آلية عسكرية للجيش الأفغاني في مكان الحادث (أي بي ايه)
آلية عسكرية للجيش الأفغاني في مكان الحادث (أي بي ايه)
الإثنين 4 يونيو 2018 / 21:26

7 قتلى بهجوم لداعش قرب تجمع لعلماء دين بكابول

قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 18 آخرون بجروح في هجوم انتحاري تبناه تنظيم داعش الاثنين قرب تجمع لعلماء دين في كابول وقع بعد وقت قصير من إصدارهم فتوى تحرم هذا النوع من الاعتداءات.

ويظهر التفجير الذي وقع في القسم الغربي من العاصمة قرب جامعات وأكاديمية للشرطة، قدرة المسلحين المتواصلة على تنفيذ اعتداءاتهم في قلب العاصمة، التي تعد الآن المكان الأكثر دموية في البلاد بالنسبة للمدنيين على مدى أشهر.

وقال الناطق باسم الشرطة حشمت ستانيكزاي لوكالة فرانس برس "بحسب معلوماتنا الأولية فان 7 أشخاص قتلوا بينهم شرطي وأصيب 9 آخرون بجروح بينهم شرطيان".

في المقابل، أحصت وزارة الصحة 18 جريحاً في مستشفياتها.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلي نجيب دانيش لفرانس برس إن "الضحايا هم خصوصاً من سكان الحي لكن يمكن أن يكون بينهم مدعوون إلى المؤتمر"، مضيفاً "لقد اتخذنا إجراءات أمنية لكن الانتحاري تنكر بهيئة مدعو قبل أن يفجر سترته الناسفة".

وكان العلماء يغادرون اجتماعاً انتهى للتو في خيمة عملاقة في حرم الجامعة.

وأوضح ستانيكزاي أن المهاجم فجر نفسه خارج خيمة "لويا جيرغا" حيث يجتمع عادة كبار رجال الدين ومسؤولو الحكومة. ولويا جيرغا تعنى "الاجتماع الكبير في لغة الباشتو.

وأكد مصدر أمني بدوره لوكالة فرانس برس أن الانتحاري "فجر نفسه في الشارع قرب مدخل الخيمة حيث اجتمع العلماء وأصدروا فتوى ضد الإرهاب والهجمات الانتحارية.

وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم عبر وكالة أعماق التابعة له.

وفي الأشهر الأخيرة كثّف التنظيم وحركة طالبان اعتداءاتهما في العاصمة الأفغانية الشديدة التحصين.
وبعيد التفجير الأول، دوى انفجار أخر، لكن الشرطة قالت إن الأمر متعلق بانفجار قنبلة لاصقة في سوق على بعد عدة كيلومترات تسبب في إصابة عدد غير محدد من المدنيين.

وأغلقت قوات الأمن الطرق المؤدية للخيمة بعد الانفجار، ما تسبب في ازدحام مروري خانق في العاصمة.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن نحو ثلاثة آلاف رجل دين التقوا في الخيمة لعقد اجتماع مجلس العلماء الذي يضم كبار رجال الدين في أفغانستان.

وقبل نحو ساعة من التفجير، أصدر مجلس العلماء فتوى ضد النزاع الجاري في أفغانستان، حيث تشن حركة طالبان تمرداً ضد القوات الحكومية منذ 17 عاماً بالإضافة لحركات وجماعات إرهابية أخرى.

واعتبر مجلس العلماء، الذي ترى التنظيمات الإرهابية أنه مرتبط ببعض الصلات بالحكومة، الاعتداءات الانتحارية "حراماً". وهو تأكيد لفتاوى سابقة اصدرها في الماضي.

وقالت الحكومة في تغريدة على تويتر نقلاً عن المجلس إن "تنفيذ وتمويل ودعم مثل هذه الأعمال ضد الشريعة" الإسلامية.

وتابعوا أنه "لا أساس قانونياً للحرب الجارية في أفغانستان حيث الأفغان وحدهم هم ضحايا الحرب (التي) لا تحمل أي قيمة دينية ولا وطنية ولا إنسانية".

وأضافوا أن القتال باسم الجهاد في افغانستان، حيث غالبية السكان من المسلمين، أمر "غير شرعي" في الإسلام، داعين لعقد مباحثات سلام.

وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني عرض في نهاية فبراير (شباط) على حركة طالبان إجراء محادثات سلام يمكن خلالها الاعتراف بالحركة المتمردة كحزب سياسي إذا ما وافقت على وقف لاطلاق النار واعترفت بدستور عام 2004.

ولم يردّ متمردو طالبان رسمياً على عرض الرئيس الأفغاني ولكنهم ضاعفوا مذاك الاعتداءات الدامية وخصوصا في كابول.

صعدت حركة طالبان وتنظيم داعش هجماتهما في كابول. وأظهرت أرقام صادرة عن بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) أن 16 بالمئة من مجمل المدنيين الذين قتلوا العام الماضي قتلوا في العاصمة. وقتل أو أصيب 1831 مدنياً في مختلف أنحاء البلاد في 2017.

وتضمنت الهجمات التي وقعت خلال الأشهر الـ12 الأخيرة اثنين من أكثر الاعتداءات دموية في المدينة منذ الاجتياح الأمريكي حيث أسفر تفجير شاحنة بتاريخ 31 مايو (أيار) 2017 عن مقتل أكثر من 150 شخصاً فيما قتل أكثر من مئة في تفجير سيارة اسعاف في 27 يناير (كانون الثاني) من العام الجاري.

وحذرت الأمم المتحدة من أن العام 2018 قد يكون أكثر دموية.

وحدّ الكثير من السكان من تحركاتهم حيث باتوا يخشون قضاء وقت في الأسواق أو أن يعلقوا في زحمة السير في أوقات الذروة التي تقع فيها عادة الهجمات.

والاسبوع الماضي دعت حركة طالبان أهالي كابول إلى تجنب المراكز العسكرية والاستخباراتية في العاصمة، وقالت إنها تعتزم شن المزيد من الهجمات في اطار هجوم الربيع السنوي الذي تطلقه كل عام.

ولم تذكر طالبان تحديداً ما تعنيه بـ"المراكز العسكرية والاستخباراتية".

ويصعب تجنب مثل تلك الأهداف نظراً لانتشار الحواجز الأمنية في قلب المدينة المكتظة أساساً والتي تعاني من الازدحام المروري جراء كثرة نقاط التفتيش والحواجز.