سد  تركي (أرشيف)
سد تركي (أرشيف)
الأحد 17 يونيو 2018 / 11:40

بعد دعمه قطر وداعش... أردوغان يريد قتل أكراد العراق عطشاً

أشارت الصحافيّة سعاد سباعي إلى أنه بات من الواضح كيف تعتقد تركيا أنها محصنة ضد تحميلها أي نوع من المسؤولية الوطنية أو الدولية. وفي مقالها بصحيفة "المغربية" الإيطالية لفتت النظر إلى أن مناخ قمع الحقوق المدنية في تركيا بسبب السلطان أردوغان هو أمر يعرفه الجميع جيداً.

السد الكبير الذي بنته تركيا في إليسو يهدد بقتل جزء من الدولة العراقية بسبب العطش. لكنّ هذا الجزء ليس عشوائياً بل هو منطقة تقطنها غالبية كردية

لكن يبقى أن ما تفعله أنقرة خارج حدودها مجهولاً تقريباً. على سبيل المثال، السد الكبير الذي بنته تركيا في إليسو، والذي يهدد بقتل جزء من الدولة العراقية عطشاً.

لكن هذا الجزء ليس عشوائياً،  منطقة تقطنها غالبية كردية.

من هنا، تبدو طموحات أردوغان أكثر من واضحة. إن السد الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 144 متراً سيغطي مساحة تبلغ 30 ألف هكتار الأمر الذي سيجبر الناس الذين عاشوا هناك طوال عقود على الانتقال إلى مدن مجاورة. عبر اللجوء إلى ذلك، يستعرض أردوغان عضلاته.

هذا عرض للقوة ينوي أن يوصله إلى أقصى الحدود وفي وقت قريب جداً بالتزامن مع إجراء الانتخابات المبكرة أواخر الشهر الحالي. يجري ذلك في وقت لا يمر وضع أردوغان السياسي بأفضل أحواله.

حُكم بالتصحر
هذا هو هدف الرئيس التركي كما كشفه القرار الصادر أخيراً بملء هذا السد بينما كان الموضوع مجدولاً في السابق لينفذ في أواخر يوليو(تموز) المقبل. إن السلطان وحكومته يهدفان بوضوح إلى إضعاف السكان أكثر بعدما تأثروا بشكل قاسٍ بالهجمات العسكرية والمجازر والتهجير القسري والصراع ضدّ الإرهاب الجهادي.

إن تحويل مياه نهري دجلة والفرات وسط أزمة شح غير مسبوقة يساوي إصدار حكم على هذه الأراضي بالتصحر من دون مخرج لذلك. هكذا اشتكت الحكومة العراقية من هذه الخطوة لدى أنقرة. لكن الأخيرة لا تنوي التراجع عن مخططها وتغيير موقفها، رغم أنه قد يقضي على شعب بكامله بسبب العطش خلال صيف قاحل، كما كتبت سباعي.

ضرب قيمة رمزية

مرة أخرى، إن أهداف السلطان التركي وحاجاته الانتخابية الملحة في هذه الحال، تتسيد منطقة مدمرة لا تتمتع بأي هدنة. لم يكن كافياً أن يسمح لجهاديي داعش والمقاتلين الأجانب بالدخول والخروج من تركيا للذهاب إلى العراق وسوريا واليوم إلى الغرب. كلا لم يكن ذلك كافياً. وتدمير عفرين لم يكن كافياً.

من هنا، تتابع سباعي، بات الآن من الضروري الإصرار أكثر على وضع الأكراد والعراقيين أمام الخوف من مصير وشيك مروع وهو المعاناة من العطش. فلنهري دجلة والفرات قيمة رمزية مهمة أيضاً: مساهمتهما المؤكدة في ولادة حضارة عالمية. إن تحويل مياههما سيؤذي ما هو أكبر بكثير من النهرين نفسيهما.

صمت دولي مزعج
كل شيء ممنوح لأردوغان ولا شيء ممنوع عنه. حتى ولو اعترضت حكومة بغداد ودقت جرس الإنذار حول العطش الذي يلوح في الأفق، فلن يتحرك أحد قيد أنملة. لن يتحرك المجتمع الدولي لأنه خائف من تهديداته بحرب دينية وبترك اللاجئين يدخلون إلى أوروبا.

لا أحد يجرؤ على القول إنه يدعم قطر، الراعي والداعم الأساسي للجهاد. بعد سنة واحدة على المقاطعة، تواصل تركيا دعم الدوحة لتستطيع الأخيرة الحفاظ على اقتصادها.

وتشير الصحافية في الختام إلى أن السكوت على سياسات أنقرة وأردوغان مزعج  الآن حيث يمكن للانتخابات القبلة أن تمثل بداية نهايته.