تعبيرية.(أرشيف)
تعبيرية.(أرشيف)
الجمعة 18 مايو 2018 / 14:59

مثلث حدودي بأمريكا الجنوبية... مملكة حزب الله لتبييض الأموال

24- زياد الأشقر

نقل الصحافي إيان تولي في صحيفة "وول ستريت جورنال" عن تقرير، أن حزب الله، الميليشيا اللبنانية المدعومة من إيران والمصنف منظمة إرهابية من الولايات المتحدة يدير دولة مصغرة في أمريكا اللاتينية، مما يزيد من المخاطر على الأمن القومي.

المنطقة تتحول إلى أكثر الملاذات السهلة في العالم على صعيد تبييض الأموال، ومكاناً تتجول فيه شاحنة مدججة بالمسلحين

وقال إن النشاطات السرية في ما يعرف بمنطقة المثلث الحدودي الذي يربط البرازيل والأرجنتين والباراغوي لطالما كان مصدراً للقلق بالنسبة لمسؤولي الأمن الأمريكي. وبعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، باتت المنطقة هدفاً للمراقبة بصفتها ملاذاَ آمناً للإرهابيين في النصف الغربي من الكرة الأرضية.

وأوضح أنه مع الأزمة السياسية الحالية والتضخم في الأرجنتين، ومع الفساد المتأصل والرخاوة في تنفيذ القانون، نما هذا الاقتصاد السري الذي يُقدر بـ 43 مليار دولارسنوياً، مما يتجاوز الناتج القومي للباراغوي، وفق ما جاء في التقرير الذي أعدته مجموعة المخاطر "آسيمتريكا" التي تمول من معهد مكافحة التطرف، غير الربحي الذي يتخذ واشنطن مقراً له.

تبييض أموال ومخدرات
وأشار إلى أن سهولة تبييض العائدات غير المشروعة واقتصاد السجائر في السوق السوداء والاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر ومبيعات الأسلحة غير القانونية، اجتذبت منظمات إجرامية من مختلف انحاء العالم.

ونقل عن أحد معدي التقرير قوله: "لقد أصبح مركزاً أساسياً، أو مركزاً للتسوق، يضم جميع السلع والأموال غير المشروعة التي تحتاجها لتمويل عملياتك.. إذا كنت تريد القيام بشيء ما على الأراضي الأمريكية، فيمكنك شراء ما تريد، وعلى مقربة من الشواطئ الأمريكية".

قلق أمريكي
ولفت إلى أنه بعد إنشاء منطقة للتجارة الحرة على المثلث الحدودي، استغلت عصابات المخدرات وجود موظفين فاسدين والأمن الحدودي الضعيف من أجل نقل بضائعهم وتبييض الأموال النقدية في المنطقة، وفق ما يقول الخبراء الأمنيون. ويضيفون أنه على مر السنين تمت مأسسة الفساد. وتثير الأموال التي تذهب إلى حزب الله من الشبكات اللبنانية غير الشرعية قلقاً للسلطات الأمريكية، في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران ووكلائها. والحزب هو قوة عسكرية في لبنان، تلعب دوراً رئيسياً في الحرب الأهلية السورية من خلال دعمه نظام بشار الأسد إلى جانب روسيا وإيران. ويساعد التضخم المرتفع في الأرجنتين على تغذية النشاطات غير الشرعية، وفق ما توصل إليه معدو التقرير، في الوقت الذي تبيع الشبكات غير الشرعية بضائعها غير الشرعية وخدماتها بأسعار مرتفعة عبر الحدود. وبينما تعمل دول أخرى مثل بنما بشكل متزايد مع الولايات المتحدة على قطع العلاقات مع فنزويلا، فإن منطقة المثلث الحدودي قد اجتذبت بضائع تجارية غير شرعية وأشخاصاً وأموالاً نقدية من فنزويلا، التي تتهمها الولايات المتحدة بتسهيل تجارة المخدرات.

أكبر الملاذات

ونقل الصحافي عن فانيسا نيومان التي شاركت في وضع التقرير، أن المنطقة تتحول إلى أكثر الملاذات السهلة في العالم على صعيد تبييض الأموال، ومكاناً تتجول فيه شاحنة مدججة بالمسلحين في شوارع منطقة فوز دو إيغوتشو البرازيلية وفي شوارع منطقة سويداد ديل إيستي في الباراغوي، حاملة شحنات من الأموال النقدية، حيث يندر وجود المصارف. وأضافت أن هذه المنطقة هي "في طريقها كي تصبح مستقلة اقتصادياً ودويلة إجرامية بالكامل". وتعمل في المنطقة عصابات المخدرات من بوليفيا وكولومبيا والمكسيك والبرازيل وكذلك توجد فيها منظمات إجرامية من الصين بالاشتراك مع تجار لبنانيين. كما توجد مافيات من كوريا وهونغ كونغ وروسيا وفي تقرير "آسيمتريكا" التي قادت فريق تحقيق إلى المنطقة لإجراء أبحاثها.

سكان يدعمون حزب الله
وأضاف التقرير أن أعداداً كبيرة من المهاجرين اللبنانيين وصلت إلى المنطقة بعد الحرب العربية الإسرائيلية في الخمسينيات من القرن الماضي وكذلك بعد الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينات. ومع ذلك فإن شريحة صغيرة من السكان يعتقد أنها تدعم حزب الله مباشرة. وتبين أن الشبكات الإجرامية التي تم اكتشافها مع مرور السنين، تشكل خطراً كبيراً على المصالح الأمريكية.

تفجير بوينس آيرس

ووفق الإدعاء الأرجنتيني، فإن أفراداً لبنانيين في المثلث الحدودي وفروا دعماً لتفجير السفارة الإسرائيلية والمركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس في التسعينيات مما أسفر عن مقتل العشرات. ومؤخراً هناك العديد من الأشخاص الذين فرضت عليهم الولايات المتحدة عقوبات لتمويلهم حزب الله، لا يزالون في المنطقة ويعملون فيها، وفق ما يقول محللون مقيمون في الولايات المتحدة ووثائق قضائية.

وفي وقت سابق من هذه السنة، أنشأت وزارة العدل الأمريكية فريقاً من المحققين ومن الخبراء للتعامل مع قضايا الإتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة من اجل استهداف عمليات تمويل حزب الله.