رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان في مؤتمر بباريس (من المصدر)
رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان في مؤتمر بباريس (من المصدر)
الثلاثاء 22 مايو 2018 / 18:00

مارين لوبان تُحذّر من تمويل قطر للجماعات المُتطرفة والإرهابية

24 - باريس - عبدالناصر نهار

أكدت رئيسة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي مارين لوبان، ضرورة تعاون المجتمع الدولي للوقوف أمام تمويل الجماعات المتطرفة التي تنشر الإرهاب في أوروبا وجميع أنحاء العالم، مُشيرة إلى أن "المنطقة تمرّ الآن بمرحلة تاريخية تتطلب اليقظة والتوعية بشكل مستمر أمام هذا التوغل، كما ولا بدّ من تحذير الدول التي تقوم بتمويل الجماعات الإسلامية المُتطرفة مثل قطر".

وجاء ذلك خلال مُشاركتها اليوم الثلاثاء بباريس في مؤتمر "ما بعد داعش وخطر الإرهاب في أوروبا"، والذي عُقد في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية- مجلس النواب، بتنظيم من مركز دراسات الشرق الأوسط في باريس، وبمشاركة وحضور نخبة من الشخصيات السياسية والخبراء الدوليين في مجال الإسلام السياسي ومكافحة الإرهاب، وعدد من رجال الإعلام والكُتّاب والباحثين في الصحافة الفرنسية.

وقالت لوبان في كلمتها بالمؤتمر إننا "نُشارك اليوم كي نعلم ماذا يحدث في منطقة الشرق الأوسط ومصير الجماعات الإسلامية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، ونقرأ في تفاصيل المرحلة المقبلة ما بعد سقوط داعش وكيفية مواجهة الإرهاب في المستقبل القريب".

وأكدت زعيمة اليمين الفرنسي، والتي كانت قد وصلت للمرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية قبل نحو عام أمام الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، أنّ العالم يشهد في الفترة الحالية انتشاراً واضحاً للجماعات الإسلامية وأيضاً للأفكار المغلوطة والمتشددة عن الإسلام، وقالت: "لذلك علينا أن نتحرك لكي نستطيع الوقوف أمام هذه الحركات المُتطرفة والإرهابية والتي يتم تمويلها من بعض الدول المعروفة للجميع مثل قطر".

وتحدثت عمّا تشهده الأراضي الفرنسية من تحديات كبيرة وأخطار تسببها الحركات المتطرفة التي تمارس تأثيراً واضحاً على العديد من المناطق مثل الضواحي الفرنسية التي تواجه تحديات ملحوظة من قبل هذه الحركات الإسلامية المتطرفة قائلة: "حذرنا من هذه الظاهرة وكتبنا عنها عدّة مرات، علينا أن نتعاون لإيقاف تمويل هذه الحركات الإرهابية".

وأكدت ضرورة التعاون مع مصر في ملف مكافحة الإرهاب لأنها تعرف الكثير عن هذه الحركات المتطرفة، ولها تاريخ طويل في هذا المجال، كما أنها تعرف الأساليب والطرق التي يتم من خلالها تمويل هذه المنظمات المتطرفة والإرهابية، فالتطرف والإرهاب يحملان نفس المعنى.

وكشفت لوبان أنها سوف تقوم بتقديم مشروع كامل خلال الفترة المقبلة يتضمن 40 مقترحاً لكي يتم تفكيك الحركات المتطرفة في الضواحي الفرنسية، وأيضاً من أجل التسلح ضد تأثيرها الذي يتزايد من يوم لآخر في هذه المناطق.

ومن جهته كشف رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بباريس الدكتور عبد الرحيم علي، كواليس إعلان تنظيم داعش خلافته ودولته المزعومة، مُشيراً إلى أنه في 29 يونيو(حزيران) 2014 تمّ إعلان قيام دولة الخلافة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، وإعلان أبو بكر البغدادي خليفة لها، ولاحقاً تمّ الاتفاق بين أوروبا والولايات المتحدة على إنهاء تنظيم داعش، وقررت أجهزة الأمن تفتيت التنظيم، وتمّ ذلك بالفعل، وخرج التنظيم من العراق ثم من سوريا.

وتساءل علي "هل توجد علاقة بين تأسيس وتفكيك داعش، وسقوط الإخوان في مصر يوليو(تموز) 2013، وكذا انسلاخ اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا في يناير(كانون الثاني) عام 2017 عن التنظيم الدولي، وتوجيه قوة التنظيم نحو أوروبا".

وأكد أن الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي انضموا إلى ما يعرف بتنظيم داعش من أكثر من 110 دولة قبل وبعد "إعلان الخلافة" في يونيو(حزيران) عام 2014.

وكشف أنه مع تفكيك تنظيم داعش نهاية 2017، أعطت قيادة التنظيم تعليماتها لكوادره بإعادة التمركز، ولكن هذه المرة داخل أوروبا وصحراء سيناء وبعض المناطق خاصة في آسيا وأمريكا، وذلك لمحاولة الانتقام من إخراجه من منطقة الشرق الأوسط، وسرعان ما تم تنفيذ أولي العمليات في إندونيسيا (كنائس باباراس) باعتبارها رمزاً للمسيحية الغربية.

وقال علي: إن "مكتب الشرطة الأوروبي (يوروبول) أعلن في مارس(أذار) الماضي، أن حوالي 5 آلاف أوروبي، بينهم حوالي 800 مواطن من دول غرب البلقان، قد انضموا إلى جماعة داعش الإرهابية منذ عام 2014"، وقال مدير مكتب "يوروبول"، روب وينرايت، في مقابلة مع تليفزيون "بي تي في": إنّ "هناك حوالي 30 ألف شخص في أوروبا ينتمون إلى شبكات إرهابية".

وحذّر من أنّ شركة الاستشارات الأمريكية نشرت تقريراً جاء فيه: "يوجد الآن ما لا يقل عن 5600 مواطن أو مقيم من 33 بلداً عادوا من العراق وسوريا إلى بلدانهم".