صور للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في بغداد.(أرشيف)
صور للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في بغداد.(أرشيف)
الجمعة 18 مايو 2018 / 13:27

العراق بين نيران متقاطعة أمريكية وإيرانية

حذرت صحيفة "فاينانشال تايمز" من أن يعلق العراق في النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك في ضوء الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أشارت نتائجها الأولية إلى تقدم رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعارض لتدخل طهران وواشنطن في شؤون بلده.

مقتدى الصدر، المعارض للتدخل الإيراني في شؤون العراق السياسية، هو الذي حلّ في المركز الأول، يليه العامري، فالعبادي، وذلك في صدمة لشرعية إيران ووكلائها،

وكان متوقعاً أن يفوز حيدر العبادي، رئيس الوزراء، كمكافأة له على هزيمة داعش، وأن يحظى هادي العامري، قائد فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران، بجانب من تلك المكافأة ويحل ثانياً في الانتخابات. وحتى نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق الذي همشت سياساته الطائفية الأقليات السنية والكردية، كان يتمتع بفرصة، مدعوماً من حزب الدعوة الإسلامي وكذلك من إيران.

لكن مقتدى الصدر، رجل الدين الشيعي الشاب المعارض للتدخل الإيراني في شؤون العراق السياسية، هو الذي حلّ في المركز الأول، يليه العامري، فالعبادي، وذلك في صدمة لشرعية إيران ووكلائها، بحسب الصحيفة.

حملة ضد الفساد
وكان الصدر تزعم قبل سنتين حملة شعبية غاضبة ضد إخفاق الصفوة السياسية الفاسدة في العراق الغني بالنفط في توفير خدمات أساسية للمواطنين مثل المياه والكهرباء، ناهيك عن الأمن في مواجهة الجهاديين السنة وفوضى الفصائل الشيعية المسلحة.

سيطرة إيران
وفي عام 2016، اقتحم متظاهرون يدعمهم البرلمان العراقي. واليوم، اقتحم الصدر البرلمان عبر صناديق الاقتراع.

لكن إيران لن تتخلى عن سيطرتها على العراق، خاصة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى غربية في عام 2015. وقد توجه قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" إلى بغداد في محاولة لتشكيل تحالف بالتعاون مع العامري والمالكي.

جسر مع السعودية
أما الصدر، الذي يريد خروج الولايات المتحدة وإيران من العراق والذي مد جسوراً مع السعودية، فينظر إليه الإيرانيون بعين الريبة.

ولكن الصحيفة تحذر من أن السعي لنيل مزيد من المزايا لفصيل محدد بدلاً من تحقيق المصلحة العامة، والطائفية بدلاً من تداول السلطة سيفتح الباب أمام عودة الجهاديين.

وتختم: "حاربت الولايات المتحدة وإيران على الخط نفسه، دون تحالف، في مواجهة داعش. وبغض النظر عن العداوة بينهما، عليهما البقاء على الخط نفسه وراء استقرار العراق الذي يجاهد ليظل على قيد الحياة".