إيرانيون يحرقون علمين أمريكياً وإيرانياً في طهران (أب)
إيرانيون يحرقون علمين أمريكياً وإيرانياً في طهران (أب)
الثلاثاء 19 يونيو 2018 / 13:29

فريق إسرائيلي أمريكي لفرض عقوبات ضد إيران

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن إسرائيل تشكل فريقاً مع الولايات المتحدة لفرض عقوبات اقتصاية ضد إيران، إذ يستهدف الفريق مساعدة الحكومات لضمان منع انتهاكها للسياسة الأمريكية الجديدة.

تعقيدات نظام العقوبات والقوائم الطويلة للكيانات المحظورة تخلق حالة من عدم اليقين للشركات الكبرى، ولكن القلق الأكبر يتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم

واعتبرت الصحيفة، في التقرير الذي أعده الصحافي آفي واكسمان، أن تشكيل الفريق المشترك هو علامة على تحول جذري قدره 180 درجة في سياسة الولايات المتحدة إزاء إيران تحت قيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تقويض طموحات إيران النووية

ومن المقرر أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ بعد مرور ما بين 180 إلى 190 يوماً على إعلان ترامب الشهر الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران.

ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين في واشنطن توصلوا إلى اتفاق على تشكيل هذه اللجنة المشتركة مع شاي باباد المدير العام لوزارة المالية الإسرائيلية وعيران نيتسان الملحق الاقتصادي لإسرائيل في واشنطن.

وسبق تشكيل اللجنة سلسلة من الاجتماعات في واشنطن مع باباد وشاؤول مريدور رئيس قسم الميزانيات بوزارة المالية الإسرائيلية.

إجراءات إسرائيل الصارمة
وأشارت "هآرتس" إلى التعاون الوثيق بين إسرائيل والولايات المتحدة حول العقوبات، بما في ذلك تشكيل لجنة في 2013 لمراقبة تطبيق هذه العقوبات، قبل إسقاط معظمها من قبل الولايات المتحدة بعد توقيع الأخيرة للاتفاق النووي مع إيران في 2015.

وفي غضون ذلك، عمدت إسرائيل إلى تشديد تطبيق العقوبات ضد إيران التي وضعتها حيز التنفيذ من خلال مكتب العقوبات التابع لوزارة المالية الإسرائيلية، واستندت أنشتطتها في ذلك إلى تشريعات الكنيست التي مررت منذ عدة سنوات وركزت على البرنامج النووي الإيراني.

وعلاوة على ذلك، تحظر إسرائيل بشكل عام التعامل مع الكيانات الإيرانية بناءً على أمر يحظر التجارة مع الدول المعادية أصدرته سلطات الانتداب البريطاني في 1939.

ولا يعتبر الأفراد الإسرائيليون ولا الشركات مطالبين فقط بالالتزام بالقواعد المحلية، ولكن أيضاً بعدم انتهاك العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة، لتجنب المخاطرة بإدراج إسرائيل على القوائم السوداء الدولية.

وتنطبق هذه القواعد أيضاً على الشركات التي تعمل خارج إيران باعتبارها تابعة لطهران.

تداعيات العقوبات الأمريكية
وتلفت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تفرض نوعين من العقوبات: أولهما العقوبات المفروضة على الأمريكيين، المواطنين والشركات، وثانيهما العقوبات التي تستهدف منع الكيانات غير الأمريكية من التعامل التجاري مع إيران، وتفرض واشنطن العقوبات على كيانات غير أمريكية بمنع المخالفين من استخدام النظام المالي الأمريكي، ما يعني فعلياً منعهم من  الأعمال التجارية بالدولار الأمريكي، وأو تشغيل شركات تابعة لهم في الولايات المتحدة.

ويشعر الاتحاد الأوروبي بالقلق خاصةً من تداعيات العقوبات الأمريكية على الدول الأخرى، ولذلك يسعى إلى إعادة إحياء قانون قديم يحظر على الشركات الأوروبية احترام العقوبات التي تفرضها الدول الأخرى خارج الاتحاد الأوروبي.

ولكن في الوقت الراهن أعلنت مجموعة من الشركات الأوروبية عن خطط لمغادرة إيران.
  
لجنة أمريكية إسرائيلية مشتركة
وتوضح "هآرتس" أن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية المشتركة ستساعد الحكومات على فرض العقوبات الاقتصادية ضد إيران، إضافةً إلى إرشاد الشركات المعرضة للخطر لانتهاك العقوبات، ولو بالمصادفة، ببيع منتجات أو خدمات على سبيل المثال يُمكن استخدامها في صناعة الطاقة الإيرانية.

وفي إسرائيل، تُراقب البنوك وشركات بطاقات الائتمان، ويُطلب من الشركات المتداولة علناً إبلاغ هيئة الأوراق المالية الإسرائيلية بأي أنشطة قد تشمل "أعداء" لدولة إسرائيل بموجب القانون.

ويختتم تقرير "هآرتس" بأن تعقيدات نظام العقوبات والقوائم الطويلة للكيانات المحظورة تخلق حالة من الشك لدى الشركات الكبرى، ولكن القلق الأكبر يتعلق بالشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، خاصةً  الناشئة منها التي تعمل في مجال الأمن الإلكتروني.