الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة في زيارة لمدينة السلع.(أرشيف)
الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة في زيارة لمدينة السلع.(أرشيف)
الأحد 20 مايو 2018 / 21:45

ما أقرب السلع!

رمضان في السلع حياة أخرى. جرب أن تذهب هناك، وسوف تجد البيوت كلها صارت بيتاً واحداً. وسوف ترى ليل السلع نهاراً. ونهارها أيضاً نهار

بعيداً عن العاصمة أبوظبي بما يقارب 350 كيلومتراً تقبع مدينة السلع آمنة مطمئنة راضية مرضية. إنها أول مدينة تواجه القادم حين يدخل الحدود الإماراتية، وهي آخر محطة لمن يغادر الأراضي الإماراتية براً. فهي قريبة من مركز الغويفات الذي يربط بين المملكة العربية السعودية والإمارات. يضرب بها المثل في البعد وطول الطريق، وينظر إليها باعتبارها آخر نقطة في الوطن. لكن ثمة رؤى مختلفة، أوثق في الدلالة وأعمق في التأمل.

أهالي مدينة السلع ليسوا كأهالي المدن الحدودية التي يغلب عليهم الشكوى من نقص الخدمات أو تقصير المؤسسات أو إهمال السلطات، وليست لديهم عقدة الإحساس بالدونية أو التمييز بسبب البعد عن العاصمة الإدارية، أهالي مدينة السلع فخورون بمدينتهم فخراً لا يقل عن فخرهم بعاصمتهم، وتفخر بهم عاصمتهم كما تفخر بهم قيادتهم.

إنهم يترقبون بشغف زيارات متكررة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم الإمارة في منطقة الظفرة، زيارات صارت طقساً مألوفاً ومحبوباً. ويرددون بفخر بيت شعر قاله الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم في قصيدته (معلقة الاتحاد):
ثرانا الطاهر من السلع لين آخر حدود عمان قبور جدودنا والراية العليا نصايبها

في السلع وقف القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في منتصف السبعينات تحت ظل شجرة كبيرة وارفة الظلال. إنها غافة الشبهانة، التي يقدر عمرها بمئات السنين، وآلمه أن تبقى وحيدة. فأمر أن يزرع حولها حزام من الأشجار يؤنس وحدتها، فقامت حولها غابة الشبهانة التي ما زالت حتى اليوم تُروى وتسقى وتكبر.

الشارع الجديد الذي يربط بين العاصمة أبوظبي والسلع، مفخرة أخرى ومنجز جديد، يحمل من الدلالة المؤكدة أن أبناء الدولة مهما بعدوا فإنهم في قلب القيادة.

قطار الاتحاد يرسم سككه بمحاذاة طريق الذاهبين إلى السلع والعائدين منها، يعطيهم أملاً بأن طريقهم الطويل قصير، وأن مطلوبهم البعيد قريب، وأن زمنهم البطيء سريع.

مشروع الإمارات الأكبر في الطاقة النووية صار معلماً آخر في طريقك إلى السلع، شاهد على أننا ذاهبون بعيداً في العلوم المتقدمة.

رمضان في السلع حياة أخرى. جرب أن تذهب هناك، وسوف تجد البيوت كلها صارت بيتاً واحداً. وسوف ترى ليل السلع نهاراً. ونهارها أيضاً نهار. وسوف ترى ما يسر خاطرك في المجالس الرمضانية، فمجالس السلع الرمضانية لا تخلو من أشقاء قدموا من المملكة العربية السعودية ليشاركوا إخوانهم جلسات سمر وأحاديث بادية. فأهلاً بهم في السلع. ونخبرهم وهم هناك بأنهم هنا.