الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الجمعة 25 مايو 2018 / 11:04

ماذا بعد إلغاء القمة بين كيم وترامب؟

بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء القمّة التي كان يُرتقب أن تجمعه بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أعدّ أليكس وورد تقريراً لموقع فوكس الأمريكي توقّع فيه احتمال أن تعود واشنطن وبيونغ يانغ إلى مسار الحرب مجدداً.

كوريا الشمالية يمكن أن تعود إلى إجراء التجارب الصاروخية وقد تزيد الولايات المتحدة العقوبات المفروضة عليها

في رسالة وجهها إلى كيم يوم الخميس، شرح ترامب لماذا لم يعد يريد اللقاء بكيم. "بناء على الغضب الهائل والعدائية الصريحة التي ظهرت في تصريحاتكم الأخيرة، أشعر أنّه من غير المناسب في هذا الوقت عقد هذه القمّة المقرّرة".

يرجح الكاتب أن يكون ترامب قد أشار إلى بيان أصدرته نائب وزير الخارجية في كوريا الشمالية شو سون هوي التي حذرت عبره أمريكا من أنّ بلادها "يمكن أيضاً أن تجعل الولايات المتحدة تتذوق طعم مأساة مروعة لم تختبرها ولم تتخيلها حتى إلى الآن" وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء المركزية الكورية. ووصفت نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس بأنّه "دمية سياسية" بسبب تهديده بيونغ يانغ بالهجوم مضيفة أنّ التصرفات الأمريكية هي التي ستحدد ما إذا كان هنالك لقاء أو إذا كان الأمر سينتهي بمواجهة نووية.

لكن السؤال الآن هو عمّا سيحصل بعد هذا الموقف. بحسب بعض المحللين، قد تتراوح السيناريوهات بين قمة محتملة وحرب محتملة. عدّد الخبير في الشؤون النووية والأستاذ المشارك في قسم العلوم السياسية ضمن معهد ماساشوستس للتكنولوجيا فيبين نارانغ أربعة سيناريوهات محتملة، خلال مقابلة مع وورد:

تأجيل
وفقاً للاحتمال الأول، قد ينتهي الطرفان إلى قرار بتأجيل القمة لأنهما يدركان أنّهما بعيدان جداً حول مسألة نزع السلاح النووي. وهذا سيعطي وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو ومسؤولين آخرين في الوزارة المزيد من الوقت كي يقربوا وجهات النظر. وفيما لو تمكنوا من الوصول إلى شكل من أشكال التفاهم، يمكن للزعيمين عندها أن يلتقيا لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق. هكذا تعمل الديبلوماسية عادة، كما يذكّر نارانغ.

تأجيل أيضاً.. ولكن
بموجب الاحتمال الثاني، تؤجل واشنطن وبيونغ يانغ القمّة لكنهما لا تحققان تقدماً ملحوظاً باتجاه التوصل إلى اتفاق بسبب الاختلاف الكبير في وجهات النظر حول إنهاء برنامج كيم النووي. يستمر الستاتيكو على حاله، غير أنّ العلاقات بين الدولتين تبقى أفضل مما كانت عليه خلال العقود الماضية لأنّهما انخرطتا في محادثات مباشرة.

ارتفاع حدة المواقف
يشير نارانغ إلى أنّ هنالك احتمالاً بأن ترتفع حرارة المواقف بالسرعة نفسها التي انخفضت فيها سابقاً فيرجع العالم إلى سنة 2017. وهذا يعني أنّ كوريا الشمالية يمكن أن تعود إلى إجراء التجارب الصاروخية وقد تزيد الولايات المتحدة العقوبات المفروضة عليها. يجب تذكر أنه في السنة الماضية هدد ترامب بإمطار كوريا الشمالية ب "النار والغضب" إذا استمرت بتهديد الولايات المتحدة وحلفائها. وردّ كيم عليه متعهداً ب "ترويض الخرفان الأمريكي المعتوه بالنار وبشكل حتمي ومؤكد".

يقع المحظور
يقوم السيناريو الرابع على تحوّل هذه العبارات إلى واقع حيث تتوجه الدولتان إلى الحرب. عندها تنتهج إدارة ترامب فكرة نزع السلاح النووي بالقوة كما قال نارانغ حيث تستخدم الإدارة "القمة الفاشلة كدليل على أنّ الديبلوماسية غير مجدية". لكنه يضيف أنّ ذلك يعني مهاجمة قوة ذات أسلحة نووية.

أي احتمال هو الأكبر؟
يلفت الخبير في الشؤون النووية النظر إلى أنّ السيناريو الثاني – قمة مؤجلة من دون تقدم ديبلوماسي – هو الأكثر ترجيحاً. وربما الأهم هنا، هو اعتقاد نارانغ بأنّ حرباً شاملة هي الأقل احتمالاً لأنّ لدى بيونغ يانغ أسلحة نووية تجعل أي اجتياح أمراً خطيراً جداً لأنّ كوريا الشمالية قد تستخدمها ضدّ أمريكا وحليفتيها الإقليميتين، كوريا الجنوبية واليابان. لكنّ وورد يضيف أنّ احتمالات مخاطر الحرب – مهما تكن قليلة – ترتفع مع إلغاء القمّة.