توزيع مساعدات إماراتية إغاثية لسكان جزيرة سقطرى (أرشيف)
توزيع مساعدات إماراتية إغاثية لسكان جزيرة سقطرى (أرشيف)
الأربعاء 9 مايو 2018 / 09:08

سقطرى والنيران الإيرانية

د. حسن قايد الصبيحي - الاتحاد

جزيرة سقطرى الأسطورية تتألم جراء عقوق بعض أبنائها (غير الشرعيين) وهم يحاولون إقناعنا ببسط السيادة عليها، والإيحاء بأن الإمارات سوف تجرّها من مكانها إلى شواطئ الفجيرة! وهم فئة لفظها شعب الجنوب بعدما عاثوا في حياته فساداً، وفرضوا عليه صنوف العذاب والحرمان، ونهب الأموال والمتاجرة بحقوقه وهتك مقدراته وبيعه لـ"صالح" والحوثيين أولاً، ثم الحوثيين وقطر وإيران أخيراً.

لقد استفاقت الشرعية من صدمة إحراج التحالف لقطر واستبعادها خارج حملته لنصرة اليمن، فكانت هذه الدولة موغلةً في التآمر ضد قوى التحالف، لكن تم فضح تآمرها على أشقائها، واستتبع ذلك انكشاف عملائها من بعدها أمام اليمنيين.

نعود الآن إلى جزيرة سقطرى التي يردد علماء البيئة بأن تربتها أتت من كوكبٍ آخر، فقد فشلت التجارب في نقل أشجارها الحصرية وزراعتها في أرض أخرى، فهي لا تقبل من البيئات النباتية الأخرى ولا ترضى لأشجارها الإقامة والنمو خارج تربتها، ولهذا بنى البعض نظريتهم عن اختلافها مع التربة المكونة لكوكبنا.

أما عن أهميتها الاستراتيجية، فقد نزلت فيها البرتغال عام 1507 وغادرتها بعد أربع سنوات مكرهةً، ليس بالمقاومة من طرفٍ آخر، وإنما بإرادةٍ إلهيةٍ تكرر فيها مشهد الطير الأبابيل، ربما تكون هذه الواقعة مجهولةً للكثيرين، لكني عثرت عليها في إحدى الوثائق البرتغالية المترجمة، ونصّها أن البرتغال وهي تمدّ نفوذها على المحيط الهندي ومن ثم بحر العرب، كانت عينها تتجه إلى الحرم النبوي الشريف، بغرض هدم الكعبة المشرفة (قبلة المسلمين) والانتقام لهزيمة أجدادهم الصليبيين في القدس الشريف.

وأعدّت البرتغال أسطولا بحرياً جراراً اتجه بسريةٍ مطلقةٍ عرض المحيط في الطريق إلى مكة موقنين بأن نهاية الإسلام أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وشاءت إرادة القادر القوي أن تهب عاصفةٌ بحريةٌ عاتيةٌ أتت على قطع الأسطول ولَم تُبقِ ولَم تذر من ذلك الأسطول كله، وزاد يقين الناس بأن سقطرى معجزة وأن حملة أبرهة والأبابيل تكرر نفسها، بعدها لَم ترق الإقامة للغزاة البرتغاليين في سقطرى، فتركوها، والحسرة والذعر يملآن قلوبهم من هول ما شاهدوا من معجزة.

إن الأهمية الاستراتيجية لجزيرة سقطرى أكبر من أن يستوعبها خيال بعض رموز "الشرعية"، والذين لَم يخطر ببالهم أنه عند نشوب مواجهات بين إيران مع أميركا أو "إسرائيل"، وهو أمرٌ واردٌ، سوف تتجه العيون إلى سقطرى، وأن فرقة الهجانة لن تفيد في الدفاع عن الجزيرة، وإنما فقط أساطيل وطائرات سلاح الجو التي تمتلكها الإمارات، والتي تشكل الآن مظلة حمايةٍ لأجواء الخليج واليمن.

إن تطاول البعض أعضاء على الإمارات، رغم علمهم بدورها في تحرير 80% من الأرض اليمنية من قبضة الحوثيين، إنما يأتي من باب التضليل وافتعال الأزمات، إن تهييج بعض المواقع الجنوبية التي لا يزيد عدد مشتركيها على 50 شخص موزعة بين "الإصلاح"، و"القاعدة"، و"الحوثيين"، أي من الحاقدين على الإمارات، لن يفت من عضد التحالف القائم بين الجنوبيين الشرفاء ودولة الإمارات.

أين كان الذين يتباكون على سيادة الوطن حين أتى الحوثيون إلى عدن وداسوا وعاثوا فيها فساداً وقتلاً؟ ومن أنقذ هذه المدينة سوى دولة الإمارات وأبناء المدينة الحقيقيين؟

سقطرى في أياد أمينة، والإمارات حليفٌ عربي أصيل، وأبناء زايد الذين ينفذون وصيته الآن لن يتركوا سقطرى للخونة والمرتزقة والفاسدين، وأدعو إخوتي الجنوبيين إلى اليقظة والحرص على المشاركة في كشف عورات هذه الفئة الدخيلة علينا، والتي تعمل على إعادة الجنوب إلى زمن الاحتلال الحوثي، لم يعد لدينا ما نخفيه بعد أن قلّ حياؤهم وكشفوا قناع العفة، وأظهروا ما ظلوا يخفونه من عمالةٍ لقطر، ومن ثم لسادة الدوحة من إيرانيين.