الرئس التركي رجب طيب أردوغان بزي قبطان طائرة.(أرشيف)
الرئس التركي رجب طيب أردوغان بزي قبطان طائرة.(أرشيف)
الجمعة 25 مايو 2018 / 14:20

طموحات أردوغان العثمانية..فرص لعقود مربحة للمقربين منه

لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خطط كبيرة. وقد دشن مؤخراً، بمساعدة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بناء أول مفاعل للطاقة النووية في تركيا. وهو يخطط لشق قناة بطول 45 كيلومتراً تصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، ما يسمح لسفن بتجاوز مضيق البوسفور المزدحم دوماً.

تبدو مشاريع تركيا العملاقة محملة بالرمزية. وقد يرمز مسجد كامليكا، المبني على أعلى هضبة في اسطنبول، إلى رغبة أردوغان للبقاء على قمة السلطة

وحسب بوروز دراغاهي، صحفي مقيم في اسطنبول غطى أحداث الشرق الأوسط لأكثر من 16 عاماً، يسعى أردوغان لشق نفق تحت الممر المائي الضيق لينتقل عبره مشاة من الجانب الأوروبي في المدينة إلى الجانب الآسيوي. وتقوم تركيا ببناء مساجد جديدة كبيرة ومتاحف، فضلاً عن مراكز تسوق وجسور وسدود.

مشكلة دائمة
وحسب ما كتبه داراغاهي، في مجلة "فورين بوليسي"، كشفت تركيا النقاب، في العام الحالي، عما وصفته بأكبر مطار في العالم، بالقرب من الطرف الجنوبي للبحر الأسود، أي على مسافة تبعد حوالي 58 كيلومتراً عن وسط اسطنبول التجاري، وبمساحة تساوي 265 ملعباً لكرة القدم.

لكن، وحسب كاتب المقال، عندما دعت وزارة النقل التركية، في 13 أبريل( نيسان)، أكثر من 100 صحفي إلى الموقع، لم يستطع الحضور تلمس معالم المطار، لأن ضباباً كثيفاً غطى المكان، وسمع عمال يتهامسون أن المشكلة دائمة. ويضاف إليه هواجس حيال موقع المطار الجديد، وقد عبر عنها مخططو مدن ومتخصصون في الأرصاد الجوية، واقتصاديون وعلماء بيئة، ممن حذروا من أن المكان يبعد كثيراً عن قلب اسطنبول، فضلاً عن احتمال عرقلة طيور مهاجرة لحركة الطيران فوقه، إلى جانب تراجع عدد الركاب.

هوس
في السياق ذاته، يقول علي تونا كيوكو، عالم اجتماع لدى جامعة بوغازيسي: تُعرف الأنظمة المتسلطة بأنها ليست عقلانية. فقد كان السوفييت مهووسين بالمباني العملاقة. وقد بنى ديكتاتور رومانيا، نيكولاي تشاوشيسكو، أكبر قصر في العالم. ويبدو أن حكومة أردوغان تريد، من وراء بناء المطار الجديد، جعل إسطنبول أهم مدينة في أوروبا. ولكن هناك رغبة شديدة في الاستعراض عبر تلك النوعية من المشاريع الكبرى".

مكافأة حلفاء

وحسب كاتب المقال، من خلال عزم أنقرة على تشييد وتنفيذ مشاريع عمرانية ضخمة، كمطارات وجسور ومراكز تسوق فاخرة، فضلاً عن بناء مساجد كبيرة، يسعى أردوغان لأن يبرز كزعيم ليس في تركيا وحسب، بل في المنطقة كلها. كما تنفذ تلك المشاريع العامة بهدف مكافأة حلفاء. ولكن، حسب عدد من الخبراء في مجال العمران والاقتصاد، تلك مشاريع غير مدروسة وغير مجدية.

مشاريع علاقات عامة

وفي هذا الشأن، يقول نيكولا دانفورث، متخصص في التاريخ التركي لدى مركز سياسة الحزبين في واشنطن، وقد أقام لسنوات في اسطنبول: "الهدف من بناء تلك المشاريع العملاقة تلميع صورة أردوغان في العالم، وتبدو أشبه ما تكون بمشاريع علاقات عامة، وللتأكيد على أن تركيا دخلت العصر الحديث. وهي فرصة أيضاً لتوفير عقود مربحة للمقربين منه، وربط طبقة الأثرياء بالحزب الحاكم (AKP).

رمزية
وحسب كاتب المقال، تبدو مشاريع تركيا العملاقة محملة بالرمزية. وقد يرمز مسجد كامليكا، المبني على أعلى هضبة في اسطنبول، إلى رغبة أردوغان للبقاء على قمة السلطة. وأوشك بناء مسجد آخر عثماني الطراز على الاكتمال، بعدما أثار تشييده جدلاً واسعاً في تركيا. كما خصص قصر يلديز، والذي سكنه سابقاً السلطان عبد الحميد الثاني، مقراً لإقامة أردوغان في اسطنبول. وأشار مسؤولون لاحتمال أن يحمل المطار الجديد اسم أردوغان، وسوف يحل مكان مطار اسطنبول الرئيسي الذي يحمل اسم مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا العلمانية".