الإغاثة الإسلامية، فرع كندا.(أرشيف)
الإغاثة الإسلامية، فرع كندا.(أرشيف)
السبت 7 يوليو 2018 / 12:27

لماذا يموّل ترودو المجموعات الإخوانيّة؟

ذكر توم كويغين في "المشروع الاستقصائي عن الإرهاب" أنّ النائب في البرلمان الكندي إقرا خالد تحدثت الأسبوع الماضي عن أنّ الحكومة تخطط لتمويل 23 مليون دولار لمكافحة "رهاب الإسلام".

قرار التمويل الحكومي لهذه المنظمات يثير أسئلة كثيرة بما أنّ لديها صلات بتمويل الإرهاب والتطرف

والقانون هو ثمرة قانون أم-103 الذي يكافح العنصرية والتمييز الديني الممنهجين. أشار كويغين إلى أنّه من غير الواضح كيفية توزيع المال، لكنّ الإغاثة الإسلامية في كندا والمجلس الوطني لمسلمي كندا الذي كان يُعرف باسم كير-كندا سيحصلان على كميات كبيرة من تلك الأموال. وهذا يشكل مشكلة لأنّه تم توجيه اتهامات للطرفين بدعم الإرهابيين.

إنّ المجلس الوطني لمسلمي كندا هو الفرع الكندي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية المعروف اختصاراً باسم كير. والإغاثة الإسلامية في كندا هي جزء من الإغاثة الإسلامية العالمية. وتمّ تحديد المجلس الوطني لمسلمي كندا والإغاثة الإسلامية في كندا بأنهما واجهتان للإخوان المسلمين خلال شهادة أمام مجلس الشيوخ الكندي سنة 2015.

تحرك الإمارات والمصارف العالمية
أعلن مصرف "أتش أس بي سي" ومقره المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2016 أنّه سيغلق جميع حسابات الإغاثة الإسلامية العالمية ويقطع جميع صلاته بها "وسط مخاوف من أنّ تلك الأموال يمكن أن تنتهي لدى مجموعات إرهابية في الخارج". وفعل المصرف السويسري "يو بي أس" الأمر نفسه سنة 2012. سنة 2014، ضمّت الإمارات العربية المتحدة الإغاثة الإسلامية العالمية والإغاثة الإسلامية في المملكة المتحدة على لائحة المنظمات الإرهابية. وحين فعلت ذلك، أوضحت الإمارات أيضاً أنّ الإغاثة الإسلامية العالمية هي جزء من الشبكة العالمية للإخوان المسلمين.

الإغاثة والمجلس والإخوان.. رابط واضح
وأشارت إسرائيل إلى أنّ الإغاثة الإسلامية العالمية تقدّم التمويل لحماس. ويذكّر كويغين بأنّ حماس تصف نفسها بأنّها "واحد من فروع الإخوان المسلمين في فلسطين" بحسب ميثاقها الخاص. وفي كندا، أزالت صحيفة "فايننشال بوست" الإغاثة الإسلامية في كندا من لائحتها حول الجمعيات الخيرية الخمس والعشرين لسنة 2014، "لأنّ ذراعها الدولية تمّ حظرها في أماكن أخرى بتهمة نقل الأموال إلى منظمة حماس الإرهابية". إنّ مؤسس الإغاثة الإسلامية وزعيمها السابق عصام الحداد يظهر كأحد أبرز مسؤولي الإخوان المسلمين في تقرير لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى سنة 2012. وانتُخب في مكتب الإرشاد التابع للإخوان في ديسمبر (كانون الأول) سنة 2009، كما أدار الحملة الانتخابية لمحمد مرسي بحسب تقرير المعهد نفسه. ودخل عصام الحداد السجن سنة 2013 بينما يتولى نجله جهاد منصب ناطق باسم الإخوان المسلمين.

المجلس الوطني لمسلمي كندا مثير للاهتمام أيضاً. وفقاً لمؤسسته شيماء خان كان لقيادة كير الأمريكية سيطرة مباشرة على نشاطات الفرع الكندي. واعترفت كير كندا سنة 2003 بأنّ كير هي منظمته الأم. وضعت الإمارات كير سنة 2014 على لائحة الإرهاب. وحكم قاض فيديرالي في دالاس سنة 2009 بأنّ الحكومة "لديها دليل أكثر من كاف لربط صلات كيير ... بحماس". وكان عضو مجلس إدارة كير كندا جمال بدوي عضواً أيضاً في مجلس شورى الإخوان في شمال أمريكا.

إيسنا دعمتها
حين كانت إقرا خالد تطلق حملتها الانتخابية أثناء الترشح إلى مجلس النواب الكندي أعلنت أنها ترأست جمعية الطلبة المسلمين وهي جمعية ذات توجه سلفي وقد أنشأها أعضاء من تنظيم الإخوان. كان أول ظهور علني لإقرا خالد سنة 2015 بعدما أعلنت ترشحها عن الحزب الليبيرالي إلى المقعد النيابي في ميسيساغا - أونتاريو. وحصلت على دعم أساسي من الجمعية الإسلامية لشمال أمريكا "إيسنا". قبل سنتين فقط، ألغت وكالة الإيرادات الكندية الصفة الخيرية لمؤسسة التنمية التابعة لإيسنا بعدما وجد تدقيق أنّها قدّمت أموالاً لجمعية خيرية كشميرية على صلة بالجماعة الإسلامية الإرهابية.

تجاهل المسلمين الإصلاحيين
يضيف كويغين أنّ قرار التمويل الحكومي لهذه المنظمات يثير أسئلة كثيرة بما أنّ لديها صلات بتمويل الإرهاب والتطرف. لماذا اختار رئيس الوزراء جاستين ترودو هذه المنظمات متجاهلاً منظمات مسلمة إصلاحية مثل "مسلمون في مواجهة الغد" و "منتدى المفكّرين الكنديين"؟ منذ انتخابه نائباً في البرلمان سنة 2008، دعم ترودو وموّل ودافع عن المجموعات الإسلامية. وقال إنّ مقاتلي داعش العائدين إلى كندا سيكونون "صوتاً قوياً لإزالة التطرف". هذا هو موقفه علماً أنّ كندا لا تملك برامج لنزع التطرف وأنّ "مركز الانخراط الاجتماعي وتفادي العنف" بلا مدير منذ سنوات.

مفهوم أعوج عن رهاب الإسلام
إضافة إلى ذلك، يعتقد ترودو أنّ معارضة عودة داعش إلى كندا هي "رهاب من الإسلام" لذلك لم تعد كندا تؤمّن أسماء الإرهابيين العائدين إليها لصالح لجنة الأمم المتحدة المسؤولة عن تعقب الجهاديين الدوليين، كما لا تحاول توقيف مقاتلي داعش العائدين إليها. قلة من المقاتلين تواجه العواقب حتى أنّ مقاتلاً داعشياً يعيش في تورنتو تفاخر أمام صحيفة "نيويورك تايمس" بإعدامه الأسرى. إنّ قرار دعم مجموعات إسلامية مثل المجلس الوطني لمسلمي كندا والإغاثة الإسلامية متناسب مع دعم ترودو الطويل المدى للمجموعات الإسلاميّة، وهذا يضيف نقطة أخرى إلى المناقشة وترتبط بما إذا كان يتعامل بجدارة مع ملف الأمن القومي.