وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف.(أرشيف)
وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف.(أرشيف)
الجمعة 8 يونيو 2018 / 21:39

ميسي وهزيمة المرأة الحاقدة!

حاولت ريغيف استثمار ليو ميسي والمباراة الودية بين إسرائيل والأرجنتين استثماراً سياسياً "يشرعن" القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل، ويحفز الدول المترددة في نقل سفاراتها للقدس على اتخاذ قرار النقل

تلقت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف ضربة "سياسية" قاسية بعد اعتذار المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم عن لعب المباراة الودية مع المنتخب الإسرائيلي في أحد ملاعب القدس المحتلة "ملعب تيدي"، وهي المباراة التي كان من المفترض إجراؤها يوم غد السبت الموافق التاسع من الشهر الجاري. الترتيبات الأولية لهذه المباراة الودية كانت تقضي بإجراء اللقاء الكروي في الملعب البلدي الجديد بمدينة حيفا، إلا أن العنصرية التي تهيمن على سلوك الوزيرة الليكودية ميري ريغيف دفعتها إلى أخذ قرار بنقل مكان المباراة من حيفا إلى مدينة القدس في خطوة كان الهدف منها الاحتفال بالقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل، وجعل المباراة وبمشاركة ميسي نجم الكرة العالمي جزءاً من احتفالات الكيان بمرور سبعين عاماً على قيامه.

ما كانت تخطط له ريغيف "هو أقرب ما يكون لسلوك المراهقين. كانت تخطط لالتقاط صور سيلفي مع ليو ميسي، كما وعدت الجمهور الإسرائيلي بأنه سيرى ميسي وهو يلبس القلنسوة ويقف أمام حائط "المبكى" على غرار ما يفعله المتدينون من اليهود.

حاولت ريغيف استثمار ليو ميسي والمباراة الودية بين إسرائيل والأرجنتين استثماراً سياسياً "يشرعن" القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل، ويحفز الدول المترددة في نقل سفاراتها للقدس على اتخاذ قرار النقل، وهو ما يعني أن القضية تحولت من مباراة ودية إلى مباراة ذات أهداف سياسية، وفي الوقت نفسه فقد تحولت هذه المباراة من مشروع طموح سياسي لريغيف إلى حالة سقوط سياسي مدوي لها بعد إلغاء الأرجنتين للمباراة حيث طالبت عضو الكنيست، ستاف شافير على صفحتها في الفيس بوك ميري ريغيف بالاستقالة فوراً بعد الأزمة التي تسببت بها بسبب قرار نقل المباراة، أما عضو الكنيست، كسينيا سفيتلوفا التي سبق لها أن رفضت قرار ترامب بنقل سفارة بلاده للقدس فقالت إن إلغاء المباراة يشكل بطاقة حمراء لدولة إسرائيل، ولميري ريغيف، ومن المحزن التصريح عن هذه الحقيقة، ولكن كان قرار منتخب الأرجنتين إلغاء زيارته إلى إسرائيل متوقعاً سلفاً، وذلك منذ اللحظة التي أصبحت فيها هذه المباراة قضية سياسية من جهة وزيرة الثقافة التي أكثر ما أثار اهتمامها هو أن تقرر في أية مدينة ستُجرى هذه المباراة، ومن سيتبادل المصافحات. أما التعليق الأكثر سخرية ضد الوزيرة ريغيف كان تعليق النائب العربي أحمد الطيبي حيث علق قائلاً ومن وحي المناسبة: انتصار آخر لميسي والفلسطينيين، بنتيجة 0:1 بعد "هدف ذاتي" في الدقيقة الـ 90 لميري ريغيف.

ومن بين الأسباب التي ضاعفت الغضب على الوزيرة الحاقدة، هي تلك التبريرات التي ساقتها أمام الجمهور الإسرائيلي لتبرير الاعتذار الأرجنتيني عن خوض المباراة في مدينة القدس، ومن بين تلك الأكاذيب أن المنتخب الأرجنتيني تلقى تهديدات من جهات إرهابية في حال قيامه بالزيارة وتحديداً ميسي، وهي ادعاءات اكتشف الإسرائيليون أنها محض كذب وافتراء وخسرت "الوزيرة الحاقدة" بهذا الكذب الفاضح مزيداً مما تبقى لها من رصيد لدى الجمهور الإسرائيلي.

لم تكتف الوزيرة ريغيف بهزيمتها، بل هددت بأنها لن تسمح في حال لم تتم مباراة الأرجنتين وإسرائيل باستضافة إسرائيل لمسابقة “يوروفيجن” الغنائية في العام المقبل إذا لم يتم تنظيم الحدث في القدس وهو تصريح ارتد عليها سلباً، وبات الجمهور الإسرائيلي يتعامل مع ريغيف وتصريحاتها باعتبارها تسبب الصداع والمشكلات السياسية، ففائض العنصرية والحقد الموجودان في عقلية ونفسية ريغيف يكفيان لتدمير مجتمع بأكمله، فهي ورغم أنها مسؤولة عن الثقافة والرياضة إلا أنها ومنذ تسلمها منصبها الوزاري تنتقل من مشكلة إلى أخرى ومن فشل إلى آخر وبدلاً من أن تقوم بتجميل وجه الكيان المحتل ساهمت في كشف عنصريته وبشاعته، ولم يتبق لها الآن إلا الدفاع عن المثليين جنسياً بعد أن خسرت النجاح في ميدان الرياضة وميدان الثقافة والفن .