فلسطينيون يتظاهرون في البحر والبر في غزة (أرشيف)
فلسطينيون يتظاهرون في البحر والبر في غزة (أرشيف)
الإثنين 4 يونيو 2018 / 12:43

خيط رفيع يفصل بين الحرب والسلام في غزة

مضت أربع سنوات على الحرب بين حركة حماس وإسرائيل قتل فيها مئات الفلسطينيين، ودمرت آلاف المنازل وتضررت البنية التحتية في القطاع، وفقد آلاف مصدر رزقهم في مؤسسات ومصانع وورشات عمل لم يعد لها وجود.

لا تريد حماس ولا إسرائيل حرباً اليوم، لأن حماس تدرك أنها سوف تدفع ثمناً باهظاً، كما ترغب إسرائيل بالتركيز على جبهتها الشمالية( مع لبنان وسوريا)

ولايزال ديفيد كينر، صحافي مقيم في بيروت، يتذكر ما قاله له مترجم فلسطيني أثناء تلك الحرب، عندما وقفا على شرفة فندق يطل على المتوسط، إن "الإسرائيليين يرتكبون خطأً كبيراً عندما يقضون على ما تبقى من سبل العيش في القطاع".

وقال المترجم الفلسطيني لكاتب المقال: "لم يعد هناك شيء يمكن أن يعيش سكان غزة من أجله. فالناس لا يستطيعون تلقي رواتبهم، ولا هم قادرون على الزواج وتكوين أسرة، ويعيشون في خوف دائم من الموت بقذائف إسرائيلية لا يعرفون متى تصيبهم. ومن المؤكد أن الحياة في الضفة الغربية شاقة، ولكن لدى الفلسطينيين هناك ما يكفي لأن يخشوا فقدانه إذا ساروا على طريق الحرب مع إسرائيل".

خيط رفيع

واليوم وبعد مضي أربع سنوات على آخر حرب في 2014، يشير كينر لبقاء خيط رفيع بين الحرب والسلام في قطاع غزة.

فمن بين عشرات قذائف الهاون التي أطلقت نحو إسرائيل، يوم الثلاثاء الأخير، جسد أحدها تلك الحقيقة.

فقد سقطت قذيفة قرب حضانة للأطفال في جنوب إسرائيل في الصباح الباكر، وقبل قليل من وصول الأطفال إلى المكان. وكان ممكناً أن تتسبب تلك القذيفة باندلاع حرب بين حماس وإسرائيل.

رد سريع
ويشير كينر لمسارعة إسرائيل بالرد بعشرات الغارات الإسرائيلية ضد مواقع تعود لحماس ومنظمة الجهاد الإسلامي المقربة من إيران.

ويبدو أن هدنة تمت برعاية مصرية ستبقى سارية المفعول، لأن حماس أعلنت وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، فيما أشار مسؤولون إسرائيليون لعدم نيتهم شن مزيد من الضربات، في هذه اللحظة. وما زال من غير المعروف ما إذا كانت هذه الهدنة سوف تمثل نهاية لهذه الجولة من القتال، أو أنها مجرد تهدئة.

توقف كل شيء
ويقول كاتب المقال إنه، منذ 2014، أصبحت الحياة في غزة أكثر مشقة بعدما توقفت عمليات إعادة الإعمار، الأمر الذي أبقى معظم أنحاء القطاع شبه مهدم، أو مجرد ركام، لدرجة أن أحد التقارير للأمم المتحدة وصف القطاع بأنه "مكان غير صالح للعيش".

من جانب آخر، هناك أقلية داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تقول إن وجود تلك الظروف المعيشية القاسية يمهد الطريق لحرب جديدة.

في ذات السياق، قال غيورا إيلاند، جنرال سابق شغل منصب رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إن "عمليات إعادة بناء جادة تخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية أكثر من شن حرب دائمة على القطاع".

قوة غاشمة
ولكن، حسب كاتب المقال، تهدف السياسة الرسمية الإسرائيلية للحفاظ على السلام في غزة باللجوء للقوة الغاشمة.

وكان هذا جلياً من خلال الرد الإسرائيلي الأخير على الاحتجاجات الشعبية التي انطلقت في القطاع باسم "مسيرة العودة" التي أشعلت المواجهة العسكرية الأخيرة.

وكتب ناثان ثرول، مدير مشروع مجموعة الأزمات الدولية حول الصراع العربي الإسرائيلي: "قصفت إسرائيل، أثناء التظاهرات، منشآت لحماس لا صلة لها بالاحتجاجات".

يد إيرانية
وقال آموس يادلين، رئيس سابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية: "يرى الجيش الإسرائيلي أن يداً إيرانية تقف وراء العنف الأخير في القطاع، خاصةً أن منظمة الجهاد الإسلامي تتلقى أوامر من طهران، وطلبت من المنظمة مهاجمة إسرائيل رداً على غارات إسرائيلية نفذت ضد منشآت إيرانية في سوريا، ما أدى لمقتل عدد من الجنود الإيرانيين، وتدمير عدة قواعد وجدوا فيها".

ويضيف يادلين: "لا تريد حماس ولا إسرائيل حرباً اليوم، لأن حماس تدرك أنها ستدفع ثمناً باهظاً، كما ترغب إسرائيل في التركيز على جبهتها الشمالية، مع لبنان وسوريا. وتدرك إسرائيل أيضاً حقيقة أنه من الصعب تحقيق أي إنجازات استراتيجية، عبر جولة أخرى من القتال في غزة".