زين الدين زيدان (تويتر)
زين الدين زيدان (تويتر)
الخميس 24 مايو 2018 / 10:10

زيدان.. من مبتدئ غير مقنع إلى صناعة التاريخ في وقت قياسي

عندما تولى أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان تدريب الفريق الثاني بنادي ريال مدريد الإسباني في 2014، لم يكن خياراً مقنعاً لأحد.

وبعد مرور، 4 سنوات، أصبح زيدان على بعد 90 دقيقة فقط من صناعة التاريخ كمدرب للفريق الأول بالنادي.

ويستطيع زيدان قيادة الفريق للتتويج بلقب دوري الأبطال الأوروبي للموسم الثالث على التوالي إذا تغلب على ليفربول الإنجليزي بعد غد السبت، في المباراة النهائية للبطولة بالعاصمة الأوكرانية كييف.

وإذا حقق المدرب الفرنسي هذا، سيكمل رحلته المثيرة من مدرب مبتدئ غير مقنع إلى مدرب قهر الأرقام القياسية في زمن قياسي.

ونجح أكثر من مدرب سابق في الفوز بلقب دوري الأبطال 3 مرات لكنها ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها أي مدرب باللقب في ثلاثة مواسم متتالية.

ويضاعف من آمال زيدان في هذا أن الريال لم يخسر النهائي الأوروبي منذ أن خسره في 1981 أمام ليفربول.

وكان بوب بايسلي مدرباً لليفربول في ذلك الوقت وتوج بلقب البطولة للمرة الثالثة بعدما أحرز اللقب في مرتين سابقتين عامي 1977 و1978.

وتوج المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بلقب دوري الأبطال 3 مرات سابقة ولكن مع ناديين مختلفين وفي غضون 11 عاماً.

ولكن فوز الريال باللقب بعد غد سيضع زيدان في مكانة فريدة بين المدربين في تاريخ دوري الأبطال إذ سيكون تتويجاً رائعاً لمسيرته مع الريال رغم البداية غير المقنعة لمسيرته التدريبية مع الفريق الثاني بالنادي (كاستيا) في 2014.

وعندما تولى زيدان تدريب الفريق الثاني بالنادي، عانى من سوء النتائج وفكر مسؤولو النادي في إقالته.

وكانت الانطباعات الأولى أن زيدان سينضم إلى مجموعة اللاعبين العظماء الذين فشلوا في تجاربهم كمدربين.

ولكن زيدان أعاد ترتيب أوراقه وبدأ في تحقيق بعض الانتصارات وإن ظل غير مقنع.

وعندما تولى تدريب الفريق الأول للريال في يناير (كانون الثاني) خلفاً للمدرب الإسباني رافائيل بينيتيز، ظهرت حالة من التذمر بين بعض أعضاء الفريق من تدريباته الغريبة وافتقاده القدرة على إلهام الفريق في المباريات.

وفي المباراة التي خسرها الريال أمام جاره أتلتيكو مدريد 0-1، بدا وأن زيدان ألقى بآخر أوراقه كمدرب إذ تفوق عليه تماماً المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو، والأكثر من هذا، بدا أن اللاعبين لا يقتنعون به.

ولكن هذه المباراة كانت من آخر إخفاقاته في مسيرته التدريبية إذ توج زيدان مع الريال بلقب دوري الأبطال في نهاية أول موسم له مع الفريق بعدما قدم أفضل ما لديه في المواجهة مع أتلتيكو وسيميوني في النهائي الأوروبي.

وفي الموسم التالي، قاد زيدان الفريق إلى الفوز بثنائية الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وهو ما لم ينجح فيه الريال منذ خمسينيات القرن الماضي.

ورغم ضياع حلم الدفاع عن لقب الدوري الإسباني في الموسم الحالي بعد مسيرة متواضعة من الفريق الذي أنهى الموسم بفارق 17 نقطة خلف منافسه التقليدي العنيد برشلونة الذي توج باللقب، أصبح الريال قريباً للغاية من التتويج بلقب دوري الأبطال للموسم الثالث على التوالي.

وتطور أداء زيدان الخططي حيث تناوب الفريق بين طريقة اللعب 4 / 3 / 3 التي طبقها أنشيلوتي وبينيتيز وطريقة اللعب 4 / 4 / 2 التي تعني التخلص من القاعدة غير المدروسة في الريال والتي اعتمدت على الدفع بالثلاثي كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيما سوياً في الهجوم بغض النظر عن جاهزيتهم الفنية والبدنية.

وأقنع زيدان لاعبه البرتغالي رونالدو بالحصول على راحة خلال الموسم ليحصل منه على أفضل ما يريد من مستويات خلال المراحل الحاسمة.

كما حرص زيدان على مناصرة لاعبيه إذ علق على محاولات الريال لضم حارس مرمى جديد في منتصف الموسم بأن الكوستاريكي كيلور نافاس سيظل الحارس الأول لديه.

وأثمر إخلاصه للاعبيه إذ وصل الفريق إلى نهائي دوري الأبطال وأصبح زيدان على بعد 90 دقيقة من كتابة التاريخ.