الأحد 24 يونيو 2018 / 19:41

مسابقة لإبراز مواهب اللاجئين في المغرب بدعم من الأمم المتحدة

ارتسمت علامات الفرح على محيا آرتر عندما أعلنت لجنة من أربعة حكام انتقاءه للمنافسة في المراحل النهائية لمسابقة مواهب تنظمها المفوضية العليا للاجئين في المغرب، بعدما برع في أداء رقصة "كوبي ديكالي" الأفريقية الشهيرة.

ويتنافس هذا اللاجئ من الكاميرون في المسابقة مع موسيقيين وشعراء وممثلين هواة أو محترفين جمعهم اللجوء في المغرب، ويتحدر المشاركون من بلدان مختلفة مثل كوت ديفوار، والكاميرون، وسوريا، وفلسطين، وليبيا.

قصص
ويقول آرثر الذي يعيش في المغرب منذ سنتين: "لا أتوقع الكثير من هذه المسابقة، لكن مجرد الرقص أمام جمهور يفرحه ما أقدمه يمنحني السعادة"، وهو ما لم يكن متاحاً له في بلاده، التي اضطر لمغادرتها بسبب دفاعه عن حقوق المثليين والأقليات الجنسية.

ويتابع: "اضطررت للرحيل بسبب المخاطر التي كنت أتعرض لها"، في إشارة إلى تجريم المثلية الجنسية في الكاميرون التي تُعاقب عليها بالسجن، لا يختلف الحال كثيراً في المغرب الذي يُجرم القانون فيه أيضاً المثلية الجنسية، لكن آرثر مضطر للبقاء، بصفته لاجئاً معترفاً به رسمياً منذ السنة الماضية.

مع ذلك لم يفقد آماله في الوصول إلى أوروبا، والذي بات يبدو بعيد المنال إذ لم يتمكن سوى 94 لاجئاً مسجلين في المغرب من الانتقال إلى بلدان أخرى.

وفي انتظار تحقيق حلمه يجد الشاب الكاميروني في الرقص رفقة أفراد فرقته الفنية "لي فانتاستيك" تسلية تنسيه قساوة الغربة، وتذكر المسؤولة في المفوضية العليا للاجئين في المغرب مالغوجاتا براتكرايش أن اللاجئين "عاشوا مآسي في طريق هجرتهم من بلدانهم التي تركوها هرباً من حروب أو من تعرضهم للاضطهاد، ولذلك تمثل هذه المسابقة لهم متنفسا يخرجهم من هذا الواقع الصعب، فضلاً عن تمكينهم من لقاء أشخاص جدد والترويح عن النفس".

وتنظم المفوضية هذه المسابقة للمرة الثانية في المغرب، وسبق لها تنظيم عروض فنية في مخيمات لاجئين بأوغندا والعراق.

وفتح باب التباري أمام كل اللاجئين المسجلين بالمغرب، والذين يفوق عددهم 5000 شخص يتحدرون من 38 بلداً، وقد تضاعف عدد اللاجئين المقيمين بالمغرب 300 % بعد إغلاق الحدود الأوروبية وسياسة الرباط في تسوية أوضاع اللاجئين بالمملكة.

واختارت لجنة التحكيم التي تشرف على المسابقة 9 متبارين للمنافسة في المراحل النهائية، وفتحت أمامهم أبواب مقر جمعية تهتم برعاية المهاجرين للتمارين اللازمة استعداداً للحفل الختامي حيث سيقدمون عروضهم الفنية.

ومن بين المتنافسين يستعد محمود، اللاجئ المتحدر من قطاع غزة لعرض مسرحية كتب نصها صديقه محمد، الذي يُشاركه أداءها.

وخلافا لمشاركين هواة، يحترف الشابان المسرح ودُعيا للمشاركة في مهرجان فني بالمغرب لكنهما بقيا عالقين هنا بعد أن أغلقت الحدود البرية الفاصلة بين مصر وقطاع عزة، يعبّر محمود عن سعادته بالمشاركة في المسابقة التي تمثل "فرصة جيدة للقاء الناس، واكتشاف ثقافات بلدان أخرى بدل أن نظل جالسين في البيوت".

"واقع مر"
وتجمع المتأهلون للمشاركة في الحفل الختامي هذا الأسبوع بأحد فنادق العاصمة الرباط الفخمة، حيث نظم الحفل تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، ليقدموا عروضهم أمام حوالى مئة مدعو من مسؤولين رسميين ودبلوماسيين.

ووقفت عبير اللاجئة السورية أمام القاعة لتؤدي إحدى روائع أم كلثوم ترافقها أنغام عازف عود مغربي، وتعيش هذه الأم مع أطفالها الثلاثة وزوجها في طنجة، شمال المغرب منذ خمس سنوات، حين اضطرتها الحرب في سوريا لمغادرة بلدها بحثاً عن ملاذ آمن.

ولا تُخفي عبير سعادتها بالغناء أمام الجمهور، وإن خلفت أجواء القاعة الفخمة حسرةً في نفسها، وتقول بأسف: "كنت أود لو منحت لي الكلمة لأتحدث عن الواقع المر لحياة اللاجئين السوريين في العالم عموماً وفي المغرب خصوصاً، والمشاكل الملحة في السكن، والعمل، والإجراءات الإدارية شديدة التعقيد".