الأحد 10 يونيو 2018 / 11:54

ترحيب واسع باجتماع دعم الأردن في مكة

24 - إعداد: حسين حرزالله

لاقت الخطوة السعودية الأخيرة نحوة دعم الأردن ترحيباً محلياً وإقليمياً كبيراً، وذلك بعد أن دعا خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، لعقد اجتماع رباعي لكل من السعودية والإمارات والكويت والأردن اليوم الأحد، لمناقشة سبل دعم عمّان، للخروج من الأزمة الاقتصادية.

وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز، أجرى اتصالات أمس السبت، بحسب الديوان الملكي السعودي، مع كل من ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، أثمرت بالاتفاق على عقد اجتماع يضم الدول الأربع في مكة المكرمة اليوم. 

وكشفت مصادر مطلعة بحسب صحيفة "القبس"، أن الكويت ستقدم خلال الاجتماع في مكة المكرمة الدعم المالي والاقتصادي والمعنوي الذي يحتاجه الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية.

وأوضحت أن حجم هذا الدعم وطبيعته سيتحددان بناء على ما سينتهي إليه الاجتماع الرباعي في مكة.

ومن جانبه، أعرب الملك عبدالله الثاني، عن تقديره لدعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد الاجتماع  الرباعي، مؤكداً على عمق العلاقات الأخوية والاستراتيجية التي تربط الأردن مع السعودية والدول المشاركة في الاجتماع، والتي ما توانت عن تقديم الدعم للأردن والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف.

كما ثمن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عالياً جهود خادم الحرمين الشريفين الحثيثة لتعزيز التضامن العربي، ودعم المواقف العربية على الأصعدة كافة، سائلاً المولى عز وجل له السداد والتوفيق فيما يصبو إليه من دعم استقرار الأردن الشقيق.

الإمارات
وتعقيباً على دعوة الملك سلمان إلى اجتماع مكة، رحبت الإمارات بالمبادرة السعودية الرامية إلى دعم الأردن، مؤكدة أن السعودية انتهجت الخير والريادة وتقديم يد المساعدة دائماً.

وقال وزير دولة الإمارات للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش: "مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى اجتماع دعم الأردن، تجسيد صادق للدور العربي الخيّر للسعودية، الريادة الإيجابية إرث المملكة وبوصلتها، والرياض يُعوّل عليها".

ترحيب سعودي
ومن جانبه، أكد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن دعوة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى عقد اجتماع لمناقشة سبل دعم الأردن الشقيق في أزمته الاقتصادية، تجسد ريادة المملكة ومواقفها الثابتة والمشرفة تجاه أشقائها العرب والمسلمين، كما أنها تمثل خلقاً سعودياً أصيلاً، مؤكداً أن المملكة دأبت منذ تأسيسها، على الاهتمام والرعاية والعناية بأوضاع ومصالح الأمتين العربية والإسلامية، والحرص الدائم على كل ما من شأنه جمع الصف العربي والإسلامي والسعي الحثيث لما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما قدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء المبادرة السعودية، قائلة في بيان لها السبت، إن "اهتمام خادم الحرمين الشريفين الذي يحمل هم أمته في مواقف صادقة، ينطلق من ثوابت المملكة المرتكزة على الدين الحنيف لتوحيد الكلمة وصيانة اللحمة واجتماع الأمة، وذلك امتثالاً لقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)".

وثمّنت رابطة العالم الإسلامي اهتمام الملك سلمان بن عبد العزيز بأوضاع الأمة العربية والإسلامية، وحرصه دوماً على الوقوف معها لما يحقق أمنها واستقرارها، فيما وصف الأمين العام للرابطة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، مبادرة خادم الحرمين الشريفين تجاه الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية بأنها تمثل قيمة عُليا في السجل المشرف والحافل بالمبادرات الخيّرة والمواقف النبيلة.

ثناء أردني 
أكد رئيس غرفة تجارة عمّان، العين عيسى مراد، أن "الأشقاء في السعودية والإمارات والكويت لهم مواقف كبيرة لمساندة الأردن، إذ أنهم خير سند وصديق للأردن"، مشيراً إلى أن المنحة الخليجية التي صرفتها السعودية والإمارات والكويت للأردن في الفترة الماضية، ساهمت في إعادة تهيئة البنية التحتية وإقامة عدد من المشاريع التي تخدم المحافظات.

ومن جانبه، ثمن رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز، دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى عقد اجتماع رباعي في مكة، بهدف مناقشة سبل دعم الأردن ومساعدته لتمكينه من مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمر بها، بسبب الأوضاع الراهنة في المنطقة، والصراعات المحيطة فيه، والأعداد الكبيرة للاجئين السوريين على الأراضي الأردنية، مؤكداً أن مواقف الملك سلمان تجاه الأردن ليست غريبة، فهو كان دائماً حريص على الأردن وأمنه واستقراره، وحريص على تقديم العون والمساعدة له لتمكينه من تجاوز أي تحديات اقتصادية وهذا بحكم علاقات الاحترام والمحبة ووحدة المصير والهدف.

كما أكد سياسيون وخبراء بحسب صحيفة "الغد"، أن المكانة الجيوسياسية التي يتمتع بها الأردن تشكل رافعة وحصناً للأمن العربي ولدول الجوار، فيما أشاروا إلى أن ترك الأردن وحده لتداعيات اقتصاد الحرب قد يؤثر بشكل أو بآخر على دول أخرى، لافتين إلى أن الأشقاء في السعودية استدركوا الخطر الذي يواجهه الأردن، بالدعوة إلى قمة رباعية في مكة المكرمة.

وعبر وزير الداخلية الأردني الأسبق سمير الحباشنة عن أمنياته بدعم دول الخليج للأردن على قاعدة "مساندة الأردن ليس لمرة واحدة.. فأمنهم من أمن الأردن عملياً"، مؤكداً أن على الأردن، في المقابل، الابتعاد عن النهج الاقتصادي الحالي، بحيث تصرف المعونة بالاتجاه الذي لا ينهي الأزمة.

وقال رئيس جمعية العلوم السياسية محمد مصالحة إن أزمة الأردن الخانقة التي يجتازها أوجدت صدى قوياً لدى الأشقاء في دول الخليج العربي، وهم الذين وقفوا على الدوام مع الأردن، مشيراً إلى أن الأزمة الاقتصادية في المملكة "وجدت تعاطفاً لأن هناك أسباباً قاهرة ساهمت في تضخيمها مثل الأعداد الهائلة للاجئين السوريين وأزمة الطاقة وانقطاع الغاز المصري"، منوهاً إلى أن استقرار الأردن له حساسية خاصة لدى دول الخليج العربي، خاصة وأنه الجدار الذي يحمي الجزيرة من الإرهاب والأخطار.

ومن جانبه، أشار المحلل السياسي عريب الرنتاوي إلى أنه آن الأوان كي تستذكر دول الجوار الأردن، مشدداً على "أهمية القمة الرباعية التي ستستضيفها السعودية مساء اليوم الأحد، لمعالجة الأزمة الاقتصادية التي تعتصرنا، لكن ذلك يجب أن لا ينسينا ضرورة المضي بطريق الإصلاح الاقتصادي، وأن ننتهج من السياسات التصحيحية ما يحسن الواقع الاقتصادي".

وأضاف وزير الإعلام الأسبق د.نبيل الشريف أن العلاقات الأردنية الخليجية ظلت قوية على الدوام، لافتاً إلى أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إيجابية للغاية وتعكس حرصاً شديداً على الأمن العربي، مؤكداً أن "المبادرة في الاتجاه الصحيح، خاصة بوجود الإمارات والكويت، ما يؤكد وجود تجليات صحية بواقعنا العربي لم نشهده منذ سنوات طويلة".

كما أشار مسؤول حكومي سابق، بحسب الصحيفة، إلى أن صندوق النقد الدولي منح الأردن مزيداً من الوقت لتنفيذ إصلاحات، بعد الاحتجاجات الأخيرة، ودرءاً لمخاطر عدم الاستقرار في بلد مثقل بأعباء الديون.

يذكر أن الأردن أعلن يوم الخميس الماضي، انتهاء كافة الفعاليات الاحتجاجية في منطقة الدوار الرابع ومحافظات المملكة، ختاماً لأسبوع حافل بالاحتجاجات الرافضة لمشروع قانون ضريبة الدخل والنهج الاقتصادي ما دفع الحكومة السابق إلى الاستقال، فيما كلف عمر الرزاز رئيساً للوزراء لتشكيل حكومة جديدة، والذي تعهد بدوره بسحب مشروع القانون المثير للجدل، خلال أول جلسة للحكومة.

وأشار الرزاز إلى إن الحوار والتشاور سيكون نهج الحكومة في إقرار السياسات العامة، وسحب مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل هو خطوة في هذا الاتجاه، مؤكداً "أجواء غاية في الإيجابية سادت اللقاءات التي جمعتنا والأخوة في مجلسي الأعيان والنواب والغرف الصناعية والتجارية والنقابات لتنفيذ مضامين كتاب التكليف السامي".