لافتة تدل إلى مكان السفارة الأمريكية في القدس.(أب)
لافتة تدل إلى مكان السفارة الأمريكية في القدس.(أب)
الخميس 17 مايو 2018 / 10:39

كلفة زهيدة وتداعيات باهظة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس

حول التطورات المتسارعة الأخيرة في إسرائيل، والاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتظاهرات الاحتجاج التي اجتاحت قطاع غزة، رأى ديفيد كلارك سكوت، كاتب رأي لدى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور"، بأنها كانت خيارات مرعبة.

النتيجة الأكثر إرباكاً تكمن في كيفية تحول إسرائيل لقضية خلاف حزبي في الولايات المتحدة

ورغم التباين الشديد بين ما جرى في القدس وغزة، وبغض النظر عن التوقيت، والانقسام الحزبي في واشنطن بشأن تلك الخطوة، قال إنه لا بد أن يكون لها تداعياتها الأوسع على عملية السلام في الشرق الأوسط، وعلى الديبلوماسية الأمريكية ككل.

تحول كبير
ويرى خبراء في شؤون المنطقة، أن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس يعكس تحولاً هائلاً في سياسة اتبعتها إدارات جمهورية وديموقراطية طوال عشرات السنين. كما هي تعرض عملية السلام في الشرق الأوسط لمزيد من المخاطر، وتهدد بتوقف المفاوضات في ظل الإدارة الحالية.

يضاف إليه، حسب كاتب المقال، أنها قوضت الخطوة اعتماد العرب على أمريكا، فيما يعتبر شركاء أوروبيون أن القرار الأحادي الجانب يضاعف زعزعة الاستقرار في منطقة تشهد عدداً من الصراعات.

تباين
وحسب سكوت، فيما كان المؤيدون لنقل السفارة يتفاخرون بتحقيقهم إنجازاً يعبّر عن السلام، كان محتجون فلسطينيون في غزة يعبرون عن غضبهم في مواجهة جنود إسرائيليين أطلقوا عليهم الرصاص الحي ما أدى لمقتل أكثر من 70 شخصاً بنهاية ذلك اليوم.

لكن، برأي عدد من المحللين، لربما النتيجة الأكثر إرباكاً تكمن في كيفية تحول إسرائيل لقضية خلاف حزبي في الولايات المتحدة. وهو رأي يعبر عنه ديفيد هالبيرين من منتدى السياسة الإسرائيلية لدى الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، والذي يؤيد حل الدولتين. يقول هالبيرين: "حتى وقت قريب، لم يكن هناك انقسام في دعمنا لإسرائيل، ولكن مشهد الاحتفال الكبير بنقل السفارة، لفت الانتباه لنقطة خلاف حزبية أخرى تشهدها الولايات المتحدة".

حس تجاري
ومن جهة أخرى، تفاخر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام حشود، في الأسابيع الماضية، بأن حسه التجاري ألهمه نقل السفارة إلى القدس مقابل كلفة زهيدة، عوضاً عن دفع مليارات توقع ديبلوماسيون إنفاقها لتنفيذ العملية.

ويشير كاتب المقال، إلى أنه وبقصد التأكيد على خفض كلفة الانتقال، قدم لحوالي 800 شخص دعيوا لحضور الاحتفال في القنصلية الأمريكية في القدس، البسكويت المملح والماء، ولا شيء آخر.

تداعيات مكلفة
ولا بد أن تتكلف الولايات المتحدة ما لا يقل عن مليار دولار عند بناء سفارة جديدة في القدس. ولكن الكلفة الحقيقية والطويلة الأمد ستتجاوز، على الأرجح، حسب خبراء في شؤون الشرق الأوسط، مسائل صغيرة، كالبسكويت والماء.

فقد عبر بعض حلفاء أمريكا في المنطقة عن تراجع اعتمادهم على علاقاتهم مع الولايات المتحدة. كما رأى حلفاء أوروبيون في خطوة نقل السفارة سبباً إضافياً لزعزعة الاستقرار في المنطقة.

ويتوقع كاتب المقال أن تستمر تداعيات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس حتى بعد توقف تظاهرات غزة.