الأحد 24 يونيو 2018 / 11:03

صحف عربية: انشقاقات بصفوف الحوثي وانتفاضة في الحديدة

24 - إعداد: حسين حرزالله

بوادر انتفاضة شعبية داخل في الحديدة بالتوازي مع استمرار تقدم قوات الشرعية بدعم من التحالف العربي لتحريرها، بينما انشق قائد الحوثيين في المنطقة العسكرية الخامسة وانضم إلى القوات الشرعية في الحديدة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأحد، لجأت ميليشيا الحوثي الانقلابية إلى التجنيد الإجباري بحق الأطفال في قرى ومديريات محافظة ذمار وسط اليمن، بعد الخسائر التي لحقت بها خاصة في الحديدة، فيما كشف مسؤول إماراتي عن جسر جوي وبحري من المساعدات الإنسانية يتزامن مع العملية في الحديدة ويستمر بعد تحريرها.

انتفاضة شعبية
وكشفت مصادر يمنية لصحيفة الراي الكويتية، أن ميليشيا الحوثي أدخلت إلى مدينة الحديدة مقاتلين ينتمون إلى محافظات خاضعة لسيطرة الانقلابيين في مناطق وسط وشمال اليمن على أنهم متظاهرون موالون للحوثيين، مشيرة إلى وجود بوادر انتفاضة شعبية داخل المدينة بالتوازي مع استمرار تقدم قوات الشرعية لتحريرها من قبضة الانقلابيين.

وقال شيخ قبلي من محافظة حجة، إن أغلب المتظاهرين الذين ظهروا في الحديدة، أول من أمس، ويقودهم وكيل المحافظ التهامي الحوثي محمد عايش قُحيم، أغلبهم من المناطق الجبلية في حجة والمحويت وريمة وذمار وصعدة وعمران، وليسوا من أبناء تهامة ذوي اللون الأسمر.

وأضاف أنه "تم إجبار مشايخ قبائل المحويت وصنعاء وحجة وريمة وذمار وعمران وإب على إرسال مقاتلين إلى الحديدة، من الشباب المزارعين غير المتعلمين، حيث وصلوا على دفعات متفرقة عبر طريق حجة - الحديدة، وطريق المحويت - الحديدة، وليس طريق صنعاء - الحديدة، كونه مراقباً من قبل قوات التحالف العربي الداعم للشرعية وصولاً حتى مدخل الحديدة من جهة الجنوب الشرقي".

وأشار الشيخ القبلي إلى أن الحوثيين يطبقون في الحديدة ما فعلوه أثناء احتلالهم صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وما فعلوه أيضاً في مطلع ديسمبر (كانون الأول) 2017، حيث يعلنون عن مظاهرات سلمية تشكل غطاء لإدخال عناصرهم الذين ينتمون بغالبيتهم إلى مناطق فقيرة، "بعد تدريبهم على القتال وإغرائهم بالجنة ولقاء الحور العين على الطريقة الإيرانية - الخمينية"، على حد قول الشيخ القبلي.

كما استطلعت صحيفة الراي، آراء عدد من أبناء الحديدة بشأن مدى قبولهم لقوات الشرعية ودحر الميليشيات الحوثية، فكان أغلبهم مرحباً بالشرعية، وخلال الاستطلاع الميداني، لوحظ وجود عدد من الدبابات والخنادق داخل الأحياء وقرب المنازل، فيما أكدت مصادر من داخل المدينة أن "هناك بوادر انتفاضة شعبية تلوح في الأفق ضد الميليشيات كلما تقدمت قوات الشرعية أكثر باتجاه المدينة".

وأوضحت مصادر ميدانية موالية للشرعية أن هذه القوات المدعومة من التحالف العربي تعمل على إعداد مطار الحديدة، الذي تم تحريره قبل أيام، ليصبح قاعدة جوية وبرية تشكل منطلقاً لعمليات تحرير مدينة الحديدة أولاً، ومن ثم محافظة الحديدة بشكل كامل.

انشقاقات حوثية
أفادت مصادر حكومية لصحيفة عكاظ، أن قائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء سعيد أبوبكر الحريري المعين من ميليشيا الحوثي، انشق عن الميليشيات، وأعلن انضمامه للقوات الحكومية الشرعية.

وأوضح مصدر أن الحريري تمكن من الإفلات من الحوثيين والوصول إلى مناطق آمنة تحت سيطرة القوات الشرعية والتحالف، مشيراً إلى أن الحريري كان أحد قيادات الحراك الجنوبي في المهجر، ثم انضم إلى الحوثيين، الذين عينوه قائداً للمنطقة العسكرية الخامسة في الحديدة.

وأكدت المصادر للصحيفة، عدم تلقيها أي معلومات حول وصول الحريري، مشيرة إلى أنه قد يكون لا يزال في مناطق العمليات التي يصعب الجزم بشأنها.

ومن جهة أخرى، تجمهر عشرات المدنيين في حي غليل وسط الحديدة أمس، للضغط على ميليشيا الحوثي لإخراج الأسلحة والمدافع التي نصبتها وسط الأحياء.

تجنيد إجباري للأطفال
لجأت ميليشيا الحوثي الانقلابية الموالية لإيران، بعد حجم الخسائر الكبيرة التي تعيشها في جبهات القتال، خاصة في محافظة الحديدة إثر العملية العسكرية التي تنفذها القوات اليمنية المشتركة بدعم ومساندة قوات التحالف العربي، إلى تنفيذ حملة تجنيد إجبارية مكثفة للأطفال في عدد من قرى ومديريات محافظة ذمار "وسط اليمن".
  
وقالت مصادر مطلعة لصحيفة الوطن السعودية، إن الميليشيات الحوثية ترغم مئات الأسر على تجنيد أطفالها، وإجبار المشايخ والأعيان الموالين لهم على تسجيل الأطفال والدفع بهم إلى جبهات القتال، تزامنا مع الانهيارات المتسارعة في صفوف الجماعة، مشيرة إلى أن ميليشيا الحوثي تأخذ الأطفال وتذهب بهم إلى معسكرات تدريب واقعة على أطراف المدينة ومن ثم تنقلهم بأطقم عسكرية إلى مختلف الجبهات.

وأشارت المصادر إلى أبرز المعسكرات التي تستقبل الأطفال للتدريب، وهي معسكر العوش في منطقة يعر مديرية مغرب عنس، ومعسكر الحقل في جبل الشرق - آنس منطقة جارف، ومعسكر القدس شرق مديرية الحداء.

ولفتت إلى المخاوف الكبيرة التي يعيشها الأهالي والسكان في محافظة ذمار نتيجة الحملات المتزايدة من إرغام أبنائهم بالقوة على الذهاب للقتال في صفوف الجماعة، وهو ما دعاهم إلى مطالبة منظمات المجتمع المدني والمجتمع الدولي، بالتدخل العاجل لوقف عمليات اختطاف الأطفال من أبناء القبائل المزارعين والأسر الفقيرة والزج بهم إلى محارق الموت.

جسر إنساني إماراتي
أكد سفير الإمارات في لبنان، حمد سعيد الشامسي، أن بلاده ترحب بالأخبار الواردة من صنعاء، مؤكداً "نحن نشجع ونقدر الجهود التي يبذلها مبعوث الأمم المتحدة لغاية الآن، لتسهيل تسليم مدينة الحديدة بصورة آمنة للحكومة اليمنية الشرعية".

وقال الشامسي في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط، إن "الانسحاب الكامل والسلمي وغير المشروط لميليشيا الحوثي من مدينة وميناء الحديدة هي الخطوة الوحيدة لتجنب تفاقم الوضع في المدينة وحولها، وقوات التحالف مستعدة لزيادة الضغط على الحوثيين لتحقيق هذا الهدف، والآن هناك حاجة ملحّة لتخليص مدينة الحديدة والميناء من الحوثيين".

وأشار إلى أن قوات التحالف العربي لن تسمح للحوثيين بالاختباء وراء السكان المدنيين واستخدامهم دروعاً بشرية، أو إساءة معاملتهم أو التغرير بهم.

وشدد الشامسي على أن "العملية العسكرية والإنسانية في الحديدة هي عبارة عن خطة متكاملة تتضمن الجانبين العسكري والإنساني"، قائلاً "تتضمن مساهمة دولة الإمارات بـ50,000 طن من المساعدات الغذائية الإضافية التي يتم وضعها مسبقاً في الحديدة وغيرها من المواقع القريبة، كما تتمركز حالياً 10 سفن تحمل ما مجموعه 35,000 طن من الغذاء، وهي بالقرب من الحديدة أو في طريقها إليها، كما تتمركز أيضاً سفن إضافية في موانئ في المملكة العربية السعودية".

وأضاف "هناك 7 طائرات مسجلة في الإمارات، وبطاقة إجمالية تبلغ 14,000 طن، وهي مجهزة لتسيير جسر جوي لنقل المساعدات الإنسانية أو تقديمها عبر الإنزال الجوي"، مشيراً إلى أن هناك "100 شاحنة تعاقدت معها الإمارات لنقل وتوصيل المواد الغذائية وتقديمها على شكل قوافل مساعدات من عدن، كما قامت أول قافلة بتوزيع المساعدات في جنوب الحديدة"، موضحاً أن هناك تركيزاً محدداً على احتياجات النساء والأطفال.