طفل مهاجر في الولايات المتحدة محاطاً بحرس الحدود الأمريكيين (تويتر)
طفل مهاجر في الولايات المتحدة محاطاً بحرس الحدود الأمريكيين (تويتر)
الأربعاء 20 يونيو 2018 / 10:44

واشنطن: الديموقراطيون يدعون ترامب لوقف فصل أطفال المهاجرين عن ذويهم

هاجم أعضاء ديموقراطيون في الكونغرس الأمريكي بشدة الثلاثاء، تفريق عائلات المهاجرين بطريقة غير شرعية في مواجهة نادرة في ممرات البرلمان بين برلمانيين والرئيس دونالد ترامب الذي تعرف سياسته لمكافحة الهجرة السرية معارضة شديدة.

وفي الوقت نفسه، قطع ناشطون بصخب أمس الثلاثاء، عشاء وزيرة الأمن الداخلي كريستن نيلسن، في مطعم مكسيكي في واشنطن تعبيراً عن احتجاجهم على هذه السياسة.

وصرخ النائب الديموقراطي خوان فارغاس، بينما كان ترامب يغادر اجتماعاً مع الجمهوريين: "السيد الرئيس لديكم أبناء! لديكم أبناء! هل تحبون فصلكم عن أطفالكم؟".

واكتفى ترامب بالالتفات والتحية مبتسماً أمام الكاميرات وراء نحو 6 نواب ديموقراطيين رفعوا صور أطفال يبكون ولافتات كتب عليها "العائلات يجب أن تكون معاً".

وقال برلماني آخر: "أوقفوا فصل الأطفال!".

وكان ترامب يغادر اجتماعاً استغرق حوالى ثلاثة أرباع الساعة مع الغالبية الجمهورية في الكونغرس لبحث تعديل قوانين الهجرة الذي يُواجه صعوبة في تمريره.

ولا ينوي ترامب التراجع رغم الجدل الذي أثارته إجراءات تفريق عائلات المهاجرين، لكنه يدفع الجمهوريين الذين يأملون وقف سيل الروايات المحزنة حول أطفال فصلوا عن ذويهم، إلى تقديم نص يمكن أن يسمح بتسوية هذا الوضع، مع تفهم مطالبه وخاصةً تمويل بناء جدار على الحدود.

ومنذ إعلان السياسة الأمريكية التي تقضي بـ"عدم التسامح إطلاقاً" مع المهاجرين في مطلع مايو (أيار)، فصل 2342 طفلاً ومهاجراً شاباً عن عائلاتهم بين 5 مايو (أيار) و9 يونيو (حزيران).

وبموجب هذه السياسة قرر البيت الأبيض إطلاق ملاحقات قانونية ضد كل المهاجرين غير الشرعيين  الذين يعبرون الحدود، ما يؤدي إلى فصلهم عن أطفالهم الذين لا يمكن سجنهم.

وتثير سياسة الهجرة هذه انتقادات حادة خاصة من قبل المكسيك.

المكسيك تدين
وأدان وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراي، أمس الثلاثاء، فصل عائلات المهاجرين غير الشرعيين معتبراً أنه "وحشي وغير إنساني".

 وقال: "أريد باسم الحكومة والشعب المكسيكيين أن أعبر عن أكبر قدر من الإدانة لهذه السياسة الوحشية وغير الإنسانية".

وأضاف: "نوجه إنذاراً إلى الحكومة الأمريكية على أعلى المستويات لإعادة النظر في هذه السياسة وإعطاء الأولوية لرخاء وحقوق الصبية والفتيات الصغيرات، بمعزل عن جنسياتهم أو وضعهم"، مؤكداً أنه "لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي".

صدمة في كندا
وفي كندا، قال وزير الهجرة أحمد حسين، إن الكنديين "مصدومون" من سياسة تفريق العائلات، مؤكداً أن اوتاوا "تراقب" مدى احترام السلطات الأمريكية لحق اللجوء.

وفي جلسة لمجلس النواب الفدراليين لمناقشة الإبقاء على الاتفاق الأمريكي الكندي حول "الدولة الآمنة الأخرى" المطبق منذ 2004، قال وزير النقل مارك غارنو، أيضاً: "ما يحدث في الولايات المتحدة أمر غير مقبول".

ويقضي الاتفاق بأن يقدم أي مهاجر طلب اللجوء إلى أول بلد يصله سواءً كان كندا أو الولايات المتحدة.

وقال وزير الهجرة الصومالي الأصل: "مضطرون بموجب قانون حماية الهجرة لمراقبة احترام حق الهجرة في الولايات المتحدة للتأكد من أن نظام الهجرة الأمريكي ما زال يحترم المعايير التي تسمح باعتبارها الدولة الآمنة الأخرى".

وأكد حسين، أن "كل الكنديين صدمتهم الصور القادمة من الولايات المتحدة"، وأضاف: "حياة الأطفال ثمينة جداً وكذلك أمنهم ورخاءهم وكل هذا يجب أن يكون محور اهتمامنا الأول".

غواتيمالا قلقة
وعبرت غواتيمالا، أيضاً الثلاثاء، عن "قلقها" من إجراءات تفريق العائلات. وقالت وزيرة الخارجية ساندرا خوفيل، إن 465 طفلاً من غواتيمالا فُصلوا عن عائلاتهم بعدما عبرت سراً الحدود.

وأدانت تشيلي بلسان وزير خارجيتها روبرتو امبويرو، سياسة الهجرة التي يتبعها ترامب.

من جهة أخرى، يؤكد بيان نشر في 18 يونيو (حزيران) في الفاتيكان في ختام مؤتمر حول قضية الهجرة الدولية بين الطرفين، أن الأطفال "هم الأكثر معاناة من عواقب الهجرة القسرية".

ولكن البيان لا يذكر سياسة الهجرة الأمريكية الحالية.

إجراء مشين
وأعلنت زوجات 4 رؤساء أمريكيين سابقين والسيدة الأولى الحالية ميلانيا ترامب  صدمتهن بعد انتزاع أطفال من ذويهم.

وأشارت روزالين كارتر زوجة جيمي كارتر، إلى إجراء "مشين...ومخجل لأمريكا" بينما وصفت لورا بوش زوجة الجمهوري جورج بوش الابن هذه السياسة بأنها "غير أخلاقية".

وطلب وسطاء لحقوق الإنسان من المكسيك وكولومبيا والإكوادور وغواتيمالا وهندوراس من محكمة الدول الأمريكية لحقوق الإنسان التدخل لوقف هذه السياسة "الخطيرة".