الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الرؤساء التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني.(أرشيف)
الثلاثاء 22 مايو 2018 / 16:45

بوتين يحصد ثمار عمليات إسرائيل في سوريا

نتيجة للحملة الجوية الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مواقع إيرانية ودفاعات جوية سورية، عزز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مكانته العسكرية والسياسية.

يثبت التزام موسكو الصمت حيال الضربة الإسرائيلية الأخيرة ادراكها أن تل أبيب لن تضر بمصالحها هناك، بل سوف تستهدف فقط الوجود الإيراني والميليشيات المرتبطة به

وأطلق جنرالات إسرائيل وصف "عملية بيت الورق" على أقوى هجوم جوي نفذته إسرائيل في سوريا منذ حرب أكتوبر( تشرين الأول) 1973.

وحسب ماثيو برودسكي، زميل بارز لدى مجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، ومشارك في دراسة ستنشر قريباً حول "الوجود العسكري في سوريا، وأثره على الأمن الإقليمي"، ليس معروفاً بعد كيف سترد إيران على تلك الضربات. وسواء ترجم ذلك الإنجاز العسكري الإسرائيلي إلى نصر سياسي أم لا، فلا شك في إصابة إيران بنكسة كبيرة ضمن أسبوع شهد خيبات أمل كبيرة.

وفي الوقت نفسه، تعززت مكانة بوتين الاستراتيجية في الشرق الأوسط، وبدا أن كل ما قاله كانت كلمة: "نعم" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

مباركة
ويشير برودسكي إلى أن تلك النتيجة لم تكن مضمونة عندما التقى نتانياهو بوتين في موسكو، ولكن الزعيم الإسرائيلي كان على أتم الاستعداد للعملية. وبالفعل بدأ الرد العسكري الإسرائيلي على هجوم إيران الصاروخي بعد ساعات من اختتام تلك الزيارة وحصول نتانياهو على مباركة الكرملين. كما أخطرت الولايات المتحدة سلفاً. وصرح ضابط إسرائيلي رفيع المستوى لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل: "قلنا للروس إننا سوف نضرب في سوريا، ولكننا لم نعلمهم بمكان الضربة، ولا بالأهداف. وقد طبقت آلية فصل النزاعات على أكمل وجه".

تطور جديد
ووفقاً لكاتب المقال، جاء استيعاب الكرملين لمخاوف نتانياهو، بما فيه عدم توجيه أي انتقاد لإسرائيل عشية الهجوم، بمثابة تطور جديد لقي بدون شك ارتياحاً في القدس. وذلك يعود لقيام روسيا، منذ تدخلها في سوريا عام 2015، بدور الوسيط والمحكم. ولعدة سنوات، شكل توسع الدور الروسي في سوريا عقبة أمام فرض إسرائيل لخطوطها الحمراء، ما تطلب اتباع ديبلوماسية ماهرة من جانب نتانياهو، من أجل التوصل إلى تفاهم حول حدود العمليات الإسرائيلية، وإدارة خط فصل الاشتباك لتجنب ارتكاب أخطاء عسكرية.

تجنب حوادث عرضية
ومن خلال ما يقارب عشرة لقاءات عقدت بين نتانياهو وبوتين منذ عام 2015، يلفت برودسكي إلى تمكن إسرائيل وروسيا من تجنب حوادث عرضية، ولكنهما لم يكونا على نفس الدرجة حيال مستقبل إيران في سوريا. وعلى سبيل المثال، لم تراع روسيا هواجس أمنية إسرائيلية، عند رسم حدود منطقة هدنة ومنع اشتباك في جنوب غرب سوريا، عام 2017. ويضاف إليه، دعا بيان أمريكي – روسي مشترك، صدر في نوفمبر( تشرين الثاني) 2017، لـ" خفض واستئصال نهائي" لمقاتلين أجانب من جنوب سوريا في إطار إنشاء منطقة فض نزاعات. ولكن بعد بضعة أيام، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى أن" الوجود الإيراني في سوريا مشروع"، وأن روسيا غير ملتزمة بضمان انسحاب إيران أو ميليشيات مرتبطة بها.

انتقادات سابقة
ويلفت كاتب المقال أيضاً لانتقادات وجهتها موسكو لتل أبيب بعدما هاجمت إسرائيل قاعدة تيفور في سوريا في أبريل( نيسان)، حيث دمر نظام دفاع أرض – جو إيراني متطور، كانت طهران على وشك نشره في هناك.

ولكن حسب برودسكي، يبدو أن لقاء نتانياهو الأخير ببوتين في موسكو، وما تبعه من تنفيذ لعملية "بيت الورق" يظهر أن روسيا دعمت العملية، وأن إسرائيل حصلت على موافقة ضمنية أو ضوء أخضر لتنفيذها.

التزام الصمت
كما يثبت التزام موسكو الصمت حيال الضربة الإسرائيلية الأخيرة إدراكها أن تل أبيب لن تضر بمصالحها هناك، بل سوف تستهدف فقط الوجود الإيراني والميليشيات المرتبطة به. كما أشيع أن إسرائيل حذرت الأسد من استخدام دفاعاته الجوية، وأكدت أنها لن توسع العملية لتطاول لبنان، إن لم تأمر إيران حزب الله للرد، وبالتالي تجنب نتائج كارثية حذر منها محللون، على مدار سنوات.