حاجز أمني في بغداد (أرشيف)
حاجز أمني في بغداد (أرشيف)
الإثنين 2 يوليو 2018 / 14:04

العراقيون لا يزالون يعيشون في خوف رغم زوال داعش!

لم يعد العراق مكاناً خطيراً كما كان عندما وصل القتل طائفي إلى أوجّه، حيث كان يقتل قرابة 100 شخص يومياً. ولكن ما زال عدد من أبنائه يعيشون في خوف، ولاتزال ذكريات مؤلمة عالقة في أذهان عراقيين خاصةً بعد سيطرة داعش على الموصل في 2014، ونشر صور طوابير من مقاتليه وهم يتقدمون بسرعة نحو بغداد، وفيديوهات مرعبة عن مجازره لترهيب من يتجرأ على محاربته.

داعش بات أضعف ومن السهولة اختراقه عبر مخبرين، وحتى في حال نجح انتحاري واحد في تنفيذ جريمته، لن تكون هناك عودة لهجمات عدة، كما كان قبل بضع سنوات

ويرى باتريك كوكبيرن، الكاتب لدى صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية، المتخصص في تحليلات سياسية حول العراق وسوريا والحروب في الشرق الأوسط أنه: "ليس مدهشاً أن يتأقلم العراقيون ببطء مع حياة هادئة نسبياً، في ظل تراجع حدة العنف منذ تحرير الموصل قبل عام، وإلحاق الهزيمة بداعش".

40 عاماً
ما يبعث الأمل في نفوس العراقيين يعود لاحتمال نهاية 40 عاماً من الحروب الأهلية والخارجية، فضلاً عن حصار طويل شهده بلدهم، لكن عندما تحدث كوكبيرن إلى بعض سكان بغداد، لمس أن الخوف من العنف يتراجع لديهم ببطء، وليس كما هو الواقع هناك.

وعبر كوكبيرن عن احترامه الشديد لعراقيين "متمسكين بالبقاء، ويدركون أن التشاؤم من المستقبل كان بمثابة رهان آمن في العراق منذ أن استولى صدام حسين على السلطة، وسرعان ما دخل في حرب مع إيران في 1980". وينقل عن صديق له من بغداد قوله: "لا يمكن أن تثبت أن أي عراقي مصاب بوسواس الخوف لأنه في بلدنا هناك دوماً شيئاً تخشاه".

حذر وريبة
وحسب كاتب المقال، تتلاشى في العراق حالياً عادات تتعلق بالحذر والريبة. فعندما زار منطقة ريفية بالقرب من تاجي، معقل سابق لتنظيم داعش شمال بغداد، التقى مزارعاً عراقياً قال له: "أعرف أشخاصاً لم يزوروا بغداد منذ 10 سنوات لأنهم يخشون الاعتقال عند حواجز التفتيش".

وحسب كوكبيرن، ما زالت تلك المحاذير سارية أكثر مما هي حتمية، لأن لا أحد يود أن يصدم إن وجد أنه كان شديد التفاؤل بزوال الخطر نهائياً.

عودة الثقة
ورغم ذلك، يعتقد كاتب المقال أن الثقة تعود ببطء إلى بغداد، حيث افتتحت مطاعم جديدة ومحلات للألبسة ومراكز تسوق، رغم قلة عمليات إعادة الإعمار.

ويلفت لعجز مقاتلي داعش عن التسلل إلى بغداد بعدما فقدوا قواعدهم السابقة في العراق. وقال مسؤول أمني عراقي: "منذ أشهر يحاول انتحاريو داعش عبور الحدود السورية ومواصلة طريقهم نحو بغداد، ولكنهم يُوقفون هناك في الصحراء، قبل وصولهم إلينا".

نتائج غير حاسمة
ويشير كاتب المقال إلى أن داعش بات أضعف ومن السهولة اختراقه عبر مخبرين، وحتى إذا نجح انتحاري واحد في تنفيذ جريمته، لن تكون هناك عودة لهجمات عدة، كما كان الأمر قبل بضع سنوات.

لكن ليس من السهولة نسيان تلك الأيام، خاصةً لأنه لم يمر بعد سوى عام على دحر داعش وطرده من العراق.ويختم كوكبيرن رأيه بالإشارة إلى ضعف الدولة العراقية وإلى نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة غير الحاسمة.

ورغم ذلك، بدأت الحياة في بغداد تعود إلى طبيعتها، ولم يعد البقاء على قيد الحياة هو الشغل الشاغل لسكان العاصمة.