الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً في إفطار البيت الأبيض (أف ب)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متحدثاً في إفطار البيت الأبيض (أف ب)
الإثنين 18 يونيو 2018 / 13:49

إفطار البيت الأبيض...صورة لعلاقة ترامب بالمسلمين

24- زياد الأشقر

كتب حسين إيبيش في موقع صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية أن إفطار البيت الأبيض هذا الشهر لخص علاقة دونالد ترامب بالإسلام والمسلمين.

طوّر ترامب علاقات ودية جداً مع العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة وليست لديه أية مشكلة مع المسلمين "هناك". مشكلته هي مع المسلمين "هنا"

وبدأت استضافة حفل الإفطار السنوي في البيت الأبيض عام 1996 مع السيدة الأولى وقتها، هيلاري كلينتون. ثم تخلى ترامب عن هذا التقليد. ولم يشكل ذلك مفاجأة لأحد، نظراً إلى العداء الذي أظهره للإسلام والمسلمين خلال الحملة الرئاسية.

وهذه السنة أحيا ترامب هذا التقليد ولكن مع لمسة حادة جداً. كان هناك العديد من الديبلوماسيين من الدول ذات الغالبية المسلمة في أول مأدبة إفطار له منذ توليه منصبه، لكن لم يكن هناك أمريكيون مسلمون معروفون، ولا حتى من أنصاره القليلين المؤيدين للمسلمين.

ويوضح هذا تماماً موقف السيد ترامب من المسلمين. فهو لا يهتم حقاً بالدين. لقد طوّر علاقات ودية جداً مع العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة وليست لديه مشكلة مع المسلمين "هناك".مشكلته هي مع المسلمين "هنا".

ومن هنا حظر السفر، وتالياً غيب المسلمين الأمريكيين عن إفطار البيت الأبيض. ولذلك، فإن كل خطبه عن الجاليات المسلمة بأنها تهديدات إرهابية للغرب، تشجع الخوف وكراهية المسلمين في الولايات المتحدة. ومن ثم فإن الإسلاموفوبيا العمياء تملأ إدارته.

بطل عرقي وديني
وأشار إيبيش إلى أن ترامب لم يعتمد في حملته الرئاسية على برنامج عقلاني، بل على العواطف البدائية. ولم يكن خطابه لمؤيديه الأساسيين في الأصل، يتعلق بالمظالم الإقتصادية، مثلما يفكر الكثيرون خطأً، أو بالإنتماءات الحزبية أو السياسات أو أي من قضايا الحملة العادية للسياسيين الأمريكيين العاديين.

وعوض ذلك كان ترامب يتذمر بذكاء وبشكل متعمد، باعتباره بطلاً عرقياً ودينياً لدوائر انتخابية قوية تشعر أنها مهددة ومحاصرة وتتمثل في المسيحيين البيض.

ولفت إيبيش إلى أن التحولات الثقافية والديمغرافية والدينية للمجتمع الأمريكي كانت ملفتةً للنظر. ويشعر العديد من الأمريكيين المسيحيين البيض بأنهم يفقدون حرفياً سيطرتهم على بلدٍ ينتمي من الناحية الحقوقية إليهم.

كره الأجانب
ومنذ إعلان ترشيحه في يونيو(حزيران) 2015، كان ترامب يعتمد في مخاطبة الناخبين على نظرية المؤامرة وكره الأجانب، وهي جوانب مصممة للدفاع عن الخوف العرقي والديني والكراهية للآخرين من قبل البيض، وخصوصاً المسيحيين الأمريكيين.

وذكّر الكاتب بأن ترامب وصف في خطابه الانتخابي الأول المكسيكيين ب"المغتصبين" والمسلمين بـ"الإرهابيين". ودشن حملته ضد هدفيه المفضلين، وهاجم بقية العالم ولا سيما الصين، متهماً إياهم بأنهم يسخرون من الولايات المتحدة، معتبراً أنها مفارقة غريبة.

ففي الوقت الذي يملك ترامب تاريخاً في إطلاق تعليقات مشحونة بالعنصرية، فإن موقفه بطلاً للأمريكيين البيض محسوب بشكل أساسي على أنه انتهازي. وتالياً فإن المسلمين "هنا" يشكلون تهديداً ومشكلة ولا تتم دعوتهم إلى البيت الأبيض، في حين أن المسلمين "هناك" أصدقاء وحلفاء محتملين يمكن تبنيهم بشكل استراتيجي.

الحزب الجمهوري     
واعتبر الكاتب أن هذه الديناميكية تشرح أيضاً كيف أن الحزب الجمهوري قد تراجع إلى ما هو أكثر من مجرد عبادة الشخص، وفق ما اعترف سيناتور تينيسي بوب كوركر هذا الأسبوع. لهذا السبب سوف يتبعه مؤيدوه وحزبه في أي تطور أو ارتداد يمكن تخيله في القضايا الجوهرية.