الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الاسد (أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الاسد (أرشيف)
الأحد 20 مايو 2018 / 15:06

ما هو ثمن السلام في سوريا؟

24- زياد الأشقر

رأى الباحث جون مولر أن ثمة اقتراحين غير سارين حول الحرب المديدة في سوريا كانا غائبين بشكل جوهري عن المناقشات السياسية الحالية، وحان الوقت للحديث عنهما والتفكير فيهما بجدية.

على الولايات المتحدة والدول الأخرى، أن تعمل بشكل رئيسي على إنهاء المعاناة، وهذا من المحتمل أن يستوجب قطع الدعم لمعظم المقاتلين في سوريا

وقال في مقال في مجلة "ناشونال إنترست" إن الاقتراح الأول هو الإقرار بأن قوات الرئيس بشار الأسد كادت تربح الحرب، وكما لاحظت الصحافية روبن رايت أخيراً، فإن الأسد نجح في "تعزيز سيطرته على معظم سوريا" وأنه "يسيطر على المدن الرئيسية".

والتفجيرات الكبرى التي حصلت لتشجيع النظام على القتل بالرصاص والشظايا بدل الغاز هي من قبيل العبث. وكما تستخلص فإن "الأسد يربح الحرب، والضربة العسكرية لن تغير ذلك".

وفي فبراير (شباط)، توصل تقرير للإستخبارات الأمريكية إلى أن "التمرد الذي تشنه المعارضة السورية منذ سبعة أعوام لم يعد قادراً على الإطاحة ببشار الأسد أو تجاوز العجز العسكري".

أي سلام أفضل من الحرب
والإقتراح الثاني لمولر هو عبارة عن ملاحظة صارخة طرحها السفير جيمس دوبينز وزملاؤه تقول إن "أي سلام في سوريا أفضل من الحرب الحالية". وبالنسبة لهؤلاء الذين يعتبر همهم الرئيسي رفاهية الشعب السوري، فإن الخلاصة، مهما كانت مؤلمة، يجب أن تكون واضحة.

على الولايات المتحدة والدول الأخرى، أن تعمل بشكل رئيسي على إنهاء المعاناة، وهذا من المحتمل أن يستوجب قطع الدعم لمعظم المقاتلين في سوريا والعمل، ربما حتى بشكل مباشر على دعم الأسد وحلفائه الخارجيين.


ورأى مولر أن هذا يحتم بالطبع تحولاً شاملاً في السياسة، وكذلك اعترافاً محبطاً بأن الروس كانوا على حق في الحرب الأهلية. ولكن في الوقت الذي يبقى الكثير من عناصر المأساة السورية غامضاً، يبدو أن المساعدة الخارجية للثوار كان من نتائجها إطالة أمد الكارثة أو إذكائها بشكل منهجي على مدى سنوات، تركز الكثير من القتال على دك المناطق السكنية، وهي عملية نجم عنها بؤس ولاجئون. ومن شأن الاقتراحات السياسية الحالية المتعلقة بسوريا أن تُديم بشكل أساسي هذه الحالة الكئيبة.

تقسيم سوريا
وحذر من أنه بمجرد تأمين شيء من السلام، فإن قوات الأسد قد تبدأ هجمات دموية ضد أعداء سابقين. لكن من المرجح أن يتم التعامل مع هذا الخطر بفعالية إذا كانت الولايات المتحدة وغيرها من المتدخلين، داخل الخيمة لا خارجها. وقد تتعرض البلاد للتقسيم، مع جيوب لا تزال تسيطر عليها جماعات متمردة مثل الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة إلى الناشطين الإسلاميين.

كما ستكون ثمة فلول من داعش يتعين التعامل معها. وبعد اقتراح دوبينز، قد يسود هذا الوضع لسنوات في الوقت الذي تُبذل الجهود للتفاوض على تسويات صعبة. لكن الجزء الأساسي من البلاد سيكون قد هدأت فيه الأمور. وكنتيجة لذلك، فإن الكثير من اللاجئين ربما يجدون الآمان للعودة والمساهمة في إعادة بناء البلد المهدم.

ولفت مولر إلى أن شريحة كبيرة من السوريين تفضل أن تكون في مناطق سيطرة النظام على أن تكون في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون الذين طالما كانوا غير متماسكين وأشراراً. وقد طلب ثلثا المدنيين الذي أجلوا من شرق حلب الذي كانت تسيطر عليه المعارضة الاستقرار في المناطق الحكومية. ويقدر أحد أساتذة حلب، وهو معارض للنظام، انه إذا جرت الإنتخابات اليوم، فإن الأسد سيحصل على 70% من الأصوات.

الأسد ليس مثالياً
ومنذ 2014، أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط ونائب رئيس مجلس الإستخبارات الأمريكية غراهام فولر إنه على رغم أن "الأسد ليس بالحاكم المثالي" فإنه "عقلاني، وأدار لوقت طويل دولة تعمل"، ونادراً ما شكل تهديداً للولايات المتحدة.

واكثر من ذلك، فإن الأسد مدعوم من الكثيرين في سوريا الذين "يخشون عن حق" حصول "فوضى داخلية" يمكن أن تلي سقوطه. والدروس الليبية ماثلة هنا بوضوح.

ويصل فولر إلى نتيجة مفادها أنه "حان وقت الإعتراف بالفشل، والسماح، إن لم يكن مساعدة، للأسد بإخماد الحرب الأهلية بسرعة".