الثلاثاء 15 مايو 2018 / 10:52

صحف عربية: لا أمل في الوساطة الكويتية

24 - إعداد: معتز أحمد إبراهيم

طرحت قوى سياسية لبنانية الكثير من التساؤلات حول مصير "تفاهم معراب"، فيما قالت قوى أخرى أن لا أمل في أي دور لوساطة كويتية في ظل استمرار السياسات القطرية الحالية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تتواصل تداعيات غياب واشنطن عن مؤتمر أستانة 9، بينما تنوي السلطة الفلسطينية وخلال الفترة المقبلة رفع دعاو قضائية ضد قادة إسرائيل مع اشتعال الأوضاع بالأراضي المحتلة عقب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

مصير "تفاهم معراب"
ظلت تداعيات الانتخابات، لوائح وتحالفات ونتائج، تتفاعل في الشارع المسيحي وتنعكس سلباً على علاقة "التيار الوطني الحر" مع حزب "القوات اللبنانية".

وقالت صحيفة الجمهورية اللبنانية إن التداعيات ترسم أكثر من علامة استفهام حول مصير "تفاهم معراب"، خصوصاً بعد تصويب رئيس "التيار" الوزير جبران باسيل على رئيس "القوات" سمير جعجع عشية الدخول في الصمت الانتخابي الإعلامي وخلال مهرجان تكتل "لبنان القوي".

وقالت الصحيفة إن رئيس القوات سمير جعجع، غمز من قناته لكن من دون تسميته، مكتفياً بالقول: "إن ثعالب الصفقات متربصة وتتحرك في كل إدارات الدولة بغية اقتناص المال من هنا أو هناك، فيما الشعب يعاني من سوء الأوضاع المالية والإقتصادية المتردية".

وأوضحت مصادر سياسية في حزب القوات للصحيفة، أنها آثرت عدم الرد على باسيل "انطلاقاً من اقتناعها بأن مواقفه تنتمي إلى مرحلة الانتخابات، سواء في خضم الاستعداد لها أو عشيتها أو بمفعول رجعي متصل بها، نتيجة شعوره بالتفاف مسيحي واسع حولها".

وأوضحت المصادر أن رئيس الجمهورية والتيار والقوات حريصون على عدم العودة إلى مرحلة القطيعة السياسية أو إلى مرحلة ما قبل "تفاهم معراب". وأشارت إلى أن المواقف التصعيدية في ذروة الانتخابات جلت إلى أن أقصى ما يمكن أن تصل إليه الأمور هو الاشتباك السياسي مع باسيل، إما في ما يتعلق بالمصالحة و"تفاهم معراب" والتواصل السياسي، فلا يمكن أن يعود الوضع إلى ما كان عليه سابقاً، فللطرفين مصلحة سياسية في التقاطع حيث يجب.

الوساطة الكويتية
جددت الكويت وساطتها بين الدول الأربع المقاطعة وقطر. وأفادت مصادر خليجية لصحيفة العرب أن ما دعا الكويت إلى معاودة جهودها لإنهاء الأزمة بين قطر من جهة وكلّ من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية من جهة أخرى، هو شعور أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة.

وكشفت المصادر للصحيفة أن الشيخ صباح الأحمد يعتقد أن المنطقة كلها مقبلة على تطورات في غاية الخطورة وأنه من الأفضل لدول مجلس التعاون الخليجي مواجهة هذه التطورات صفاً واحداً، لكن المصادر نفسها ذكرت أن جهود أمير الكويت اصطدمت مجدداً بالتعنت القطري الذي يعبر عنه رفض الدوحة قبول النقاط الـ13 التي حددتها دول المقاطعة.

وقالت الصحيفة إن هذه النقاط وردت في الاتفاقين اللذين قبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني توقيعهما في 2013 و2014 بعدما سحبت السعودية سفيرها من الدوحة.

ولاحظت مصادر سياسية أنه بدل أن تظهر قطر مرونة في التعاطي مع الوساطة الكويتية، حرص إعلامها، الذي يوجهه جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في الأسابيع القليلة الماضية، على التصعيد مع المملكة العربية السعودية مع تركيز خاص على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وأشارت الصحيفة إلى أن إصرار الكويت على الاستمرار بالوساطة يقابله تعنت قطري على أكثر من مستوى، ما يحول دون تحقيق أي نتائج لتلك الوساطة عدا أنها تساعد الدوحة على الاستمرار بإضاعة الوقت.

وقال متابعون للشأن الخليجي إن إصرار الكويت على الاستمرار بالوساطة يقابله تعنت قطري على أكثر من مستوى، ما يحول دون تحقيق أي نتائج لتلك الوساطة عدا أنها قد تساعد الدوحة على الاستمرار بإضاعة الوقت.

واشنطن تغيب عن أستانة 9
انطلقت في العاصمة الكازاخية أمس، أعمال الجولة التاسعة من اجتماعات أستانة، وقالت صحيفة الشرق الأوسط إن الغياب الأمريكي شكل تطوراً لافتاً في الجولة الحالية على خلفية التصعيد الأمريكي - الإيراني، ما عكس أن واشنطن لم تعد راغبة في المشاركة، حتى ولو عبر صفة مراقب، في المسار الذي تشارك إيران برعايته.

وكشفت الصحيفة أنه لمن المنتظر أن يتم التركيز في هذه الجولة على وضع المعتقلين والأوضاع في مناطق خفض التصعيد وآليات توزيع المهام بين البلدان الضامنة في بعض المناطق، خصوصاً في إدلب.

ونبهت إلى رصد توقعات بأن يتطرق نقاش الضامنين بشكل تفصيلي إلى توسيع الوجود التركي في هذه المنطقة التي أعلن الجيش التركي إنشاء نقطة مراقبة جديدة فيها هي الحادية عشرة من أصل 12 نقطة تم الاتفاق مع كل من روسيا وإيران على إقامتها في الجولة السادسة لمحادثات أستانة في سبتمبر (أيلول) الماضي.

مقاضاة إسرائيل
قال مسؤول فلسطيني بارز لصحيفة الحياة، إن السلطة سترفع دعاوى ضد قادة إسرائيليين في محكمة الجنايات الدولية، وأوضح هذا المسؤول أن السلطة تقوم وبالتزامن مع هذه الخطوة أيضاً بالانضمام إلى عدد من المنظمات الدولية التي هددت أمريكا بالانسحاب منها حال انضمام فلسطين إليها مثل منظمة الملكية الفكرية العالمية.

ومن ناحية أخرى، أبرزت الصحيفة ما كشف عنه رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الدكتور صائب عريقات، والذي قال إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في أول لقاء بينهما العام الماضي، بعدم نقل السفارة إلى القدس.

وقال عريقات: "ترامب أكد لنا في أول لقاء أنه لن ينقل السفارة إلى القدس، وأنه سيعطي العملية السلمية فرصة لمدة عام".

واعتبر عريقات وفقاً للصحيفة أن "نقل السفارة يظهر كذب الإدارة الأمريكية على الفلسطينيين"، مطالباً القادة العرب بـ"عدم تصديق إدارة كاذبة".

ووجه عريقات نقداً حاداً إلى ترامب وفريقه قائلاً: "هذه الإدارة الأمريكية تتألف من تجار عقارات، والعالم في حاجة إلى قادة حقيقيين، وليس إلى تجار".

وقال إن "الإدارة الأمريكية لم تعد شريكاً ولا وسيطاً، وأصبحت جزءاً من المشكلة وليس الحل".