وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو (أرشيف)
الخميس 26 أبريل 2018 / 15:23

بومبيو يرث من تيلرسون وزارةً محبطةً...عليه إعادة الثقة إلى موظفيها

24- زياد الأشقر

قال الباحثان ريتشارد فونتاين وجامي في مجلة "فورين بوليسي" إن مايك بومبيو سيرث وزارة تشهد مرحلة انعطاف حقيقية. فبعد تراجع موقع موظفي الوزرارة لدى البيت الأبيض الذي يخدمونه وتراجع معنوباتهم، هم في حاجة ماسة إلى التوجيه والدعم. ومع ذلك هم يودون إلى حد كبير الاستمرار في خدمة البلاد ومتابعة مصالح الولايات المتحدة وقيمها بقوة. ومع هذا المزيج من الضرر والامكانات المستقبلية يقدم لهم بومبيو، وإدارة ترامب، فرصة فريدة، سيسعون بجدية لاستغلالها.

تستعد الإدارة لقمة مع كوريا الشمالية من دون سفير في سيول أو مساعدٍ لوزير الخارجية لشؤون الشرق الآسيوي وكوريا الشمالية- وانتهت مهمة المبعوث الخاص إلى كوريا الشمالية هذه السنة

ولاحظ الباحثان أن أي وزير للخارجية كان سيواجه تحديات مهمة في قيادة الوزارة في مستهل ولاية ترامب. ومع ذلك، بدا تيلرسون تحديداً كأنه غير جاهز للمنصب وغير قادر على الإضطلاع بمسؤولياتها الواسعة.

وكانت الأولويات الاستراتيجية لتيلرسون غالباً غير واضحة، ليس فقط بالنسبة إلى أعداء الولايات المتحدة وخصومها بل حتى بالنسبة إلى موظفي الوزارة. ولم يمارس مهماته رئيساً أعلى للديبلوماسية الأمريكية، موضحاً السياسة الخارجية الأمريكية للشعب الأمريكي والعالم، لكن عوض ذلك بدا في كثيرٍ من الأحيان كأنه يتجنب الفرص المتاحة لإقناع الرأي العام والإعلام.

وعندما كان يتحدث، كانت الفجوات بين لهجته وخطابات الرئيس ترامب تثير تساؤلات عن وقوفه على الجانب الخاسر من المعارك الداخلية بين مختلف الوكالات. وكان هو ودائرته الداخلية يبدوان غير مبالين بإحباط البيت الأبيض.

موظفون محبطون

 وربما كان الأكثر ضرراً تجاهل تيلرسون نصيحة الأفراد الذين كلفهم مناصب متقدمة في وزارته، وها هو يترك مجموعة محبطة من الموظفين المحترفين خلفه.

وأشار الباحثان إلى أن الجهود الإصلاحية الشاملة التي أدخلها إلى الوزارة جلبت استقراراً للمستشارين الإداريين، لكنها ركزت على أولويات خاطئة. كما أن عزوف تيلرسون عن القتال من أجل موازنة وزارته تركت شعوراً بأن الديبلوماسية نفسها غير مهمة في إدارة ترامب.

ولفتا إلى أنه استناداً إلى الوقت الذي أمضاه في وكالة الاستخبارات المركزية وتشخيصه لهفوات تيلرسون، يتمتع بومبيو بالقدرة على تصحيح الكثير من الأخطاء القائمة. ويعوّل على علاقته الشخصية بترامب، لإعادة الاعتبار للديبلوماسية ذاتها أو للتحدث باسم الرئيس.

ملء الشواغر
وقال الباحثان إنه بعد تثبيته في منصبه من قبل مجلس الشيوخ، على وزير الخارجية الجديد أن يلجأ فوراً إلى ملء الشواغر في هيكل الوزارة، من السفراء إلى موظفين رفيعي ومتوسطي المستوى، إذ كانت الوزارة تعمل دون تسلسل قيادي وسياسي.

وعلى سبيل المثال، تستعد الإدارة لقمة مع كوريا الشمالية، دون سفير في سيول أو مساعدٍ لوزير الخارجية لشؤون الشرق الآسيوي وكوريا الشمالية، بعد نهاية مهمة المبعوث الخاص إلى كوريا الشمالية هذه السنة.

ومع ملئه هذه الشواغر، يتعين على بومبيو أن يوفر أسلوباً مفتوحاً وشاملاً في الإدارة، وهو أسلوب يُتيح الوصول إلى مختلف المكاتب ويتفادى الشعور الحالي السائد بالإملاءات الصادرة من الطابق السابع.

 في ظل الوضع الحالي، لا يمكن تفويض إدارة الوزارة إلى المساعدين. وعلى الوزير الجديد أن يثابر لاستعادة القيادة الأمريكية في الخارج، بينما يعمل بحسم على استعادة ثقة الموظفين في.. وزارتهم.