إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الأحد 13 مايو 2018 / 14:36

مناطق جديدة تحت سيطرة الشرعية في اليمن

24 - شيماء بهلول - ناصر بخيت

تواصل قوات الشرعية في اليمن بإسناد من قوات التحالف العربي، انتصاراتها الميدانية وتقدمها المتسارع في مختلف الجبهات القتالية، وسط حيرة وتراجع لميليشيا الحوثي الانقلابية.

ويأتي ذلك تزامناً مع شن مقاتلات تحالف دعم الشرعية غاراتها على مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مختلف المدن والمناطق اليمنية، التي تُعد أهدافاً عسكرية للتحالف والجيش الوطني، بما فيها مواقع عسكرية وتجمعات للانقلابيين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوف الانقلابيين.

وشكلت هذه الانتصارات، صفعة كبيرة للميليشيا أحدثت انهياراً كبيراً في صفوفهم، مع تكبدهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وتوقعوا تغيراً حاسماً وكاملاً في المعادلة العسكرية الميدانية، ونستعرض أبرز المناطق التي استعادتها قوات التحالف العربي والشرعية اليمنية من قبضة ميليشيا الحوثي:

تقدم الشرعية في محافظة البيضاء
تمكنت قوات الجيش والمقاومة من تحرير مواقع استراتيجية جديدة في عزلة الوهبية بمديرية السوادية شمال شرق محافظة البيضاء، وقالت مصادر إن قوات الجيش والمقاومة تمكنت من تحرير منطقة خدار الخميس المطل على حوران والجفينة وأجزاء كبيرة من جبال اليسبل في عزلة الوهبية بمديرية السوادية.

وأكدت أن التقدم جاء تحت غطاء جوي من مقاتلات التحالف، حيث شنت عدة غارات على مواقع الميليشيا في الوهبية، واعترفت ميليشيا الحوثي الانقلابية بمصرع القيادي فيها المدعو أبو الباقر ناصر الجنيدي مشرف على جبهات ناطع وفضحة، شرقي البيضاء.

وأكدت مصادر ميدانية أن القيادي الميليشاوي الجنيدي لقى مصرعه مع عدد من مرافقيه على أيدي الجيش الوطني في منطقة فضحة بمديرية الملاجم في المعركة الأخيرة التي خاضتها القوات ضد الميليشيا هناك، وكما حررت قوات الجيش مواقع استراتيجية جديدة في مديرية الملاجم، شمالي شرقي المحافظة.

وأكدت مصادر أن قوات الجيش تمكنوا من تحرير جبل القرحاء الاستراتيجي بالكامل، وتطهير ما تبقى من جيوب للميليشيا الحوثية في جبل الظهر، ومثلث مفرق أعشار الواقعة بين مديريتي ناطع والملاجم.

وطبقاً للمصادر فقد أسفرت المعارك عن مقتل 35 عنصراً من الميليشيا، وجرح آخرين، وتكبيدها خسائر فادحة العتاد.

 يذكر أن أهمية تحرير جبل القرحا، تكمن في كونه يسيطر نارياً على جميع مداخل معسكر فضحة الذي تتمركز فيه الميليشيا الانقلابية، فضلاً عن تأمينه للمواقع التي حررتها قوات الجيش مؤخراً، ومنها الخط الاسفلتي الرابط بين مديريتي نعمان والملاجم.

وكما حررت قوات الجيش الوطني، الخط الرابط بين البيضاء وشبوة والذي يصل بين مديرية بيحان ومفرق فضحة الاستراتيجي، حيث نصبت قوات الجيش أول نقطة في الخط الاسفلتي الرابط بين بيحان ومحافظة البيضاء، بعد فرار عناصر الميليشيا من مواقع تمركزها في عقبة القنذع عقب قطع الإمداد عليها.

ومع اشتداد المعارك وتواصلها المستمر في العديد من جبهات القتال، وصلت الميليشيا إلى حالة من الانهيار التي ظهرت جلية في فرار العناصر الانقلابية من معظم المواقع أمام وقع ضربات قوات الجيش، والتي لاحت أمامهم بشائر التحرير القريب للمحافظة منذ أن وطئت أقدامهم على أولى مناطق السوادية، التي تمثل خط الإمداد الأوحد للميليشيا في جميع المديريات التي تخضع لسيطرتها في المحافظة، وهذا ما يجعلها تستميت في الحفاظ على آخر أوراقها في البيضاء التي تكبدت في المعارك الأخيرة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، فضلاً عن مقتل عشرات القيادات فيها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

سيطرة واضحة للشرعية في الحديدة
وشنت مقاتلات التحالف العربي غارات جوية مكثفة استهدفت مواقع وتجمعات متفرقة لميليشيا الحوثي الإنقلابية في محافظة الحديدة، غربي البلاد، وقالت مصادر ميدانية إن مقاتلات التحالف قصفت بعدة غارات جوية تجمعات للميليشيا الحوثية بالقرب من مستشفى اللحية، شمالي المحافظة.

وفي غضون ذلك، شنت مقاتلات التحالف غارات أخرى على مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية شرقي مديرية الجراحي، وأسفرت الغارات عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية، علاوة على تدمير آليات قتالية.

وأشارت مصادر ميدانية إلى أن مقاتلات التحالف العربي استهدفت مواقع وتجمعات للميليشيا الانقلابية في منطقة الجبانة، التابعة لمديرية الحال، في منطقة الجاح، بمديرية الحسينية، وحققت قوات الجيش الوطني والمقاومة، تقدماً كبيراً في محافظة الحديدة غربي اليمن.

وتقدمت القوات الشرعية في مديرية التحيتا وفي مديرية الجراحي بعد مواجهات عنيفة مع عناصر ميليشيا الحوثي التي تشهد انهياراً غير مسبوق، وتفيد مصادر عسكرية بأن المسافة التي تفصل قوات الشرعية عن مركز محافظة الحديدة، بعد تقدمها في المحافظة هي 80 كيلومتراً.

وشهد الساحل الغربي معارك عنيفة حيث احتدمت المواجهات، وحققت القوات المشتركة من الجيش الوطني اليمني والمقاومة تقدماً باتجاه مديريتي زبيد والجراحي، في وقت أفادت مصادر يمنية باستيلاء الحوثيين على الأموال التي كانت في حوزة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وميدانياً، قتل حوالى 40 عنصراً من ميليشيات الحوثيين، بينهم القيادي محمد عبدالرحمن الشهار، خلال معارك شرسة اندلعت في الساحل الغربي لمديريتي الجراحي والتحيتا جنوب محافظة الحديدة، بين الانقلابيين وقوات مشتركة من المقاومة وتشكيلات عسكرية بقيادة العميد طارق صالح.

الشرعية تفك حصار تعز
وأعلنت قوات الشرعية اليمنية بإسناد من قوات التحالف العربي، السيطرة بشكل كامل على معسكر العمري الاستراتيجي، في الساحل الغربي الذي كانت تتحصن فيه الميليشيات كأحد مواقعها لتهديد الملاحة البحرية الدولية، وذلك عقب حصارها وقطع إمداداتها وتعزيزاتها بتأمين مفرق المخا والبرح وموزع.

وأفاد مصدر عسكري أن ميليشيات الحوثي فرت من معسكر العمري تاركة خلفها عتادها وجثث قتلاها.

ويمثل تأمين معسكر العمري الواقع شرقي مدينة ذوباب (مركز مديرية باب المندب) ويبعد عنها حوالي 10 كيلومترات، ضربة قاصمة للميليشيات، وانتصاراً كبيراً للشرعية اليمنية، وخطوة مهمة تمهد الطريق لانتزاع آخر منفذ بحري من أيدي الحوثيين وهو ميناء الحديدة وتأمين كامل الساحل الغربي ومضيق باب المندب.

وتكمن الأهمية الاستراتيجية لمعسكر العمري، كونه يربط بين 3 مديريات، قرب الشريط الساحلي الغربي، ويعدّ مركزاً للقوات المسؤولة عن حماية مضيق باب المندب، على المنفذ الجنوبي، لممر الملاحة الدولية، جنوبي البحر الأحمر.

ويقع المعسكر في منطقة تربط بين 4 مديريات تابعة لمحافظة تعز، هي: باب المندب وذوباب والوازعية والمخا، وجميع التباب المحيطة بهذه المديريات تسيطر على طرق الإمداد البرية والبحرية من جميع الاتجاهات، وتسيطر على طول الشريط الساحلي بذوباب، كما تطل على جميع المراسي البحرية في ساحل مديرية ذوباب الممتدة إلى مضيق باب المندب.

ويعتبر معسكر العمري أحد المعسكرات ذات التحصينات والتجهيزات العسكرية الضخمة، ومحاط بمرتفعات جبلية من اتجاهات الشمال والجنوب والشرق، وسبق أن اتخذ قاعدة عسكرية من قبل، ويضم 6 كتائب عسكرية هي: كتيبة دبابات، كتيبة عربات مشاة، كتيبة مدفعية 122، كتيبة صواريخ كاتيوشا، وكتيبتا مشاة راجلتان.

ويقطع تحرير معسكر العمري، الذي سقط في أيدي الحوثيين، مطلع يناير(كانون الأول) 2015، أهم خطوط تهريب الأسلحة والممنوعات والبضائع للميليشيات الحوثية، لتحكمه في الطريق الرئيسي الرابط بين ذوباب وميناء المخا والخط الساحلي الممتد إلى مدينة الحديدة.

وأكد مدير مديرية الوازعية أحمد الظرافي، أن قوات الجيش الوطني المسنودة بقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن قامت بتأمين كافة المناطق في المديرية والقضاء على الجيوب التابعة للميليشيا الانقلابية التي فرت باتجاه مقبنة وهجدة غرب مدينة تعز، وأوضح أن المعارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا وأسر عدد آخر.

وكما حررت قوات الشرعية محافظة البرح، ويكمن العامل الأهم في تحريرها أنها باتت منطقة مفرق وطريق التحالف والشرعية الاستراتيجي، وعملت على تسهيل وتأمين التقدم لتحرير مدينة الحديدة ومينائها، خاصة أنه تم انتزاع المواقع التي كانت تستخدمها الميليشيا لقصف المناطق المحررة على الساحل الغربي، وتهديد الطرق الرابطة بينها.

انتصارات الشرعية في صعدة
وحررت قوات الجيش الوطني اليمني مواقع جديدة، بعد مواجهات عنيفة خاضها الجيش ضد ميليشيا الحوثي الانقلابية، في جبهة علب بمحافظة صعدة، وكبدت الميليشيا خسائر فادحة في العتاد والأرواح.

وأفاد مصدر ميداني، أن قوات الجيش الوطني في اللواء الخامس حرس حدود تمكنوا من تحرير مواقع استراتيجية منها سائلة مقيرع والميمنة وضهر البركان والميسرة ومشروع الماء والفريض ومقيرع وتبة القناص، وأضاف أن المواجهات أسفرت عن مقتل العديد من عناصر الميليشيات وجرح آخرين، إضافة لفرار بقية العناصر مخلفين ورائهم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة.

وما زالت المواجهات مستمرة في ظل تقدم الجيش الوطني في الجبهة وانهيار معنويات الميليشيات الانقلابية.

ويواصل الجيش الوطني تقدمه في محافظة صعدة، في 5 جبهات، ضمن عملية "قطع رأس الأفعى" التي يسعى الجيش الوطني لتحقيقها والمتمثلة في الوصول إلى معقل زعيم الميليشيا الانقلابية في كهوف مران.