(أرشيف)
(أرشيف)
الأحد 17 يونيو 2018 / 10:34

صحف عربية: إيران تخسر على كل الجبهات وتجدد المخاوف على لبنان

أكدت تقارير تزايد مخاوف المؤسسة الدينية الحاكمة في إيران من تنامي المشاعر العدائية لدى الشعب الإيراني تجاهها، فيما يواجه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري خياراً صعباً، بعد تفجر سجال عنيف بين نواب "تكتل لبنان القوي"، "واللقاء الديمقراطي".

وفي صحف عربية صادرة اليوم الأحد، يتهيّأ لبنان لمواجهة الملفات الأكثر حساسية بعد تفاقم الأزمات داخلياً وخارجياً، في حين أكدت تقارير صحافية، أن أزمة غزة باتت مُعقدة مع تداخل وتعدد الأطراف المؤثرة فيه.

إيران تخسر
وفي التفاصيل، أوردت صحيفة "الرياض"، تقريراً مفصلاً حول الخسائرة التي مُنيت بها إيران في الآونة الأخيرة، نظراً لتردي الأوضاع الاقتصادية، وتفاقم الأزمات السياسية، وانهيار الاتفاق النووي.

واستعرض تقرير الحالة الإيرانية الصادر عن المعهد الدولي للدارسات الإيرانية "رصانة"، أبرز التطورات على الساحة الإيرانية في مايو (أيار) والخسائر المسجلة على جميع الجبهات.

وتناول التقرير أسباب استمرار غياب روحاني عن اجتماعات مجمع تشخيص مصلحة النظام، ما يعكس  انقسام النظام، والتصارع على جميع مستويات السلطة.

ورصد التقرير الآثار الاقتصادية السلبية عقب إعلان خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو (أيار)، حيث توالى خروج الشركات الأجنبية من إيران بعد أن وقعت عقوداً بمليارات الدولارات مثل "بيجو" الفرنسية و"بوينغ" الأمريكية، وشركات أخرى في مجالات مختلفة تاركة الاقتصاد الإيراني عرضة لهزة قوية متوقع أن تؤثر على معدلات النمو الاقتصادي بنهاية العام الإيراني الحالي في مارس 2019.

واستعرض التقرير، تراجع الدور الإيراني في سوريا على وقع دخول الأزمة مرحلة جديدة مغايرة، مشيراً إلى الضربات العسكرية الإسرائيلية على المواقع والأهداف الإيرانية في سوريا، وأثرها على تمدّد طهران في المنطقة، إضافةً إلى تصاعد الخلافات الروسية الإيرانية في سوريا مقابل الاتفاق في وجهات النظر الإسرائيلية الروسية على استبعاد إيران من الجنوب السوري، وانعكاس ذلك على الوجود الإيراني في سوريا خاصةً وفي سائر الإقليم بصورة عامة.

اختبار صعب للحريري بعد العاصفة
من جانب آخر، قالت صحيفة "النهار" اللبنانية، إن الأنظار ستتجه الإثنين، إلى ما سيحمله المشهد الداخلي في لبنان من ترجمة للتعقيدات التي رتبتها الحرب الكلامية بين نواب "تكتل لبنان القوي"، و"اللقاء الديمقراطي" على استحقاق تأليف الحكومة.

ولفتت الصحيفة إلى الدور الحاسم الذي سيلعبه رئيس الحكومة سعد الحريري في احتواء هذه العاصفة.

وقالت الصحيفة، إن الحريري فوجئ بالعاصفة الكلامية، وبادر بعدما اتسع نطاقها كثيراً لتشمل عدداً كبيراً من النواب، إلى إجراء اتصالات ببعض المعنيين في الحزب التقدمي الاشتراكي و"التيار الوطني الحر"، مستوضحاً خلفيات ما جرى وما إذا كان التصعيد متصلاً بعملية تشكيل الحكومة.

وتشير الصحيفة إلى أنه ليس من الواضح تماماً إذا كان تشكيل الحكومة سبب قيام العاصفة، وما يتردد  عن العقدة الدرزية التي عقدت مهمة تشكيلها إلى جانب المعضلتين المسيحية والسنية، أم بسبب موقف جنبلاط من قضية النازحين السوريين في لبنان.

معركة عون  جنبلاط
وفي سياق متّصل، لفتت صحيفة "الراي" الكويتية، في تقرير لها، إلى الصراخ السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان، بسبب ملف النازحين وتشكيل الحكومة الجديدة وهيمنة حزب الله على المؤسسات عبر نصرٍ انتخابي تباهى به الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إلا أنها قالت إن "ثمة قراراً إقليمياً دولياً ما زال سارياً بحفظ استقرار لبنان والإبقاء على حلقة الأمان في واقعه في ظل المرحلة الانتقالية القاسية التي تمرّ بها المنطقة".

وفي تقدير أوساطٍ مطلعة تحدثت للصحيفة، فإنه رغم عدم بلورة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب استراتيجية نهائية في لبنان، فإن ثمة ميلاً أمريكياً خليجياً للأخذ بالاعتبار الحاجةَ إلى مداراةِ الواقع اللبناني الداخلي، وترك التغيير فيه لوهج التحولات التي ستنجم عن الاستراتيجية الحاسمة لكبح جماح إيران في المنطقة.

ولم تقلل الأوساط من وطأة مناخ الاستقطاب الداخلي على جبهتي ملف النازحين والعلاقة بين زعيم "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، وفريق الرئيس ميشال عون، ومَخاطر خروجها عن الضوابط، خاصةً أن الاستقطاب اتخذ أبعاداً طائفية ومذهبية يُخشى أن تهز الاستقرار الداخلي، إلى جانب أنها ترخي بثقلٍ كبير على مسار تأليف الحكومة الجديدة.

تعدد الأطراف المؤثّرة يعقّد الحلّ في غزة
من جهة أخرى، أكدت صحيفة "الشرق الأوسط"، في تقرير عن الوضع الراهن في قطاع غزة، أن تعدد الأطراف المؤثرة عقد التوصل إلى حل الوضع في غياب موافقة كل تلك الأطراف دفعة واحدة.

وقالت الصحيفة إن أول جهة هي إسرائيل التي تفرض حصاراً برياً وبحرياً وجوياً على غزة، وترفض رفعه قبل استجابة حركة حماس، الحاكمة في القطاع، لمطالبها وفي مقدمها نزع سلاحها، وتسليم جثتي جنديين قُتلا في حرب 2014، وأسيرين يحملان الجنسية الإسرائيلية محتجزين لديها.

وأشارت إلى أن الطرف الثاني المؤثر في قطاع غزة هو الإدارة الأمريكية التي بادرت أخيراً بعقد مؤتمر خاص في واشنطن لبحث الأوضاع الإنسانية في القطاع، لكنها ربطت ذلك بمشروعها السياسي المقبل المسمى "صفقة القرن".

وقالت مصادر دبلوماسية غربية إن واشنطن سعت في الآونة الأخيرة إلى تشكيل إدارة محلية لقطاع غزة بعيداً عن السلطة الفلسطينية، لكنها لم تجد أي تعاون محلي، ما حدا بها إلى التوجه إلى الأمم المتحدة لتنفيذ هذه المشاريع.

ولفتت الصحيفة إلى أن الطرف الثالت المؤثر في القطاع هو مصر، الدولة الوحيدة التي لها حدود خارجية معه، بعد إسرائيل. وتقول القاهرة إن فتح المعابر مع القطاع يتطلب وجود السلطة الفلسطينية الرسمية على هذه المعابر، لرفع على القيود المفروضة على الحركة بينها وبين القطاع الفلسطيني.