الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والإيراني حسن روحاني (أرشيف)
الأربعاء 23 مايو 2018 / 16:07

الانسحاب الأمريكي من النووي...صفعة القرن لإيران

ذكّر الإعلامي ورجل الأعمال السعودي حسين شبكشي في مقاله الذي نشرته صحيفة "سعودي غازيت" بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كرر خلال حملته الانتخابية وصف الاتفاق النووي بأنه أسوأ اتفاق عقدته الولايات المتحدة في التاريخ.

كان إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ضربة قوية للنظام الإيراني ولحلفائه في المنطقة

وقد وعد آنذاك بعدم السماح باستمرار هذا الاتفاق فيما لو تمّ انتخابه رئيساً للبلاد. كان ذلك خطاب ترامب حين كان مرشحاً، وبعدما أصبح رئيساً للولايات المتحدة كرر الخطاب نفسه.

شرح ترامب الأسباب التي أدت إلى عدم رضاه عن الاتفاق، من بينها أنه غير منصف لأنّه سمح لإيران بالحصول على كميات ضخمة من الأموال وصلت إلى الملايين من الدولارات، وقد استخدمتها في دعم ونشر الإرهاب في المنطقة. ورأى الكاتب أنّ هذا الدعم تمّ مباشرة أو من خلال منظمات وفصائل إرهابية مثل حزب الله والحوثيين وغيرهم، وبالتالي استمرت إيران في كونها قوة داعمة للإرهاب.

قاوم حلفاءه الغربيين
لقد أعلن ترامب خروج بلاده من الاتفاق النووي محافظاً بذلك على موقفه الصريح والواضح وغير الملتبس تجاهه. من خلال هذه الخطوة، قاوم ترامب الكثير من الضغوط التي مارسها بعض من حلفائه في الغرب وخصوصاً فرنسا وبريطانيا وألمانيا التي ألزمت أنفسها بالصفقات التجارية الضخمة مع النظام الإيراني. وتخوفت هذه الدول من تدهور الاقتصاد الإيراني نتيجة للعقوبات المحدقة بالنظام الإيراني الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر فادحة في عائدات صفقاتها التجارية الكبيرة.

ضغوط داخلية
واجه ترامب أيضاً ضغوطاً من وزير خارجيته السابق ريكس تيليرسون ومن مستشاره السابق لشؤون الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر اللذين أعربا مراراً عن عدم موافقتهما على أي نوع من أنواع التغيير في الاتفاق، فكيف بإلغائه. إنّ موقفهما المتعنت حول الاتفاق أدى في نهاية المطاف إلى إعفائهما من منصبهما قبل أن يتم تعيين مسؤولين آخرين يتمتعان بوجهات نظر تشبه تلك التي يحتفظ بها الرئيس الأمريكي.

كيف تنظر كوريا الشماليّة إلى هذه الخطوة؟

يضيف شبكشي أنّ هنالك سبباً آخر دفع ترامب إلى إخراج بلاده من الاتفاق النووي الإيراني وهو إرادته في أن يثبت أمام جمهوره بأنّه رجل يلتزم بالوعود التي يطلقها خلال الحملة الانتخابية، وهذا على عكس السياسيين التقلديين في واشنطن. من جهة أخرى، يريد ترامب الذهاب للقاء زعيم كوريا الشمالية وهو حامل عصا غليظة لإظهار قراراته الحاسمة وكذلك جدية وقوة الإدارة الأمريكية الحالية في التعامل مع الدول المارقة خصوصاً حين ترتكب خرقاً لوعودها. سيكون لدى كوريا الشمالية اليوم نموذجاً واضحاً جداً أمامها وستكون حذرة بشكل مطلق إزاء التفكير بنقض الوعود التي تطلقها.

النظام الإيراني قلق

في هذا الوقت، كان إلغاء الاتفاق النووي مع إيران ضربة قوية للنظام الإيراني ولحلفائه في المنطقة. يرى شبكشي أنّ النظام الإيراني يواجه أخباراً محبطة ومقلقة تلزمه بإيقاف أحلامه. سيؤدي خروج الولايات المتحدة من الاتفاق إلى أزمة اقتصادية وضياع سياسي سينعكسان في الشوارع مع مظاهرات لإيرانيين غاضبين وخصوصاً الشبان الثائرين من بينهم. ويضيف الكاتب أنّ إيران هي دولة فاشلة ومظاهر هذا الفشل واضحة مع نظام لم يجلب معه شيئاً سوى الدمار وهو بشكل طبيعي لا ينجح في أي عمل يقوم به. إنّها حقاً صفعة القرن.