الثلاثاء 19 يونيو 2018 / 10:44

أخصائية طب أطفال لـ24: الأماكن الترفيهية التي تحاكي بيئة البحر مرتع خصب للأمراض

24- أبوظبي- آلاء عبد الغني

تشهد مناطق الألعاب في مراكز التسوق، إلى جانب المدن الترفيهية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ازدحاماً كبيراً خلال إجازة الصيف، وإقبالاً كبيراً من قبل الأسر التي تجد في هذه الأماكن ملاذاً للترفيه عن الأطفال بعد انتهاء العام الدراسي.

وبسبب ارتفاع درجات الحرارة العالية خلال أشهر الصيف، تعتبر المناطق الترفيهية المغلقة في مراكز التسوق الوجهة الرئيسية لأولياء الأمور لقضاء أوقات ممتعة مع أطفالهم، ما يؤدي لازدحام هذه الأماكن وخاصةً خلال أيام عطل نهاية الأسبوع، وفي إجازات المدارس، ما يحولها إلى بيئة خصبة لانتقال العدوى والأمراض والفيروسات خاصةً بين الأطفال، وغيرها من المخاطر التي تهدد سلامتهم، والتي سلطت أخصائية طب الأطفال في مستشفى ميديكلينك أبوظبي الدكتورة زينب الجباس، في حديثها لـ24، الضوء عليها، وعلى طرق الوقاية منها. 

أمراض الصيف
وأشارت الدكتورة زينب الجباس  إلى أن من أكثر "أمراض الصيف" انتشاراً بين الأطفال: الإنفلونزا الفيروسية، والحساسية من الألعاب أو الصلصال، أو الأتربة والغبار، أو الأطعمة التي تحتوي على الصبغيات والملونات والمواد الحافظة، أو التحسس الجلدي جراء الرسم على جلد الأطفال في المناطق الترفيهية، أو من الحشرات غير المرئية التي تنشط في الأماكن المزدحمة، إلى جانب فيروسات الجهاز التنفسي العلوي، إضافةً إلى الفيروسات التي تصيب الرئتين وتسبب بعض الالتهابات الشعبية ما ينجم عنه السعال، وكذلك تلك التي تصيب الجهاز الهضمي وتسبب النزلات المعوية، وحمى التيفوئيد، والأمراض الجلدية المعدية مثل "الجدري وغيره، فضلاً عن البكتريا السبحية التي تصيب اللوزتين بالالتهابات والقيح الصديدي المصحوبة بالحرارة والألم.

المسببات
وأكدت أن مناطق الألعاب المغلقة والمزدحمة تعد بيئةً موبوءةً بالبكتريا والجراثيم والفيروسات، وقنبلةً موقوتةً تهدد سلامة الأطفال، لافتةً إلى أن من أبرز مسببات انتشار الأمراض لاسيما المعدية منها بين الأطفال، إهمال النظافة الشخصية ونظافة أيدي الأطفال، وكذلك عدم نظافة مناطق الألعاب وأماكن الترفيه المخصصة لهذه الفئة العمرية، والتي بدورها تؤدي إلى التلوث الذي يلحق الأذى بالأطفال ويقف وراء إصابتهم بالنزلات المعوية، موضحةً أن هذه الأمراض تصيب الأطفال بنسب مرتفعة في فصل الصيف تحديداً نظراً لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة.

التهابات العيون
وحذرت الدكتورة زينب الجباس كذلك من أماكن الألعاب المائية التي تحتوي على مواد كيميائية وعلى الكلور، والتي تسبب للأطفال أمراضاً تحسسية والتهابات في العين، إلى جانب انتقال الأمراض المعدية ضمنه من طفلٍ لآخر، منوهةً بأن الأماكن الترفيهية التي تحاكي بيئة البحر، والتي بدأت تأخذ رواجاً مؤخراً في بعض مراكز التسوق الكبرى، تعدّ بيئة مناسبة لنشاط الجراثيم والبكتريا، وإصابة الأطفال بالأمراض، نظراً لارتفاع الحرارة فيها، واختلاط الماء مع الرمل وتوفر الرطوبة بالتالي، إلى جانب مضار المواد الحافظة وتلك التي تدخل في تجهيز مثل هذه الأماكن المحاكية للواقع.

طرق الوقاية
ودعت أولياء الأمور وخاصةً الأمهات، بالابتعاد مع أطفالهم عن الأماكن المزدحمة خلال إجازة الصيف قدر الإمكان، وتجنب زيارة المناطق الترفيهية في أوقات الذروة لاسيما في نهاية الأسبوع والأعياد، وغيرها من المناسبات، فضلاً عن ضرورة توخي الحذر والحرص على نظافة الطفل الشخصية على الدوام، والتأكد من تعقيم أيدي الأطفال بين الفينة والأخرى، وتوعية الخادمات اللواتي يرافقن الأطفال لفترات طويلة داخل المنزل أو في الأماكن الترفيهية، للحرص على نظافة الأطفال وأماكن لعبهم، وعدم إهمال الأمهات لأولادهم في مناطق الألعاب، ومراقبتهم ومراقبة نظام طعامهم الذي ينبغي أن يكون صحياً، ومحتوياً على نسبة كبيرة من الفواكه والخضراوات والعصائر الطبيعية، والغنية بفيتامين "سي" على وجه الخصوص، ما يشكل للأطفال درعاً واقية تحافظ على سلامة الجهاز المناعي لديهم.

وطالبت الدكتورة الجباس، أمهات الأطفال المصابين بالأمراض والفيروسات، بضرورة تجنب اصطحابهم إلى الأماكن المزدحمة بالأطفال، حرصاً على سلامتهم من جهة، وسلامة الأطفال الآخرين من جهة أخرى، إذ إن إرهاق الأطفال المرضى في مناطق الألعاب قد يكون محفزاً لنشاط الفيروسات المصابين بها.

طعام صحي
ونصحت الأمهات باصطحاب حافظات للطعام لأطفالهم عند الخروج من المنازل، وملأها بالفواكه والعصائر الطبيعية والمكسرات، والمأكولات الصحية التي تعدها الأم في المنزل، والموثوق في مصدرها ومكوناتها، وحفظها في درجة حرارة جيدة، وغير القابلة للفساد سريعاً، إلى جانب التأكد من صلاحية الحليب في زجاجات الرضاعة الخاصة بالأطفال الصغار، وعدم إعطاءها لهم إذا مرّ على إعدادها وقت في ظل ارتفاع درجات الحرارة لأنها تكون عرضة لنشاط البكتريا فيها.

خطر المثلجات
كما دعت أخصائية الأطفال الدكتورة زينب الجباس، الأمهات، إلى الابتعاد عن شراء المثلجات لأطفالهم قدر الإمكان، وتجنب شربهم للعصائر المثلجة أو الملونة، لأن الثلج في العصائر تكون درجته معاكسة لدرجة حرارة جسم الطفل، الأمر الذي ينجم عنه غالباً إصابة الطفل بصدمة والتأثير في جهازه العلوي التنفسي، إلى جانب تنشيط الفيروسات والبكتريا في جسد الطفل، وهي كلها تنجم عن شرب الطفل للمشروبات الباردة في يوم شديد الحرارة.

الانتباه للأطفال
وفي السياق ذاته، شددت على أهمية متابعة الأمهات لأطفالهن ومراقبتهن خلال اللعب بركن ألعاب الأطفال داخل المستشفيات والمراكز الصحية، نظراً لاختلاط الأطفال المرضى مع الأصحاء، أو شرب الماء من كؤوس البلاستيك الموجودة داخلها بالمناوبة بين الأطفال، إذ قد يشرب الطفل بكأس ويعيدها إلى مكانها، فيظن الطفل الذي يأتي للشرب بعده أنها جديدة وغير مستعملة، ويشرب بها ثانيةً.