طفلة ن أمريكا اللاتينية تتمسك بأمها على الحدود الأمريكية المكسيكية (أرشيف)
طفلة ن أمريكا اللاتينية تتمسك بأمها على الحدود الأمريكية المكسيكية (أرشيف)
الأربعاء 20 يونيو 2018 / 13:30

الأطفال المفصولون عن ذويهم على حدود أمريكا والمكسيك...نحيب وألم

24- زياد الأشقر

تناولت مجلة "أتلانتيك" الأمريكية فصل سلطات الهجرة الأطفال عن أهلهم المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون عبور الحدود من المكسيك، قائلةً إن النحيب البائس لعشرة أطفال من أمريكا الوسطى، فُصلوا عن ذويهم الأسبوع الماضي على الحدود، يُمكن سماعه بوجع.

فصل أكثر من 2300 طفل عن آبائهم منذ أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة "صفر تسامح" مع الهجرة

 ويبكي الكثيرون منهم بشدة، وبالكاد يمكنهم التنفس. ويصرخون "مامي" و"بابا" مراراً وتكراراً، كأنهم لا يعرفون غير هاتين الكلمتين.

وتثير أصوات العويل تعليقات ساخرة من أحد رجال الشرطة الذي وصف الأصوات بأنها أوركسترا بحاجة إلى مايسترو.

وتناشد بنت سلفادورية يائسة في السادسة من عمرها بتصميم وأكثر من مرة ليتصل أحد بعمتها. وتقول مجرد اتصال واحد، وتستجدي أي شخص مستعد للإستماع إليها. وتقول إنها تحفظ رقم الهاتف غيباً.

وعند نقطة معينة تخاطب ممثلاً قنصلياً قائلة: "أمي تقول إنني سأذهب مع عمتي، ستأتي لتأخذني إلى هناك".

معاناة حقيقية
ويضيف تسجيل صوتي حصلت عليه بروبابليكا معاناة حقيقية، إلى سياسة مثيرة للجدل.

فُصل أكثر من 2300 طفل عن آبائهم منذ أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب سياسة "التسامح الصفر" مع الهجرة.

وتدعو هذه السياسة إلى مقاضاة جميع الذين يحاولون دخول البلاد بطريقة غير مشروعة وفصل الأطفال الذين يجلبونهم معهم، علماً أن أكثرهم دون سن الرابعة.

ويُحتجز الأطفال أول الأمر في مستودعات أو خيام أو متاجر صناديق كبيرة حُولت إلى مرافق احتجاز يديرها حرس الحدود.

انتقادات
وواجهت هذه السياسة انتقادات سريعة وحادة، بما في ذلك من قبل أشد الداعمين الموثوقين للإدارة. ووحدت هذه السياسة المحافظين المتدينين ونشطاء في مجال حقوق المهاجرين، الذين قالوا إن سياسة "صفر تسامح" مع الهجرة تساوي "صفر إنسانية".

وعارض أعضاء الكونغرس من ديمقراطيين وجمهوريين جهود الإدارة في عطلة نهاية الأسبوع.

ووصفت السيدة الأولى السابقة لورا بوش ممارسات الإدارة بـ "قاسية" و "غير أخلاقية".

وشبهت صوراً لأطفال المهاجرين المحتجزين في بيوتهم بالصور التي خرجت من معسكرات الإعتقال اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.

وحذرت الجمعية الأمريكية لأطباء الأطفال من أن فصل الأطفال عن أهلهم، يمكن أن تتسبب في "ضررٍ لا يمكن إصلاحه".

تطبيق القوانين!
ومع ذلك، فإن الإدارة وقفت إلى جانب هذه السياسة. وتوجه ترامب باللوم إلى الديمقراطيين قائلاً إن إدارته لا تفعل شيئاً سوى تطبيق قوانين مكتوبة، رغم أن ذلك ليس صحيحاً، إذ لا قوانين تفرض فصل الأطفال عن ذويهم أو تدعو إلى محاكمات جنائية لجميع المتسللين عبر الحدود الذين لا يحملون وثائق.

لقد أرسيت هذه القوانين من إدارة ترامب. واستشهد وزير العدل جيف سيشنز بمقاطع من الكتاب المقدس لإثبات المبرر الديني لهذه السياسة. ودافع عن الفكرة قائلاً إنها مسألة حكم القانون و"لا يمكننا أن نشجع الناس على جلب الأطفال بمنحهم حصانة كاملة من قوانينا". وردد الفكرة ذاتها ناطق باسم حرس الحدود في بيان مكتوب.

جولات
وفي الأيام الأخيرة، بدأت السلطات على الحدود السماح بجولات مشددة لإضفاء جانب إنساني على سياسة الهجرة. ولكن الرقابة كانت مشددة على الكاميرات، ولا يُسمح للأطفال المحتجزين بالتحدث إلى الصحافيين.