الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيسان الصيني بينغ والأمريكي ترامب (أرشيف)
الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيسان الصيني بينغ والأمريكي ترامب (أرشيف)
الإثنين 18 يونيو 2018 / 14:46

الصين الرابح الأكبر من قمة سنغافورة

رغم احتدام النقاشات بين محللين وخبراء حول المستفيد الأكبر من القمة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، كان هناك لاعب أقل ظهوراً، لكنه بالتأكيد الفائز الواضح، وهو الصين.

إذا كانت الولايات المتحدة ستحرك فعلياً أو تقلص وجودها العسكري في شبه الجزيرة الكورية، فسيكون ذلك بمثابة أكبر نصر بالنسبة لبكين

ورأى كل من بوني غلاسر، مستشار بارز لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وأوريانا سكايلار ماسترو، أستاذة مساعدة للدراسات الأمنية لدى "معهد إدموند والش للخدمة الخارجية" في جامعة جورج تاون، أن بكين حققت هدفين رئيسيين في قمة سنغافورة.

ورأى الكاتبان، وفق ما عرضاه في مجلة "فورين أفيرز"، أن السياسة الصينية تجاه كوريا الشمالية مدفوعة برغبة في محاربة النفوذ الأمريكي في المنطقة، وتعزيز النفوذ الصيني في شبه الجزيرة الكورية. وقد نجحت بكين في تحقيق هدفيها.

وسعت الصين لتخفيف متبادل للتصعيد فوق شبه الجزيرة. وبعد رفض أمريكا صيغة "تجميد مقابل تجميد" التي عرضتها الصين، والتي نصت على وجوب وقف الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية فوق شبه الجزيرة، في مقابل وقف كوريا الشمالية جميع تجاربها المتعلقة ببرنامجها النووي.

وبعد ممانعة البلدين، والتهديد بإلغاء القمة، أعلن كيم فجأة، في أبريل( نيسان)، تعليق تجارب بلده النووية والصاروخية، دون أن يطالب بشيء في المقابل.

مفاجأة أخرى
ويشير كاتبا المقال إلى مفاجأة أخرى في مايو( أيار)، عندما أجرى كيم تحولاً كاملاً، إثر لقائه الرئيس الصيني شي جين بينغ، إذ قال إن التدريبات الأمريكية الكورية الجنوبية، جعلته يعلق محادثاته المقررة مع الجنوب.

ويبدو أن شي لم يكن يقبل بالضرر الذي لحق بمكانته، وبالمصالح الصينية بسبب هفوة كيم. ومن المرجح أنه أصر على أن يبذل زعيم كوريا الشمالية كل ما في وسعه، أثناء قمة سنغافورة، لتقبل واشنطن بوقف مناوراتها العسكرية مع كوريا الجنوبية.

تعهد علني
وهذا ما تحقق بالفعل بعد قمة 12 يونيو( حزيران)، عندما تفاجأ عدد كبير من جنرالات البنتاغون، كما هو الحال في سيئول وطوكيو، بتعهد ترامب علناً بتعليق لا محدود للتدريبات العسكرية.

وكان عدد من الخبراء محقين في رؤيتهم بأن ذلك كان تنازلاً كبيراً له تبعات محتملة على العلاقات الأمريكية الكورية الجنوبية، نظراً إلى عدم حصول واشنطن على مقابل من كوريا الشمالية، سوى تطمينات فارغة لنزع تسلح.

بهجة صينية
لكن حسب كاتبي المقال، ما من شيء أكثر دهشة من تعليق ترامب عن رغبته في إخراج القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية.

وإذا كانت الولايات المتحدة ستحرك فعلياً أو تقلص وجودها العسكري في شبه الجزيرة الكورية، فسيكون ذلك بمثابة أكبر نصر لبكين.

وأما الهدف الثاني للصين فانطوى على أن يكون لها مكان حول طاولة المفاوضات إذا كانت هناك محادثات للتوصل لاتفاق سلام ينهي رسمياً الحرب الكورية.

وتحققت رغبة بكين حينما تعهد ترامب وكيم، في بيان مشترك وقع في سنغافورة "بتعزيز جهودهما لبناء نظام للسلام مستدام ومستقر في شبه الجزيرة الكورية".

وفي إشارة لاحقة خلال مؤتمره الصحافي، اقترح ترامب انضمام الصين وكوريا الجنوبية إلى أي مباحثات سلام. وصادقت وزارة الخارجية الصينية على الاقتراح، قائلةً إن "الصين مستعدة لمد يديها إلى جميع الأطراف المعنية من أجل نزع للتسلح، وإنشاء نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية".