ملصق انتخابي في سوق شعبي في تركيا.(أرشيف)
ملصق انتخابي في سوق شعبي في تركيا.(أرشيف)
الأحد 24 يونيو 2018 / 11:27

انتخابات تركيا: أردوغان في خطر

كتب ستيفن كوك، زميل بارز لدى معهد "إيني إنريكو ماتي لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا" التابع لمركز العلاقات الخارجية، أن ثمة شيئاً وحيداً واضحاً في الانتخابات التركية، وهو أن كل شيء غير واضح.

أردوغان وفريقه الحزبي فقدا، على ما يبدو، مصداقيتهم بعد 15 عاماً في السلطة

ويعتقد كوك، وفق ما أشار إليه في موقع "فورين بوليسي"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سوف يفشل، عبر الانتخابات الرئاسية التي تجرى اليوم في تركيا، بالحصول على أكثر من 50٪ من الأصوات، ما سيجبره على خوض جولة ثانية سيفوز بها. ولكن حزبه AKP سيخسر سيطرته على المجلس الوطني الكبير( البرلمان التركي).

استنتاجات
ويقول كاتب المقال إن تلك الاستنتاجات تستند لاستطلاعات رأي، ولبعض التقارير الجيدة القادمة من تركيا، فضلاً عن تحليلات رفيعة المستوى أعدها خبراء وساسة. ويبدو أن هذا السيناريو محتمل، لكن يجب أن ينظر إليه بحذر. فقد دأب أردوغان، على العمل بحماسة بالغة، طوال سبع سنوات، لتحقيق "رئاسة تنفيذية" في تركيا، ولا يبدو أنه سوف يقبل بالهزيمة.

خسارة صاعقة
ويشير كوك لفوز حزب AKP، في انتخابات يونيو(حزيران) 2015، بنسبة 40٪ في الانتخابات البرلمانية. ووفق معايير منافسيه، كانت تلك نسبة يحسد عليها AKP، ولكن بالنسبة لأردوغان وحزبه، شكلت خسارة صاعقة. ويعود السبب لا لفقدان الحزب نسبة كبيرة من مؤيديه وحسب، بل لأنه خسر 69 مقعداً في البرلمان، وبالتالي غالبيته التشريعية. وبعد صمت دام عدة ساعات، أمر أردوغان رئيس الوزراء في حينه، أحمد داوود أوغلو، للبدء في مفاوضات مع أحزاب أخرى لتشكيل ائتلاف حكومي في خلال مدة 45 يوماً وفقاً للدستور.

تخريب محادثات
وحسب كاتب المقال، سعى أردوغان يومها لتخريب تلك المحادثات. فقد واصل هجماته التي بدأها خلال الحملة الانتخابية ضد حزب الشعوب الديمقراطي ذي الغالبية الكردية، بزعم أنه مرتبط بحزب العمال الكردستاني( PKK) الذي يشن حرباً ضد الدولة التركية منذ عام 1984. وكرد على تلك الهجمات، استبعد حزب الشعوب الديموقراطي الدخول في ائتلاف مع AKP. وفيما كان داوود أوغلو يجري محادثات مع أحزاب أخرى، أعلن أردوغان عن الحاجة للاستقرار، وذكر الأتراك بالحكومات الائتلافية الضعيفة التي شهدتها تركيا إبان التسعينيات، والتي خرجت فيها تركيا من أزمة لتدخل في أخرى. ومن ثم دعا إلى انتخابات جديدة أجريت في نوفمبر( تشرين الثاني) من ذلك العام، حيث استرد AKP جميع المقاعد التي فقدها في يونيو( حزيران)، واستعاد الغالبية البرلمانية.

ترتيبات جديدة
وبعد عام ونصف، دعي الأتراك مرة ثانية للتصويت بـ" نعم أو لا" على حزمة من التعديلات الدستورية التي ستغير، عند تطبيقها، السياسات التركية لصالح ترتيبات جديدة تمنح سلطات واسعة للرئاسة. وفاز حزب العدالة والتنمية، ولكن ذلك الاستفتاء أثار جدلاً واسعاً، وخاصة في أوروبا والغرب عامة.

ويرى كوك أن أردوغان وفريقه الحزبي فقدا، على ما يبدو، مصداقيتهم بعد 15 عاماً في السلطة. كما يعمل محرم إنجي، مرشح حزب الشعب الجمهوري، والذي يحشد حوله جماهير واسعة في كافة أنحاء تركيا، على تقديم رؤية إيجابية بديلة للمستقبل. إنها رؤية تعطي لتركيا صورة ألطف وأكثر ليونة، رغم أن تسامحها وكرمها لن يمتد إلى قرابة 3,5 ملايين لاجئ سوري في البلاد.

ويرى كاتب المقال أن حملة محرم إنجي بدأت تؤثر على مكانة أردوغان الذي بدا، حتى يوم قريب، بأنه لا يهزم.