغلو إنه يسعى للترشح لمنصب العمدة في مدينته، أو في بلدة أخرى، ولكنه لم يفصح صراحة عمن سيدعم لمنصب الرئاسة.

استهجان
وتلفت ناوا لاستهجان أبداه أعضاء من حزب العدالة والتنمية الحاكم AKP، الاهتمام الزائد بماجوغلو، وقالوا إن عمدة البلدة يحظى بتغطية إعلامية لأنه شيوعي في بلد رأسمالي. وقال نيهات ألكان، موظف حكومي وعضو في حزب AKP، إن عمدة الحزب الحاكم يتمتعون أيضاً بالنزاهة والشفافية مثل ماجوغلو.

وما يقوم به الرجل شيء جيد ولكنه لا يختلف عن سواه. وقال ألكان: "جميع المسؤولين عن مدننا يقومون بالعمل ذاته، ولكن الإعلام يركز على ماجوغلو بسبب ارتباطه بالحركة الشيوعية. أنا ضد الشيوعية لأنها تمنع حرية المعتقدات الدينية".

تفريق المعارضة
إلى ذلك، يرفض بعض اليساريين الأتراك شهرة ماجوغلو. وقال أحمد كريم جولتيكين، بروفسور سابق في جامعة مونزور، في تونسيلي، إن التركيز على رجل واحد يؤدي لتفريق المعارضة التركية، ويصرف الأنظار عن التوحد ضد أردوغان وحزبه.

وأضاف جولتيكين أن الشيوعيين مجموعة هامشية في تركيا، ويبقى ماجوغلو العمدة الوحيد الذي فاز بمنصبه تحت راية الحزب الشيوعي، وقد سمح حزب AKP بانتخابه ليبدي استعداده لتقبل ساسة شيوعيين وسط صفوفه، ولأنه بمفرده لا يشكل خطراً".

فساد وغموض
ويقول محللون آخرون إن ماجوغلو يقوض AKP لمجرد كونه نموذجاً ضد الفساد والغموض. ويقول آيكان إرديمير، زميل بارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، وهو برلماني تركي سابق، إن "عمدة القرية يعد مثالاً لكبرى الأحزاب التركية المعارضة. وأثبت أنه، مهما استطاع أردوغان تقوية سلطته في تركيا، تبقى للمعارضة فرص لتطبيق سياسات بديلة على المستوى المحلي. إنه يثبت كيف يمكن لقوة سياسية صغيرة أن تقاوم نهج أردوغان وسياساته الاجتماعية الإسلامية".