صحف عربية
صحف عربية
الجمعة 25 مايو 2018 / 11:55

صحف عربية: الصدر يحتمي بالسيستاني

24. إعداد: شادية سرحان

بعد ماراثون المشاورات في العاصمة العراقية بغداد، من المنتظر أن يعرض زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، حصيلة مشاوراته على المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، فيما عاد رئيس الوزراء اللبناني المنتهية ولايته سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة لتأليف حكومته الثالثة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، بدأ الحوثيون يفقدون السيطرة على العاصمة صنعاء، حيث تمكن 10 نواب من البرلمان اليمني من الإفلات من قبضتهم واللجوء إلى محافظاتهم، بينما قال خبراء إن فرص حدوث انقلاب داخلي ضد نظام الملالي تتزايد في إيران.

الصدر يحتمي بالسيستاني
أفادت صحيفة العرب اللندنية، أن زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، الذي حقق تحالفه المرتبة الأولى في الانتخابات العراقية العامة، أنهى سلسلة من المشاورات في العاصمة بغداد، عائداً إلى مقره في الكوفة بمدينة النجف العراقية، حيث من المنتظر أن يعرض حصيلة مشاوراته على المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، وفقاً لما أعلنه شخصياً.

وقال مراقبون عراقيون "إن الصدر يحتمي بالمرجعية في محاولة لقطع الطريق على محاولات إيران لعرقلة تحركاته ولقاءاته مع مختلف الكتل لتشكيل الحكومة".

وكان الصدر اتخذ من منزل في منطقة الكاظمية ببغداد مقراً مؤقتاً له، استقبل فيه أهم الزعماء والساسة العراقيين طيلة 3 أيام، ويوصف الصدر، بعد فوز قائمته، بأنه قبلة الساسة ومحور تشكيل الحكومة المقبلة في ظل رغبة إيرانية قوية في عزله.

ولدى عودته من بغداد إلى النجف، أعلن الصدر أنه سيواصل مشاوراته مع "المرجعية العليا والعشائر العراقية الأبية والطبقات الاجتماعية الكبيرة"، في إشارة واضحة إلى عزمه على أن يكون -على حد تعبير سياسي بارز في بغداد- "قرار تشكيل الحكومة عراقياً، تحميه مراكز الثقل الأساسية في المجتمع العراقي لمواجهة الضغوط الإيرانية المتزايدة".

وبحسب الصحيفة، أوضح السياسي الذي فضل عدم كشف اسمه لحساسية المعلومات التي يدلي بها، بأن "وجود الصدر في بغداد خلال الأيام القليلة الماضية شكل تحدياً لنفوذ الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الإيراني، الذي يصول ويجول في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية منذ أيام، ويعقد الاجتماعات على أمل حشد أغلبية في البرلمان القادم تبطل فوز قائمة الصدر في الانتخابات".

ويعتقد مراقبون بأن الصدر يسعى لتحصين تفوقه على الإيرانيين في سباق تشكيل الحكومة، بثقل المرجعية الدينية والعشائر العراقية، التي لن تتردد في الوقوف إلى جانب الصدر في حال تحوّل سجاله السياسي مع الإيرانيين إلى مواجهة.

ويرى مراقب عراقي أنه إذا نجح الصدر في تأليف حكومة بمقاييس الكفاءة والوطنية فإن ذلك يعني وقوع انقلاب على العملية السياسية من خارج المنطقة الخضراء، وهو ما يتطلب نوعاً من الحماية يمكن أن يوفرها غطاء المرجعية.

الحريري يعود
وفي شأن أخر، عاد رئيس الوزراء اللبناني المنتهية ولايته سعد الحريري، بثقة 111 نائباً إلى رئاسة الحكومة لتأليف حكومته الثالثة، والثانية في عهد الرئيس ميشال عون، والذي يحرص الاخير على أن تكون بمثابة الأولى، ما يعزز الانطباعات برغبة القوى السياسية في استعجال التشكيل.

ويتجه الحريري إلى عقد استشارات التأليف السبت المقبل، ليوم واحد، وأوضحت أوساط رئيس المجلس إلى أن الاستشارات لن تكون قبل الاثنين، وذلك حرصاً على عدم إضاعة الوقت في المشاورات. 

كما تحدث الحريري للصحافيين قائلاً "إنه بدءاً من هذه اللحظة سينكب على تشكيل الحكومة معلناً أن الآراء تجمع على تشكيل حكومة اتفاق وطني".

وكشف الحريري أنه "لدى الجميع نية في تسهيل عملية تشكيل هذه الحكومة وما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا"، معتبراً أنه "سيكون أمام الحكومة متابعة أزمة النزوح السوري ومتابعة الإصلاحات التي وعدنا بها".

ولفت إلى أن الحكومة الجديدة مدعوة لترسيخ الالتزام بسياسة النأي بالنفس ومتابعة الجهود لمواجهة أزمة النزوح السوري، متابعاً "أمدّ يدي إلى جميع المكونات السياسية في البلد للعمل معاً لتحقيق ما يتطلع إليه اللبنانيون، ولن أوفر جهداً في العمل على تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن".

هروب نواب
وفي الشأن اليمني، بدأ الحوثيون يفقدون السيطرة على العاصمة صنعاء، عقب هزائمهم العسكرية على عدة جبهات، حيث تمكن 10 نواب من البرلمان اليمني من الإفلات من قبضتهم واللجوء إلى محافظاتهم.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عبدالله اللحيدان في تصريحات لصحيفة الوطن السعودية، أن هروب النواب يدل على انهيار الميليشيات الحوثية وقرب نهايتها، كما يؤكد الكثير من أكاذيب وألاعيب الحوثي التي كان يوهم الشعب اليمني بها سابقاً.

وقال اللحيدان "إن الحوثي وأنصاره زعموا أنهم أتوا لإنقاذ اليمن من الفساد وثبت أنهم أكبر مفسدين وعملاء لإيران، محاولين الانحراف باليمن عن مسارها العربي والإسلامي، خصوصاً بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح حيث تكشفت خططهم بشكل واضح".

وتوقع اللحيدان أن تفرض قيود على تحركات أعضاء في البرلمان حالياً وتفتيشهم، ولكن قد يفلت العديد منهم لاحقاً بعد انشغال الحوثيين في معاركهم الحربية.

وبين أن تزايد العمليات الحربية من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي قد يزيد ضعف السيطرة الحوثية، مما يمكن المزيد من أعضاء البرلمان من الهروب.

وقال عضو البرلمان، المقرب من الحوثيين، أحمد حاشد هاشم "إن هروب أعضاء البرلمان كان بسبب إذلال الحوثيين لهم"، مؤكداً أن جميع أعضاء البرلمان سيغادرون صنعاء لو أتيحت لهم الفرصة، مضيفا أن بعض النواب باعوا منازلهم في العاصمة وذهبوا إلى عدن.

إيران مقبلة على انقلاب داخلي
تحدث خبراء عن تزايد فرص حدوث انقلاب داخلي ضد نظام الملالي في إيران، نظراً للأوضاع المعيشية التي يتوقع أن يشهدها هذا البلد خلال الأيام القادمة جراء العقوبات الدولية التي ستفرضها الإدارة الأمريكية على إيران، وفقاً لما أوردته صحيفة الرياض السعودية.

وأوضح خبراء باكستانيون، بأن تدخلات إيران في عدد من الدول واعتدائها على عدد منها، وإدارتها لحروب في المنطقة عن طريق المليشيات الإرهابية المتطرفة، وقيامها بتجنيد شباب من الدول الآسيوية والعربية وعدد من الدول الأخرى وإرسالهم إلى سوريا للقتال، ومن ثم تدخلها مباشرة في اليمن والعراق ولبنان ودعمها للجماعات الإرهابية في مختلف الدول، يضع مجموعة من علامات الاستفهام على النشاط الإيراني وأهدافه، خصوصاً وأن إيران تدير سياسة عدائية ضد عدد من دول العالم، بما فيها الإدارة الأمريكية نفسها.

وأضاف الخبراء بأنه "في حال تطور الخلافات بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني، وعدم تجاوب ملالي إيران مع الأهداف التي ترغب الإدارة الأمريكية في تحقيقها، فإنه ليس من المستبعد أن تقوم الإدارة الأمريكية بتضييق خناقها أكثر على إيران بتشديد القيود الاقتصادية إلى حد قد يؤدي إلى قيام ثورة شعبية قوية ضد النظام الإيراني الذي يعاني أصلاً من تململ داخلي بسبب مضايقته لشعبه بالفقر والبطالة".