المعارض التركي محرك إينجه.(أرشيف)
المعارض التركي محرك إينجه.(أرشيف)
الأحد 24 يونيو 2018 / 13:42

تقرير: أردوغان أضعف من أي وقت

يتوجه الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات رئاسية وبرلمانية، وهي الأولى منذ إجراء استفتاء على تعديلات دستورية، في أبريل(نيسان) من العام الماضي قضت بمنح الرئاسة سلطات تنفيذية واسعة.

أدت جهود أردوغان لتعزيز سلطاته إلى فتح الباب أمام المعارضة لكي تتحدى سيطرة حزبه على السلطة

ويرى آرون شتاين، وهو زميل مقيم بارز لدى مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط التابع للمجلس الأطلسي، تمثل هذه الانتخابات بالنسبة لقرابة نصف الناخبين الداعمين للمعارضة التركية، فرصة أخيرة لإلحاق الهزيمة برئيس تركيا الحالي، رجب طيب أردوغان، ومنع انهيار المؤسسات الحاكمة التركية.

تضييق قاعدة
وحسب شتاين، يحتمل فوز أردوغان وحزبه العدالة والتنمية(AKP)، ولكنهم أصبحوا اليوم أكثر هشاشة مما كانوا عليه في أي وقت مضى. فقد ضاقت قاعدته الشعبية، وبعد أربع انتخابات أجريت خلال السنوات الخمس الأخيرة، أستنفذ الناخبون. ولأول مرة في عشر سنوات، فقد AKP مصداقيته وفشل في إثارة حماسة ناخبين كانوا من أنصاره.

توحد المعارضة
وفي الوقت نفسه، وأثناء الاستعداد للانتخابات، توحدت فصائل المعارضة السياسية، بفضل تعديلات أدخلت مؤخراً على قوانين الانتخابات، وهي التي صممت أصلاً من أجل تعزيز سلطة أردوغان. وعبر السماح لعدة أحزاب بتشكيل ائتلاف انتخابي موحد، سهل القانون الجديد على المعارضة تجميع قواها، وتشكيل صف واحد في مواجهة تحالفات حكومية.

دميرطاش
وإلى جانب قوتين متنافستين، لفت كاتب المقال، لحدوث تطور آخر تمثل في ترشح صلاح الدين دميرطاش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، المسجون بتهم الترويج لحزب PKK الذي يحارب الدولة التركية، منذ أكثر من35 عاماً.

وتهدف المعارضة لتحقيق استراتيجية من شقين، منع حزب AKP وحلفائه من الحصول على أغلبية برلمانية، بالتوازي مع منع أردوغان من حصد نسبة 50٪ من الأصوات تسمح له بالفوز بالرئاسة، دون الحاجة للدخول في جولة انتخابية ثانية.

وحسب كاتب المقال، يبدو أن أردوغان اعتقد أن المعارضة المنقسمة فكرياً سوف تعجز عن التوحد لتشكيل تحالف انتخابي خاص بها. وقد كان ذلك الاعتقاد منطقياً بالنظر لكون التحالف الوطني الذي شكلته المعارضة يضم حزب السعادة الإسلامي، وحزب الخير القومي، وحزب الشعب الجمهوري، المنقسم بين كماليين كبار في السن وجيل أصغر من الديمقراطيين الاجتماعيين. لكن ثبت لاحقاً أن ذلك الاعتقاد خاطئ.

سوء تقدير
ومن جهة ثانية، يبدو أن أردوغان أساء تقدير أثر استفتاء أبريل(نيسان) 2017، والذي منحه سلطات تنفيذية واسعة، مع قليل من المراقبة لسلطته. إذ بالرغم من خلافاتهم، يتشارك أعضاء التحالف الوطني المعارض لأردوغان في هم واحد يتركز حول الخوف على مستقبل البلاد، والخشية من هيمنة أردوغان على المنصب الذي صنعه لنفسه. ونتيجة له نجحوا في تحييد خلافاتهم الفكرية وشكلوا حملة موحدة باسم الديمقراطية التركية.

وفي مقابل ذلك، لم يعد أردوغان قادراً على الاعتماد على صوت الأكراد في جنوب شرق تركيا، خاصة بعد حربه الأخيرة ضد أكراد سوريين في عفرين ومنبج، شمال سوريا. فقد أدت تلك الحملة العسكرية لتنفير أكراد معتدلين من الذين أعطوه سابقاً أصواتهم على أمل تحقيق اتفاق سلام مع حزب PKK.

نتيجة غير مؤكدة
ويقول شتاين، في ظل التكهنات بنتيجة الانتخابات، وسواء فاز أردوغان أو دخل جولة انتخابية ثانية، فقد أدت جهوده لتعزيز سلطاته إلى فتح الباب أمام المعارضة لكي تتحدى سيطرة حزبه على السلطة. كما أدت سياسات حزبه الخارجية والداخلية، والتزامه الجديد بإعادة عسكرة القضية الكردية، لحرمانه من الصوت الكردي الراجح في فوزه.