الرئيس الامريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الامريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الإثنين 9 يوليو 2018 / 17:16

المجموعات الإسلامية الأمريكية.. هجوم ببغائي على ترامب

ردت الباحثة في "مشروع كلاريون" لمكافحة التطرف ميرا سفيرسكي، على مقال لرئيس "مجلس الشؤون العامة للمسلمين" سلام المراياتي الذي انتقد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصفها بمصدر رهاب الإسلام وتعميم الشك في المسلمين الأمريكيين.

ردّت الباحثة في "مشروع كلاريون" لمكافحة التطرف ميرا سفيرسكي على مقال لرئيس "مجلس الشؤون العامّة للمسلمين" سلام المراياتي الذي انتقد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوصفها "مصدراً لرهاب الإسلام وتعميماً للشك بالمسلمين الأمريكيين".

 وفي الرد الذي جاء على شكل رسالة مفتوحة، كتبت سفيرسكي أنها تقدر رغبة المراياتي بالانخراط مع وكالات تنفيذ القانون، لكن يجب أن يكون أي جهد في هذا المجال مبنياً على الواقع.

وتَذكر المراياتي في مقاله الأيام التي كان فيها مجلسه ومنظمات إسلامية أخرى على علاقة قوية بالبيت الأبيض. لكن الكاتبة أشارت إلى أنه في ذلك الوقت، ضغطت المجموعات المرتبطة بالإخوان المسلمين على الأجهزة الحكومية لإنهاء التعليمات حول الأنشطة الإخوانية في الولايات المتحدة.

تتابع سفيرسكي أن مجموعات مثل التي يرأسها المراياتي كانت تُدعى إلى البيت الأبيض وبرزت في قمة أوباما لمكافحة التطرف العنيف. لكنها في الوقت نفسه، نجحت في إبقاء المجموعات الإصلاحية المسلمة والمناهضة للإسلاموية خارج المحادثات.

وحين كان يحدث كل ذلك، استعد داعش الذي يشترك مع الإخوان في عقيدتهم، لينتشر على الساحة الدولية، ففاجأ أمريكا والعالم. بعدها، تمكن التنظيم الذي قارنه أوباما بـ "فريق الاحتياط" من السيطرة على أراضٍ واسعة في العراق وسوريا حيث أسس حكم الرعب.

الأيام تغيرت منذ رحيل أوباما
تحت أنظار الرئيس السابق، نما داعش بسرعة كبيرة مجنداً إرهابيين كثراً من العالم ومن أمريكا مستغلاً حملة دعائية كبيرة على شبكة الإنترنت. لقد نجحت الإدارة الحالية في تفكيك هذا الجهد الأمر الذي دفع بالتنظيم للإيعاز لمقاتليه بالعودة إلى بلدانهم وشن الهجمات فيها.

تُطلع سفيرسكي المراياتي على أن الأيام تغيرت منذ رحيل إدارة أوباما، مطالبةً إياه بالتوقف عن "الترديد الببغائي" لسرديات اليسار عن الإسلاموفوبيا وتوجيه الاتهام إلى المكان الصحيح والتفكير في الخطوة التالية.

فالإسلاميون المتطرفون الإرهابيون يحاولون دخول الولايات المتحدة ويجب أن يكون هنالك تدقيق مناسب يمنعهم من تحقيق هدفهم. لكن المراياتي وصف جميع إجراءات الإدارة الحالية بأنها ناتجة عن رهاب الإسلام.

وكما قالت المحكمة العليا أخيراً، إن حظر السفر، الإجراء المؤقت، ليس مبنياً على شعور مناهض للمسلمين بل على مخاوف أمنية.

لا إدانة للإخوان وعقيدتهم
تعترف الكاتبة بأن المجلس ليّن موقفه مع مرور السنوات فهو المجموعة الإسلامية الوحيدة التي هنأت مصر بعد الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي، كما أوضحت. لكنها مع ذلك شددت على أن المجلس لم يوجه إدانة للإخوان المسلمين وعقيدتهم الإسلاموية.

على العكس من ذلك، أصدر المجلس وثيقة سياسية سنة 2010 أشارت إلى أن "مجموعات محافظة مثل الإخوان المسلمين تفرض تهديدات استراتيجية طويلة المدى على المتطرفين العنيفين عبر جذب المسلمين بعيداً عن التطرف العنيف إلى نشاط سياسي سلمي". ولم تُنكر صحة هذه الورقة.

أما غاية النشاط السياسي السلمي حسب مؤسس الإخوان حسن البنا، فهي تأسيس خلافة عالمية. وذكرت سفيرسكي في ردها أنّ المراياتي يُدين فقط الأعمال العنيفة لحماس وحزب الله، ولا يدينهما ككل متسائلة عما إذا كان لذلك علاقة باقتراحه أنّ إسرائيل هي التي تقف خلف هجمات 11 سبتمبر(أيلول) 2001.

علاقته بمركز قانون الفقر الجنوبي
إضافة إلى ذلك أصبح المراياتي ومجلسه أخيراً مستشارين لـ "مركز قانون الفقر الجنوبي". سنة 2016 أصدر المركز لائحة مراقبة ضد المسلمين استخدمتها منصات إعلامية ضخمة مثل غوغل وفايسبوك وتويتر.

وتضمنت اللائحة ناشطين مناهضين للإسلاميين مثل ماجد نواز، المسلم، وشملت اللائحة أيضاً مؤسسته "كويليام فاوندايشن" لمكافحة التطرف. وكان "مشروع كلاريون" على هذه اللائحة أيضاً.

رفع نواز دعوى على المركز بجرم الافتراء فحكمت المحكمة لصالح المدعي، وألزمت المركز بالاعتذار منه وتعويضه بمبلغ فاق 3 ملايين دولار.

وانتقدت الكاتبة المراياتي لنّه اكتفى بإدانة اليمين المتطرف ولم تشمل إدانته أقصى اليسار الذي يحجب الحديث عن بعض الآفات التي ابتلي بها المجتمع الأمريكي المسلم عبر المبشرين بالكراهية وزارعي التطرف في نفوس الشباب.

واتهمته ختاماً باستخدام رهاب الإسلام لصرف النقاش عن مساره الحقيقي، أي التباين بين الإسلاموية، والديموقراطية والقيم التي يكفلها الدستور الأمريكي.