الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الإثنين 14 مايو 2018 / 12:59

دنيس روس: ترامب محق والتصدي لإيران ضروري

بعدما قوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النهج الذي اتبعه أوباما حيال إيران، والذي سخر منه طوال سنين، يرى دنيس روس، مبعوث أمريكي سابق للشرق الأوسط، ومستشار لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إنه بات ضرورياً إصلاح تلك التركة الثقيلة.

الإيرانيون أجلوا خياراتهم للحصول على سلاح نووي، ولم يتخلوا عنها

وكتب روس، في مجلة "فورين بوليسي" أنه بصفته مسؤولاً سابقاً في إدارة أوباما الأولى، حيث اضطلع بمهام تتعلق بإيران، فهو يقر بأن الصفقة النووية عند توقيعها كانت تفتقر لما كان مقبولاً، عند طرحها في بداية المفاوضات.

تحول مطلوب
وحسب روس، في ذلك الوقت رأى عدد من مسؤولي الأمن القومي الأمريكي وجوب تخفيض حجم ونوعية البنية التحتية النووية الإيرانية إلى حد كبير، حيث تخلو من أجهزة الطرد المركزي المتطورة، مع السماح بوجود عدد يقل عن 1000 جهاز من الجيل الأول من أجهزة الطرد المركزي من طراز IR-1 . وعند تحقيق ذلك التحول المطلوب، كان البرنامج النووي سيصبح محدوداً جداً، ما يثبت أن النوايا الإيرانية قد تحولت فعلياً.

قنوات خلفية
ولكن، وفقاً لروس، ما جرى بعد انتخاب حسن روحاني في 2013، وعبر مباحثات قنوات خلفية، ظهرت مؤشرات عن إمكانية التوصل إلى صفقة.

ويضيف روس "رغم ذلك، لم يكن ما تم التوصل إليه يطابق ما تصورناه سابقاً، مع وزير الخارجية الأمريكي، في حينه، جون كيري، ومع مفاوضين آخرين، بشأن شروط خفض عدد أجهزة الطرد المركزي، ومحدودية قدراتها".

ويتابع روس أنه عندما سعت إدارة أوباما لتسويق الصفقة، لم يصدق مزاعم  بأن السبل الإيرانية أمام تصنيع قنبلة نووية قد أغلقت إلى الأبد، إذ "كيف يمكن منع تصنيع قنبلة حين يسمح للإيرانيين، بعد 2030، بتطوير قاعدة صناعية نووية هائلة دون تحديد عدد أو نوعية أجهزة طرد مركزي؟".

ويضاف إليه، حسب روس، ما كشفته مؤخراً الاستخبارات الإسرائيلية كيف أنه، فيما نفى الإيرانيون أن يكونوا قد سعوا لتطوير متفجرات نووية، فقد أخفوا جميع وثائقهم لتطوير قنبلة، بما فيها رسوم ونماذج حاسوبية ومحاكاة واختبار مشغلات النيوترون. وفعلوا ذلك رغم تعهدهم وفقاً للصفقة النووية بعدم مواصلة العمل للحصول على سلاح نووي أو تطويره. فإذا كان الإيرانيون قد تخلوا عن نواياهم للحصول على قنبلة في يوما ما، إذن لماذا يحتفظون بوثائقهم؟

حقائق
ويعود روس للإشارة إلى أن الإيرانيين أجلوا خياراتهم للحصول على سلاح نووي، ولم يتخلوا عنها. ولذا تبدو واضحة صحة انتقادات ترامب للصفقة النووية ولشروطها التي رأى أنها مجحفة بحق أمريكا والغرب عامة. وطبقاً له اتخذ قراره الأخير بالتخلي عنها.

ويختم كاتب المقال رأيه بالقول إنه في حال كانت إيران قادرة علي تهديد استقرار المنطقة عبر توسيع بصمتها العسكرية، أو استئناف برنامجها النووي، فسيكون على إدارة ترامب أن تظهر أنه لديها سياسة للتصدي للأمرين معاً.