مواجهات بين شبان فلسطيين وجنود إسرائيليين عند الشريط الحدودي في غزة.(أرشيف)
مواجهات بين شبان فلسطيين وجنود إسرائيليين عند الشريط الحدودي في غزة.(أرشيف)
الأحد 27 مايو 2018 / 10:06

صواريخ حماس تقوض أحلام الفلسطينيين ولا تؤذي إسرائيل

تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن لا أحد يتحدث بجدية عما يجري داخل قطاع غزة. فلا إسرائيل ولا مصر، ولا حتى السلطة الفلسطينية يريدون تحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع المأسوية هناك. ولكن في بعض الأوقات، يحدث شيء ما، كانطلاق صواريخ، أو وقوع هجمات قد تسبب باندلاع حرب، وهو ما يجبر العالم على التنبه.

بعد سبعين عاماً من إنشاء إسرائيل، ثمة وسيلة أفضل لتسوية القضية عوضاً عن سفك دماء وصراعات لا تنتهي

وحسب المجلة، حلت تلك اللحظة الخطيرة في 14 مايو(أيار) عندما تجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين قريباً من السياج الحدودي مع غزة، مهددين "بالعودة" إلى الأراضي التي أكره أجدادهم على تركها عندما أنشئت إسرائيل في 1948. وقتل جنود إسرائيليون 60 متظاهراً في ذلك اليوم، الأشد دموية منذ الحرب الأخيرة لعام 2014.

مشهد سريالي
وفي مشهد سريالي انقسمت شاشات التلفزة ذلك اليوم بين متظاهري غزة وسقوط قتلى، وصورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، مبتهجاً بافتتاح السفارة الأمريكية في القدس، ويصف ذلك اليوم بأنه" يوم عظيم للسلام".
وشجبت دول عدة ما قامت به إسرائيل، واستدعى بعضها سفراءه، واتهمها آخرون بارتكاب جرائم حرب. وحمل بعض الأشخاص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسؤولية الصدامات، جراء نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

تقييم محايد
وبرأي "إكونوميست"، على إسرائيل، وهي الجانب الأقوى، التمسك بالمعايير الأخلاقية. ولكن الأطراف الفلسطينية، رغم ضعفها، يجب أن تلام أيضاً. إذ بعد سبعين عاماً من إنشاء إسرائيل، ثمة وسيلة أفضل لتسوية القضية عوضاً عن سفك دماء وصراعات لا تنتهي.

وترى المجلة أن لكل دولة الحق في الدفاع عن حدودها. وعند الحكم من خلال الأرقام، استخدم الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة. ولكن من أجل التوصل لنتيجة ثابتة، لا بد من إجراء تقييم محايد لما جرى وأين ومتى. فقد استخدم إسرائيليون، في بعض الأوقات، أساليب غير فتاكة، كإسقاط غازات مسيلة للدموع بواسطة طائرات مسيرة. ثم استخدم قناصة الرصاص الحي. فما الذي تغير؟ يدعون بأن عدداً غير محدد من مهاجمي حركة حماس اندسوا بين المتظاهرين وحاولوا اختراق الحاجز الحدودي مع إسرائيل.

حدود غير عادية
وتقول المجلة إنه بقدر أهمية القضية السياسية الأوسع نطاقاً، يمثل الحاجز بين غزة وإسرائيل حدوداً غير عادية. فغزة عبارة عن سجن، لا دولة. وفيما لا تزيد مساحة القطاع عن 365 كيلومتراً مربعاً، يعيش فيه مليونا شخص، ويعتبر من أشد المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم، وأكثرها مأسوية. ويفتقر سكان غزة للدواء والكهرباء وسواها من أساسيات العيش. كما أن مياه الصنابير غير صالحة للشرب، وتحول مياه صرف صحي إلى البحر. كما تعاني غزة من أعلى معدلات البطالة في العالم، 44%.

رفع المعاناة
وبرأي إكونوميست، لا يصح أن تحتجز إسرائيل ومصر والسلطة الفلسطينية فلسطينيين داخل غزة على أمل خلع حماس. بل عندما يشعر الغزاويون بأنهم يتمتعون بحرية أكبر، فقد يفكرون بالتخلص من حكامهم. كما يمكن العمل علي رفع معاناة سكان غزة دون تهديد أمن إسرائيل. ولن يكون هناك حل دائم، ما لم تحل القضية الفلسطينية أيضاً. ولكن نتانياهو تجاهل فكرة إنشاء دولة فلسطينية، واستمر في بناء مستوطنات فوق أرض محتلة.

أخطاء
وحسب المجلة، تخطئ إسرائيل عندما تتوقف عن السعي للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ويخطئ ترامب عندما يستبق حسم وضع القدس. ولكن الفلسطينيين سهلوا المهمة على إسرائيل كي تدعي بأن لا "شريك للسلام"، لكونهم منقسمين ما بين حركة فتح العاجزة عن توفير السلام، وحماس الإسلامية المتشددة التي ترفضه.

وترى "إكونوميست" أن الفلسطينيين بحاجة لقادة جدد، حيث يتوجب على فتح أن تجدد نفسها عبر انتخابات كان يفترض إجراؤها منذ وقت طويل. كما يجب على حماس أن تدرك أن صواريخها تقوض أحلام الفلسطينيين بإنشاء دولة خاصة بهم أكثر مما تؤذي إسرائيل.