الثلاثاء 22 مايو 2018 / 21:32

محمد بن راشد: لا نخشى على شبابنا من الأكاذيب لأنهم مُحصنون بالقيم والأخلاق

أكد نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن سعي الدولة لتبوء أرقى مستويات الريادة في مختلف المجالات التنموية هدف كبير يستدعي المشاركة الفاعلة والمؤثرة من كافة القطاعات في مسيرة البناء، بما يستوجبه ذلك من استنهاض كافة الطاقات المبدعة وتحفيز إرادة المجتمع لخوض معترك المنافسة من مضمار التميز العالمي وصولاً إلى أعلى المراتب بما يؤسس لنموذج تنموي عالمي فريد يقوم في جوهره على سعادة الناس وراحتهم.

وأوضح الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "الإعلام يتحمل جانباً كبيراً من مسؤولية تحفيز المجتمع وتشجيع أفراده على مضاعفة العمل والإنتاج وإذكاء الرغبة في المنافسة النزيهة والحث على الإبداع وتهيئة المجال للإتيان بأفكار غير تقليديه".

الإعلام شريك لنا
وقال: "اختصار الزمن نحو المستقبل الذي نرجوه للإمارات والمنطقة، خيار استراتيجي والإعلام شريك لنا في تحقيقه بتعريف الناس بكل ما يحمله الغد من فرص والأخذ بيدهم للوصول لأفضل طرق الاستفادة منها، وكذلك ما قد ينذر به من تحديات وكيفية الاستعداد لمواجهتها والتصدي لها بحلول مبتكرة تعين على تحويلها إلى عناصر قوة تدعم طموحاتنا الكبيرة لمستقبل ينعم فيه الجميع بكل أسباب الرقي والتقدم".

جاء ذلك خلال استقبال نائب رئيس الدولة، يرافقه ولي عهد دبي الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ونائب حاكم دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، لفيفاً من القيادات الإعلامية الإماراتية ورؤساء تحرير الصحف المحلية وكبار مسؤولي المؤسسات الإعلامية العربية والعالمية العاملة في الدولة، في اللقاء الرمضاني الذي نظّمه المكتب الإعلامي لحكومة دبي مساء اليوم الثلاثاء في مدينة جميرا بدبي، حيث حرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مصافحة جميع الحضور تقديراً منه للإعلام والإعلاميين.

وخلال حديثه إلى الإعلاميين، تطرق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى العديد من الموضوعات المتعلقة بتوجهات الإمارات نحو تحقيق الريادة في المستقبل وتعاطيها بكفاءة مع التحديات التي أفرزتها المتغيرات الإقليمية والعالمية، واضعة أمامها هدفاً استراتيجياً رئيساً وهو صالح الناس وسعادتهم.

التحديات المحيطة
وقال: "نتعامل مع التحديات المحيطة بحكمة وإدراك كامل لأبعادها وتصورات واضحة ودقيقة لتداعياتها، ورؤيتنا تركز على المستقبل، ومبادراتنا ومشاريعنا لا تعيننا على سرعة بلوغه فحسب ولكن تمكننا من شغل موقع الريادة فيه. فالإمارات تقدم القدوة في تطويع الظروف لصالح الناس وتوظيف الموارد والأفكار والطاقات بأسلوب مدروس يضمن رقي المجتمع وراحة أفراده وسعادتهم، ويزيد من فرص التقدم والازدهار ليس فقط لشعبنا ولكن لكل الشعوب الشقيقة والصديقة التي تشاركنا الأمل في مستقبل أفضل للجميع".

وأضاف: "العالم من حولنا يتغير بسرعة فائقة، والإمارات منذ انطلاق دولة الاتحاد، واكبت المتغيرات التي شهدها العالم على مدار العقود الأربعة الماضية، وأحسنت الاستعداد لكل ما قد يحمله المستقبل من تطورات، فقد نجح أبناؤنا في الاستفادة مما مهدت له تلك المتغيرات من فرص وتجاوزوا بجدارة كل ما جلبه من تحديات، واليوم هدفنا أن نعزز مشاركتنا في تطوير حلول تخدم الإنسان في كل مكان، فالإمارات كانت وستظل منارة تشيع الأمل، والإعلام البنّاء شريك أصيل لنا في مسيرتنا نحو المستقبل، يوضح المواقف ويبرز الحقائق ويوعّي الناس بحقوقهم ويثقفهم حول واجباتهم ومسؤولياتهم في مسيرة نتشارك فيها جميعا لنصل إلى ما نصبوا إليه من نجاح على كافة المستويات".

كشف الأجندات
ودعا نائب رئيس الإمارات، الإعلاميين إلى مواصلة دورهم في كشف الأجندات الخاصة التي تسعى إلى قلب الحقائق وتضليل الناس، ليكون الإعلام دائما حائط صد يصون المكتسبات ويحمي المجتمع مما قد يستهدفه من نوايا سيئة لا تهدف إلا إلى إثناءه عن عزيمة البناء والتطوير، منوهاً بدور الإعلام الوطني في هذه المرحلة المهمة التي تخوض فيها الإمارات حرب الشرف والكرامة ضد الإرهاب ومغتصبي الحقوق التزاماً بموقفها الثابت تجاه إعلاء كلمة الحق والوقوف إلى جانب أصحابه.

وقال إن "الإعلام اليوم لا يملك إلا أن يكون مرآة للحقيقة، والمتلقّي اليوم أصبح قادراً أكثر من أي وقت مضى على الفرز والتمييز بين مصدر يصدقه القول وآخر يُضلله، ونحن لا نخشى على مجتمعنا وشبابنا من الأكاذيب لأنهم تربوا على الأخلاق التي تركها فينا زايد، فهي الحصن الذي يصونهم ويحفظ عليهم وطنهم ويعزز يوما بعد يوم دعائم عزته وأسباب رفعته".

وحول دور الشباب في المرحلة المقبلة، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن "الشباب ثروة نستثمر في تنميتها والعائد خير يعم الأمة ويرقى بها إلى أعلى المراتب، ولكونهم القوة الدافعة نحو المستقبل، حرصنا على إمدادهم بكل مقومات النجاح من تعليم رفيع المستوى في أفضل الجامعات والمعاهد العلمية، وإشراكهم في صنع القرار بتمكينهم من شغل المناصب القيادية، وأوكلنا إليهم مهمة وضع التصورات التي يمكننا من خلالها العبور بسرعة وتمكن إلى المستقبل ليكون لنا موقعنا المتميز فيه، وكلنا ثقة في قدرة شبابنا على تحقيق المأمول منهم وزيادة".

مناخ داعم
وخلال اللقاء الذي حضره وزير دولة رئيس المجلس الوطني للإعلام الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المرّي، أعرب الإعلاميون المشاركون في الأمسية عن سعادتهم بلقاء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واعتزازهم بحرصه على على لقاء الإعلاميين في مختلف المناسبات والاستماع إلى أفكارهم وآرائهم ومقترحاتهم، بما يعكسه ذلك من اهتمام بقيمة وأثر الإعلام كعنصر مهم من عناصر منظومة التنمية المتكاملة، وهو الاهتمام الذي يتجلى في العديد من الملامح ومن أبرزها تهيئة الإمارات لمناخ داعم للإعلام والإعلاميين يسمح لهم بالإبداع ويعينهم على تأدية رسالتهم على الوجه الأكمل في إطار من الحرية الواعية والمسؤولة.