داعش الإرهابي (أرشيف)
داعش الإرهابي (أرشيف)
السبت 26 مايو 2018 / 17:09

خبراء يحذرون من استمرار خطر داعش

من القواعد التي يحتفظ بها في الصحراء السورية وفروعه في الكثير من الدول والإيحاء لأنصاره بالتحرك في هجمات معزولة، يرى خبراء أن تنظيم داعش ما زال يشكل تهديداً يجب عدم الاستهانة به.

وكانت استعادة تحالف من 71 بلداً في 2017 الجزء الأكبر من الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في سوريا والعراق، دفع إلى الاعتقاد بأن الخطر استبعد، وأن التظيم الإرهابي سيمحى من على وجه الأرض.

لكن انطونيا وارد من المجموعة الفكرية الأمريكية "راند كورب"، ترى أنه "كما أثبت نموذج (تنظيم) القاعدة، الجماعات الإرهابية تتمتع بتصميم كبير وقدرة هائلة على التكيف، وأن شهدت فترات تراجع". وأضافت، أن "إساءة تقدير قوتهم أمر خطير على الغرب".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) دانا وايت، الشهر الماضي: "قلنا دائماً أن مهمتنا في سوريا هي دحر تنظيم داعش. نكاد نحقق ذلك لكننا لم ننجزه بعد".

ومن الواحات والقواعد التي يسيطر عليها في شمال غرب سوريا المنطقة المحاذية للعراق، أثبت إرهابيو تنظيم داعش أنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات منسقة، إذ قتل 26 من أفراد القوات الحكومية السورية في واحدة من هجماتهم.

وقال أستاذ العلوم السياسية في باريس جان بيار فيليو، إن مقاتلي تنظيم داعش نقلوا إلى منطقة البادية السورية هذه "بعد إجلائهم مؤخراً من ضاحية دمشق بموافقة نظام (الرئيس السوري بشار الأسد)".

تهديد قائم
وأضاف، أن "انهيار ما يسمى بخلافة داعش تحت ضربات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لم يسمح بتسوية أي من المشاكل التي سمحت لأبو بكر البغدادي بالاستيلاء على الرقة في 2013 وعلى الموصل في 2014".

قال فيليو، إن "السكان السنة الذين يشكلون أقلية في العراق وأكثرية في سوريا ما زالوا محرومين من التمثيل السياسي، ليس على المستوى الوطني فحسب، بل على المستوى الإقليمي مع سيطرة الشيعة في العراق والأكراد في سوريا على المناطق (المحررة)"، وعبر عن مخاوفه من أن تؤدي الأسباب نفسها إلى النتائج نفسها لكن تحت مسمى آخر في العراق في السنوات المقبلة.

وأبو بكر البغدادي الذي أعلن موته مرات عدة، ما زال على قيد الحياة وأصيب على الأرجح بجروح في غارة جوية ويختبىء في مستشفى ميداني في الصحراء بشمال سوريا كما قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية في فبراير (شباط).

والبغدادي ظهر مرة واحدة أمام كاميرات لكنه تحدث باستمرار عبر تسجيلات صوتية يدعو فيها أنصاره إلى مواصلة العمل. ويعود آخر خطاب له إلى 28 سبتمبر (أيلول) 2017، قبل أسبوعين من سقوط الرقة.

وهذه الدعوات مثل تلك التي يطلقها صانعو الدعاية الإعلامية للتنظيم الإرهابي ولا شىء يحرمها على ما يبدو من الانتشار عبر الإنترنت على الرغم من تعبئة الشرطة وأجهزة الاستخبارات في العالم، يسمعها الإرهابيون المؤيدون له الذين يتحركون للقيام باعمال انتحارية، خارج كل بنى التنظيم وبدون الاتصال معه.

فقبل أن يخرج في 12 مايو (أيار) إلى أحد شوارع باريس ويقوم بطعن مارة، سجل الفرنسي من أصل شيشاني فيديو بايع فيه "خليفة داعش". وفي اليوم التالي نشر التسجيل على تطبيق "تلغرام".

خلايا صغيرة
وقالت انطونيا وارد: "نظراً لعدد المؤيدين المستقلين والخلايا الصغيرة التي يحتفظ فيها التنظيم، وكذلك قدرته على تنفيذ هجمات مدمرة بموارد محدودة وقليل من التدريب، يجب على الحكومات الغربية ألا ترى أن تدمير قيادته ومواردها يعني نهاية هذه المجموعة الإرهابية".

وأشار جان بيان فيليو، إلى الفرع المصري لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى وجوده بجنوب ليبيا وفي منطقة الساحل وفي أفغانستان، ينتشر أنصار البغدادي في مناطق محيطة بالمراكز ويرسخون نفوذهم مستفيدين من النزاعات المحلية.