الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيسان الصيني شي جين بينغ والأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الخميس 24 مايو 2018 / 16:45

لا سلام مع كوريا الشمالية دون دعم صيني

مع تركيز العالم على الرئيسين الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والجنوبي مون جاي إن والتهديد المفاجئ بإلغاء اللقاء بين كيم والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتراجع ذكر دور الصين، أو يبدو كأن دورها همّش. إنه أمر غير صحيح، ويتضح ذلك من اللقاء الثاني بين كيم والرئيس الصيني شي جين بينغ.

من الطبيعي أن تؤيد الصين معاهدة سلام تبتعد فيها كوريا الجنوبية عن الحماية الأمريكية. فإن سحب قوات أمريكية سوف يضعف نفوذ واشنطن هناك

وكتب، في مجلة "نيوزويك"، جوناثان واتشيل، المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، وهو صحفي سابق غطى صراعات دولية، وآلبرت واتشيل، أستاذ لدى كليات كلاريمونت أن الولايات المتحدة تخوض، من الناحية التقنية، حرباً مع الصين وكوريا الشمالية.

ولتحقيق السلام لا بد من الحصول على توقيع بكين، فضلاً عن تأكيد حسن نوايا من جانب دول إقليمية أخرى. وما تصريحات كيم الغاضبة وتهديداته بإلغاء قمة 12 يونيو( حزيران)، إلا تأكيداً على أهمية المساهمة الصينية لتسوية هذه القضية.

وحاول ترامب إعادة طمأنة كيم بشأن نوايا أمريكا الطيبة، وأكد له أنه سوف يبقى في السلطة وسوف يصبح "فائق الثراء".

ولكن من ثم حذر ترامب كوريا الشمالية من مغبة الانسحاب من اللقاء. لذا، من السهل أن يرى كيم في تلك التصريحات مثابة هجوم جديد على رجولته، وربما هو في حاجة إلى الرئيس الصيني ليطمئنه، وعندها لن يظن أحد أنه تجاهل التهديدات وحضر القمة.

محاولة ثلاثية
ويلفت كاتبا المقال إلى عدم اهتمام بكين بالمحاولة الثلاثية باتجاه السلام ما بين كوريا الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة. فقد وصف رئيس الوزراء الصيني تقديم كيم أول إشارتي حسن النوايا، بأنهما عبارة عن كلام فارغ، وخاصة بعدما وعد كيم بإغلاق موقع يتم فيه اختبار قنبلته النووية.

فقد لفت لي لكون التفجيرات التي أجريت في الموقع قد عطلته، ما أعطى واشنطن سبباً لكي ترتاب حيال كيم. وتمت الإشارة الثانية عبر تحرير ثلاثة أمريكيين من أصل كوري، وهو ما لم يكلف زعيم كوريا الشمالية شيئاً.

انطباع خاطئ
وحسب الكاتبين، ليس الانطباع الذي يعطيه كيم بأنه مستقل في قراراته سوى انطباع خاطئ. فقد دأبت كوريا الشمالية على خدمة مصالح الصين منذ عام 1950، عندما شجعتها لمناهضة كوريا الجنوبية، آملة في تحويل شبه الجزيرة بكاملها إلى امتداد شيوعي للصين.

ومن الطبيعي، حسب الكاتبين، أن تؤيد الصين معاهدة سلام تبتعد فيها كوريا الجنوبية عن الحماية الأمريكية. فإن سحب قوات أمريكية سوف يضعف نفوذ واشنطن هناك. لكن الوجود الأمريكي يخدم مناطق أوسع فضلاً عن كوريا الجنوبية. وقد يساعد ذلك التواجد الأمريكي في تحرير كيم المرتبط اقتصادياً بالصين، ولربما هو راغب في فك ارتباطاته.

ترتيب
وبرأي كاتبي المقال، لا يستند حل القضية الكورية إلى ترتيب يتم بين الكوريتين وواشنطن فحسب. وقد اتضح ذلك لرئيس كوريا الجنوبية، مون، عندما سعى للحصول على دعم دول مجاورة أساسية، حيث التقى برئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، وبرئيس وزراء الصين، لي، والذي أظهر استياء بكين من حضور أبي ذلك اللقاء.

وعوضاً عن حضور اجتماع مون، فضل الرئيس الصيني شي جين بينغ لقاء رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، في أواخر أبريل( نيسان)، من أجل تخفيف توترات بين البلدين.

ويخلص الكاتبان لرأي بأنه، عدا عن انسحاب قوات أمريكية من شبه الجزيرة الكورية، لا تريد بكين أن يقوم تحالف بين كوريا الشمالية وأمريكا.