لافتات انتخابية لتميل كرم الله أوغلو-من اليمين وميرال أكسينير في اسطنبول (أرشيف)
لافتات انتخابية لتميل كرم الله أوغلو-من اليمين وميرال أكسينير في اسطنبول (أرشيف)
الثلاثاء 19 يونيو 2018 / 12:44

إسلاميون وعلمانيون أتراك يرصون صفوفهم لخلع أردوغان

علق كريم شاهين، صحافي متخصص في قضايا شرق أوسطية يُقيم في بيروت، على التعاون بين إسلاميين وعلمانيين أتراك لخلع الرئيس التركي أردوغان من منصبه.

انضم إسلاميون، من الذين كانوا يوماً حلفاء إيديولوجيين للرئيس، إلى علمانيين في محاولة لإضعاف هيمنته على السلطة

ونقل عن المرشح الرئاسي تميل كرم الله أوغلو قوله لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إنه يأمل في إضعاف قبضة أردوغان على السلطة.

و تطرق كرم الله أوغلو، زعيم حزب السعادة، أكبر حزب إسلامي في تركيا، إلى ما يعتقد أنها إخفاقات حكومة أردوغان: ارتفاع معدل البطالة، وزيادة العجز التجاري، وتخبط السياسة الخارجية وتجميد طلب انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن فرض حالة طوارئ منذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في 2016، وجميعها أضرت بحقوق وحريات أساسية.

وقال كرم الله أوغلو الذي تلقى تعليمه العالي في مانشستر، للصحافي شاهين إن نتيجة كل تلك الأسباب، قرر الترشح إلى الرئاسة التركية. وتحالف مع أشد العلمانيين في البرلمان، وكون تحالفاً لم يكن في بال أحد قبل عشر سنوات.

منافسة مفاجئة

ويشير كاتب المقال لمفاجأة حصلت قبل أسبوعين من موعد انتخابات رئاسية وبرلمانية في تركيا. فرغم بقاء أردوغان أقوى وأكثر الساسة شعبية في تركيا، أظهرت استطلاعات للرأي أن خصومه حصلوا على دعم استثنائي، حيث أشارت أحدث تلك الاستطلاعات لاحتمال خسارة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، الغالبية البرلمانية.

ويقول شاهين إنه في ظل مناخ من تراجع الحريات والتطهير من المنشقين، فضلاً عن تنامي مظاهر التدين في بلد تعتبر العلمانية من أقوى دعائمه، انضم إسلاميون كانوا يوماً حلفاء إيديولوجيين للرئيس، إلى علمانيين في محاولة لإضعاف هيمنته على السلطة.

سياسات فاشلة
وقال كرم الله أوغلو: "لا تساعد السياسات التي تعتمدها حكومة أردوغان تركيا للوقوف على قدميها في معظم المجالات والسياسات، سواءً كانت سياسية أم اقتصادية. كما أن أسلوبه في الحكم يسبب الاستقطاب في تركيا، وهو لا يراعي وجوب إعلاء حكم القانون".

وشكل نجم الدين أربكان حزب السعادة الذي يتزعمه كرم الله أوغلو حالياً، ويعتبر أربكان مؤسس الحركة الإسلامية السياسية المعاصرة في تركيا، وكان رئيساً للوزراء ومرشداً لأردوغان.

وانشق أردوغان وأعضاء آخرين كبار عن حزب السعادة، لتشكيل حزب العدالة والتنمية، وحكموا تركيا منذ 2002.

ترويج صورة
ويلفت كاتب المقال لرغبة أردوغان الجامحة في تقديم نفسه مدافعاً عن الإسلام في العالم، ولتصوير نفسه نصيراً لقضايا إسلامية، وزعيماً لحركة تضامن لنصرة المؤمنين المظلومين حول العالم، وهو موقف آخر لقي دعماً من قبل ناخبين محافظين.

ويقول كرم الله أوغلو إن رؤية حزبه لتركيا هي على نسق علمانية المملكة المتحدة التي تتعايش فيها الدولة مع الدين سلمياً، مع اقتصاد يحقق اكتفاءً ذاتياً، وسياسة خارجية تقوم على الحوار والدبلوماسية مع علاقات أوثق بالدول الإسلامية.

ويرغب أوغلو في التخلي عن السعي لعضوية الاتحاد الأوروبي لصالح عقد اتفاقية تعاون خاص، فضلاً عن إقامة تحالف استراتيجي مع الولايات المتحدة التي ساءت علاقاتها بتركيا في عهد أردوغان.

مبادئ مشتركة
وعن انضمامه إلى تحالف مع كتلة المعارضة العلمانية الكبرى في تركيا، حزب الشعب الجمهوري، يقول المرشح كرم الله أوغلو إنه يتفق مع العلمانيين على مبادئ مشتركة، وتوحد بينهم رغبة قوية في معارضة الرئيس التركي وحزبه الحاكم، رغم التباين الإيديولوجي الشديد بينهم.