جانب من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب (أرشيف)
جانب من معرض أبو ظبي الدولي للكتاب (أرشيف)
الأحد 29 أبريل 2018 / 19:42

كتاب مفتوح في أبوظبي

"القراءة رافد من روافد المعرفة وسعة الاطلاع. ودورنا توثيق صلة الأجيال بها. نريدهم رواداً في مختلف العلوم. نتطلع لصناعة علماء وأجيال تقود المستقبل".

مع المعرض انطلق مؤتمر أبوظبي الثاني للترجمة ليؤكد أن مشروع أبوظبي في الترجمة مستمر، وهو أساس في الانتقال بالفكر العربي إلى آفاق عالمية

بهذه الكلمات صدرت أبوظبي كتابها التنويري وافتتحت معرضها السنوي للكتاب. إنها كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي التي جاءت في تصدير وتقديم لمكرمته السخية بتخصيص 6 ملايين درهم لشراء كتب ترفد المكتبات المدرسية وتدعم المناهج الدراسية وتساهم في بناء شخصية الطالب الإماراتي.

في كتاب أبوظبي هذا العالم فصول لا يمكن تجاوزها،أولها اختيار الشخصية المحورية، شخصية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مائويته.

هذه الشخصية التي لا يمكن لأبوظبي إلا أن ترتبط بها. في المعرض سوف يرى الزائر الشيخ زايد حاضراً في كل زاوية. أما المتأمل فسوف يرى فكر الشيخ زايد قد أتى ثماره. وأود هنا أن أورد عبارة للشيخ زايد قالها قبل توليه مقاليد الحكم في أبوظبي. لقد قال: "لو كنت حاكماً لأبوظبي لجعلتها زهرة الخليج" وقد صدق.

ثانيها اختيار ضيف الشرف لهذا العام، بولندا. يبدو الاختيار للوهلة الأولى غريباً، لكن الحق أنه اختيار واع ينظر إلى الفكر والثقافة والمنجز، لا إلى الحجم والأداة الإعلامية. فبولندا بحضورها اليوم تقدم أدباً يعود تاريخه إلى ألف عام. إنها تشحذ سيرة أدبائها الفائزين بجائزة نوبل للآداب بتنوعاتهم المختلفة، تقدم أساطيرها القديمة، وآدابها الملحمية، وأشعارها الكلاسيكية وفلسفتها الحداثية. تقدم أيضاً تقاليد راسخة في أدب الأطفال وتنقل تجربتها الريادية المتفردة.

نائب رئيس الوزراء ووزير الثقافة البولندي بيوتر جليسكي قال في كلمة لافتة: "الإمارات العربية المتحدة هي المدخل المثالي وبوابة العالم العربي". وهو أمر يؤكد التفاعل الحضاري المتبادل، وما لم ينسه البولنديون في عرض فكرهم وثقافتهم هو أن يحضروا معهم ملامح من تاريخ المسلمين في بولندا، والذي يعود إلى القرن السادس عشر.

ثالث فصول كتاب أبوظبي الموسوعي هو الرهان على الترجمة، فمع المعرض انطلق مؤتمر أبوظبي الثاني للترجمة ليؤكد أن مشروع أبوظبي في الترجمة مستمر، وهو أساس في الانتقال بالفكر العربي إلى آفاق عالمية.

أبوظبي اليوم تعيش عرسها الثقافي. والدعوة عامة.