المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الأربعاء 16 مايو 2018 / 14:13

نقاش إيراني...هل للصفقة النووية أهمية بعد انسحاب أمريكا؟

سُوِّقت الصفقة النووية للإيرانيين بأنها أداة للنمو والازدهار، وتمهد الطريق نحو انفتاح أوسع. ولكن عائداتها كانت ضئيلة جداً، ولا يزال غير معروف حجم الجهود التي ستبذلها طهران للإبقاء عليها مع الأوروبيين، في غياب الولايات المتحدة.

داخل إيران، يتطلب السعي للإبقاء على الصفقة النووية إعادة تقييم عائداتها الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية والعسكرية

ورأى سكوت بيترسون، محرر لدى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، أن إيران لم تصعد بعد تخصيبها لليورانيوم، ولا هي طردت مفتشي الأمم المتحدة. وبعد قرار الرئيس ترامب، أطلقت حملة ديبلوماسية من أجل إنقاذ الاتفاق، داعية الأطراف الأخرى لتقديم ضمانات تكفل سريانه. لكن هل يعني ذلك أن إيران ترى في الاتفاق النووي فائدة تستدعي الحفاظ عليه؟.

ضمانات
يقول بيترسون إن الإجابة على هذا السؤال تبقى رهناً بمن يجيب عنه في طهران، وماهية الضمانات الصادرة عن الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين، ومدى استعداد هؤلاء لمعارضة البيت الأبيض في سعيه لإعادة فرض عقوبات على إيران، وجعلها أكثر حدة مما كانت عليه عقوبات عهد أوباما. وهل سيؤدي ذلك لإجبار طهران على إعادة التفاوض على صفقة شاملة تقضي بوضع قيود على صواريخها الباليستية، ودعمها لقوات تحارب بالنيابة عنها في المنطقة.

ويلفت كاتب المقال لمعارضة عدد من زعماء أوروبا فرض الولايات المتحدة عقوبات ثانوية ضد شركاتهم، ما يجبر مواطنيهم على وقف عقد صفقات تجارية بقيمة مليارات الدولارات مع إيران.

إعادة تقييم

وأما داخل إيران، يتطلب السعي للإبقاء على الصفقة النووية إعادة تقييم عائداتها الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية والعسكرية. ويقول علي فائز، مدير مشروع إيران لدى مجموعة كرايزيس انترناشونال في بروكسل: "من وجهة نظر القيادة في طهران، يمكن تحقيق أفضل سيناريو إذا وقفت إيران وأوروبا ضد أمريكا، عوضاً عن وقوف أمريكا وأوروبا معاً ضد إيران. وتقليل العائدات أفضل من انعدامها. لكن هناك لحظة سياسية حاسمة يستحيل بعدها الإبقاء على الصفقة النووية".

العزلة الشديدة
ويضيف فائز: "قررت إيران بعد العزلة الشديدة في عام 2012-2011، عدم السماح بتكرارها. وتعلمت القيادة فيها أن العقوبات الأمريكية لا تصبح فعالة في حال حظيت إيران بدعم دول أخرى. ولذا تبذل كل ما في وسعها لدق إسفين بين الولايات المتحدة وباقي المجتمع الدولي".

جولة
ويشير كاتب المقال لجولة قام بها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إذ كان في بكين يوم الأحد الماضي، ومن ثم انتقل إلى موسكو، ودعا للحفاظ على الاتفاق النووي.

وكتب ظريف على تويتر أنه أجرى "لقاءات مثمرة وبناءة في بكين وموسكو، وسوف يتقرر سريعاً كيف ستضمن الأطراف الأخرى الحفاظ على ذلك الإنجاز الديبلوماسي الفريد من نوعه".

استهداف

لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، قال يوم الأحد الأخير أنه سيتم أيضاً استهداف أطراف حليفة في حال لم تطبق العقوبات الأمريكية. وقال: "سيواجه الأوروبيون أثر العقوبات الأمريكية".

ويلفت كاتب المقال إلى أنه فيما تصارع أوروبا الولايات المتحدة بشأن عقوبات، يحاول قادة إيرانيون حل قضية سياسية خاصة بهم مع أوروبا، التي بوصفها جزءاً من تحالف غربي، فرضت، خلال عهد أوباما، عقوبات الاتحاد الأوروبي إلى جانب الولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك، قال علي خامنئي، المرشد الأعلى في إيران، عشية قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي: "لا أثق أيضاً بالأوروبيين. وإن كانوا يريدون الاستمرار في التعاون معنا، فالأفضل لهم أن يقدموا ضمانات، وإلا سوف يتصرفون بنفس الطريقة التي سلكها الأمريكيون".