الكاتبة البولندية أولغا توكارتشوك الفائزة بجائزة البوكر العالمية للرواية لعام 2018 (أرشيف)
الكاتبة البولندية أولغا توكارتشوك الفائزة بجائزة البوكر العالمية للرواية لعام 2018 (أرشيف)
الخميس 24 مايو 2018 / 17:59

أولغا توكارتشوك الفائزة بالبوكر العالمية 2018.. مناهضة سياسية رواياتها الأكثر مبيعاً

تعد أولغا توكارتشوك التي فازت بجائزة البوكر العالمية للرواية لعام 2018 (مان بوكر)، عن روايتها "الترحال" أو "رحلات" في ترجمات أخرى، أول روائية من بولندا تفوز بهذه الجائزة، من بين 108 روائيين من حول العالم.

وأشادت لجنة التحكيم بتوكارتشوك، ووصفتها بـ"الكاتبة الرائعة" التي تتمتع بالذكاء والخيال والقدرة على صياغة الشكل الأدبي، بأسلوب متفرد.

ودرست توكارتشوك علم النفس في جامعة وارسو و لدراستها الجامعية أثر واضح على نتاجها الأدبي، وتعد توكارتشوك غزيرة الإنتاج ورواياتها الأكثر مبيعاً في بلدها ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها.

كان أول عمل أدبي لها مجموعة شعرية نشرت عام 1989، ونشرت حتى الآن أكثر من 8 أعمال روائية إلى جانب مجموعتين قصصتين، وإلى جانب عملها في الكتابة الروائية تقوم توكارتشوك بالإشراف على مهرجان أدبي قرب محل سكنها في جنوب بولندا.

تعرض فيلم مقتبس عن روايتها "سر بمحراثك فوق عظام القتلى"، لحملة نقد شديدة من قبل الحكومة وصلت لدرجة أن وكالة الأنباء البولندية وصفت الفيلم بأنه "معاد جداً للمسيحية ويدعو إلى الإرهاب البيئي".

الصفحات السوداء

ولا تتردد الروائية الشهيرة في الإعراب عن مواقفها المناهضة لموقف الحكومة البولندية اليمينية المحافظة، وفي مقابلة لها على التليفزيون الحكومي عام 2014، قالت إن بلادها ارتكبت أعمالاً فظيعة عبر تاريخها واستعمرت دولاً اخرى واضطر ناشر أعمالها إثر ذلك لتوفير حراسة شخصية لها لحمايتها وصرحت فيما بعد: "لقد كنت ساذجة جداً، ظننت إننا بتنا قادرين على مناقشة الصفحات السوداء في تاريخنا".

بيعت 170 ألف نسخة من روايتها الملحمية التاريخية "كتب يعقوب" التي يبلغ عدد صفحاتها 900 ونالت عنها جائزة أفضل رواية على المستوى الوطني للمرة الثانية عام 2014.

عنوان الرواية التي فازت والمترجمة الى اللغة الانجليزية "رحلات جوية" لا علاقة له بموضوع الرحلات المتعارف عليها في الوقت الراهن، وحافظت بعض الترجمات إلى اللغات الاخرى على عنوانها الأصلي "بيغوني" ومعنى الكلمة باللغة البولندية "الرحالة" أو البدو في اللغة العربية.

الامرأة ذات العباءة
ويطلق اسم "بيغوني" على مجموعة سلافية صغيرة عاشت سابقا، وتروج شكوك حول وجودها، إذ رفضت هذه المجموعة الاستقرار وأصرت على طريقة حياتها التقليدية والتي لا تعرف الاستقرار في مكان واحد، وهو أسلوب الحياة التي اتبعته بعض الفئات في العالم الإسلامي أو فئة من الرهبان البوذيين الذين يعتمدون على الصدقات المقدمة من الغرباء لتدبر معيشتهم.

وتظهر هذه الفئة في النصف الثاني من الرواية عندما تصادف امرأة تواجه وضعا مأساوياً في إحدى المدن الروسية امرأة اخرى غريبة المظهر وتلف نفسها بعباءة.

وتقول المرأة ذات العباءة والتي تنتمي لمجموعة بيغوني السلافية للمرأة المعذبة : "بإمكانك وضع نهاية للمعاناة التي تعيشينها وتستطرد قائلة: "عندما نتوقف عن الترحال نصبح أصناماً. من يتوقف يصبح مثل حشرة مثبتة بدبوس، يخترق قلبه مسمار خشبي، تثقب اقدامه ويداه ويتم ربطه بالسقف وبعتبة البيت.... لذلك يضمر الطغاة بكل أصنافهم وعبدة الجحيم كرهاً عميقاً للبدو والرحل وهذا هو سبب اضطهادهم للغجر واليهود، يرغموننا على الاقامة واتخاذ مكان ثابت لنا كي نقضي فيه أحكام سجننا".