القيادي الكردي صالح مسلم في قبضة الشرطة التشيكية في براغ(أف ب)
القيادي الكردي صالح مسلم في قبضة الشرطة التشيكية في براغ(أف ب)
الخميس 3 مايو 2018 / 13:34

تركيا تنتهك أحكام الإنتربول لمطاردة معارضيها

يرى جاغو راسل، مسؤول تنفيذي لدى "فير تريال"، وكالة دولية للعدالة الجنائية، أن أردوغان ينتهك مؤسسات إنفاذ القانون الدولي بملاحقته لمعارضين أتراك يقيمون خارج وطنهم، ويحملون جنسيات أجنبية، أو حائزين على إقامات مشروعة في منافيهم.

من آخر ابتكارات أنقرة "تيرور آرانانلار"، أي "إرهابيون مطلوبون"، وهو موقع رسمي تستخدمه الشرطة التركية للبحث عن مطلوبين

وكتب راسل، في مجلة "فورين بوليسي"، أنه منذ وقوع الانقلاب الفاشل في يوليو( تموز) 2016، والحكومة التركية تتخذ إجراءات صارمة بحق كل من تعتقد أنه يمثل تهديداً لسلطتها. ولذا كان صحفيون وأساتذة جامعات ومعارضون سياسيون ونشطاء حقوق إنسان من بين 50 ألف شخص اعتقلتهم حكومة أنقره باسم مقاضاة من تزعم صلتهم بالإرهاب. ونتيجة لذلك، تم خرق كبير لسيادة القانون واستقلال القضاء في المحاكم الابتدائية التركية، على وجه الخصوص.

تجاوزات خارجية
ويشير كاتب المقال لانتقادات شديدة دولية وجهت لحكومة أنقره، بسبب ما يجري داخل تركيا. ولكن اضطهاد الحكومة التركية لمعارضيها لم يتوقف عند حدود البلاد، بل سعت أنقره لإساءة استخدام آليات إنفاذ قانون دولية، كالإنتربول، من أجل ملاحقة المنشقين في الخارج. والعام الماضي، عززت جهودها لملاحقة وترهيب لاجئين سياسيين يقيمون في دول أجنبية.

تحميل أسماء
وفي السياق نفسه، يلفت راسل لما ورد في وسائل إعلام تركية، في يوليو( تموز) 2017، بشأن محاولة تركيا تحميل أسماء 60 ألف شخص على قاعدة بيانات الانتربول الدولي. وقد استهدف معظم هؤلاء الـ 60 ألف شخص بسبب الاشتباه بكونهم أتباعاً لرجل الدين التركي، فتح الله غولن، والذي يتهمه أردوغان" بالإرهاب وتدبير انقلاب عام 2016.

ويشير كاتب المقال إلى اتخاذ 194 دولة تتقاسم المعلومات مع الانتربول قاعدة البيانات الخاصة به، كإنذار جنائي دولي، حيث تقوم الشرطة بملاحقة الأشخاص الذين وردت أسماؤهم بوصفهم مجرمين.

إصلاحات
وقد أجرى الإنتربول بعض الإصلاحات، ولكنها لم تكن كافية لمنع تجاوزات تركيا. فقد ألقي القبض، في الصيف الماضي، على كل من دوغان آكهانلي( كاتب ألماني من أصل تركي وناقد للحكومة التركية)، وعلى حمزة يالسين( سويدي – تركي) في إسبانيا. وأدت قضيتا الصحفيين لمساءلة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأنهما، أثناء حملتها الانتخابية في العام الماضي. ويومها قالت: "يجب أن لا نسيء استخدام مؤسسات دولية، كالانتربول، لأهداف سياسية".

وسائل جديدة
ولكن غير آبهةٍ بكل ذلك الاهتمام، تسعى اليوم تركيا إلى اتباع وسائل جديدة لترهيب منتقديها الذين وجدوا ملاذاً خارج تركيا. ومن آخر ابتكارات أنقرة "تيرور آرانانلار"، أي "إرهابيون مطلوبون"، وهو موقع رسمي تستخدمه الشرطة التركية للبحث عن مطلوبين. وبالإضافة لقائمة تضم أعضاء في تنظيمات إرهابية مثل داعش. ويضم الموقع قوائم بأسماء نشطاء في مجالات حقوق الإنسان وصحفيين، وسواهم من المنشقين باعتبارهم إرهابيين، وتتم ملاحقتهم من قبل السلطات القضائية التركية. وفي بعض الحالات، عرضت الحكومة التركية تقديم مئات الآلاف من اليورو كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عن أولئك الأشخاص. وهكذا يبدو أن غنائم ومكافآت مجزية وجدت طريقها إلى العصر الحديث، عبر شرطة الانترنيت.