رئيس الوزراء الإريتري عثمان صالح محمد-من اليمين- ونظيره الإثيوبي أبيي أحمد مع البعثة الأريتيرية لدى وصولها إلى محادثات سلام في أديس أبابا.(أرشيف)
رئيس الوزراء الإريتري عثمان صالح محمد-من اليمين- ونظيره الإثيوبي أبيي أحمد مع البعثة الأريتيرية لدى وصولها إلى محادثات سلام في أديس أبابا.(أرشيف)
الأحد 15 يوليو 2018 / 11:49

إثيوبيا وإريتريا في جيهة واحدة بمواجهة عدو مشترك

24- زياد الأشقر

استأثر رئيس الوزراء الإثيوبي آبيي الجديد أحمد بعناوين الصحف حول العالم، مع إعلان خطوته المفاجئة الشهر الماضي لحل مشكلة بلاده التي استمرت عقدين من الزمن مع إريتريا.

طالما ظل كل من أبيي وإسياس يتعرضان للتهديد الوجودي من جانب الجبهة الشعبية لتحرير التيغر، فسيكون كل منهما مستعد للقفز سريعاً فوق خلافاتهما

واستقلت دولة إريتريا عن أثيوبيا من طريق استفتاء عام 1993، قبل أن تخوض الدولتان حرباً دامية أسفرت عن مئة ألف قتيل بين عامي 1998 و2000. ومُنحت قرية بادي المتربة- التي لا تملك سوى قيمة رمزية لأي من الجانبين- لإريتريا عام 2002 من قبل لجنة الحدود الدولية التي أُنشئت بموجب اتفاق للسلام بين الجانبين. لكن إثيوبيا تراجعت عن الاتفاق، قبل أن يعلن أبيي عن عزمه التخلي عن القرية- من دون أي من الشروط التي أصرت عليها الحكومة الأثيوبية السابقة- وشكل ذلك نهاية للصراع.

وكتب الباحث برونيين بروتون في مقال نشره بموقع "فورين بوليسي" الأمريكي أن الرجل الذي يجب أن يكون المنافس اللدود لأبيي  وهو الرئيس الإريتري إسياس أفورقي، هو في حالة تكيف ذهني. ومن خلال إرساله وفداً للسلام إلى أثيوبيا، وضع حداً لموقف تمسكت به بلاده 18 عاماً يقوم على رفض أي حوار مع إثيوبيا طالما بقيت قواتها على الأراضي الإريترية. ويتبادل الجانبان تنازلات لم يكن ممكناً تصديقها في الماضي.

العلاقات الديبلوماسية والسياسية
وأشار الباحث إلى أنه في 8 يوليو (تموز)، أمضى أبيي يومه في أسمرة، حيث عانقه إسياس بحرارة. وفي صباح اليوم التالي، أعلن الرجلان أن العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية سوف تستأنف بين البلدين. وتوافر القليل من المعلومات، لكن إسياس استغرق وقتاً طويلاً في إيضاح الصعوبات التي يواجهها في الداخل والحاجة إلى رد منسق. وقال: "يمكننا أن نتخيل أن القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء الإثيوبي لم يكن بسيطاً. لكن يمكننا أن نؤكد لك إننا سنواجه المستقبل معاً. وسوف نعمل كفريق واحد".

التيغر
وتحدث الكاتب عن سيطرة اٌقلية شعب التيغر على قيادة القوات المسلحة في أثيوبيا، ليصل إلى خلاصة مفادها أنه نظراً لهذا الوضع فإنه ليس من الواضح تماماً أن أبيي يمكن ان يسحب القوات الأثيوبية من جانب واحد عن الحدود مع إريتريا. ولذلك حتى لو شكل إسياس وأبيي تحالفاً كاملاً، فإن إريتريا ستجد نفسها في موقف حرج حيال إعلان السلام مع إثيوبيا بينما لا تزال تدافع عن حدودها ضد اعتداءات الجبهة الشعبية لتحرير التيغر- ربما على شكل هجوم جيبوتي، الحليف الموثوق للجبهة. ومعلوم ان جيبوتي ستفقد الكثير من عائدات التجارة والموانئ عندما يعاد فتح الحدود بين إثيوبيا وإريتريا.

التحدي
ورأى الباحث أنه في مواجهة خطر إندلاع حرب اهلية في إثيوبيا إذا فشلت جهود الإصلاح، لن يكون أمام إريتريا خيار سوى القبول بهذا الخطر وإلقاء كل ما لديها وراء أبيي- وبينما تدق ساعة الإصلاح، فمن غير المعروف مدى استعداد الحكومة الإريترية لهذا التحدي، بعد كل هذه السنوات من الأزمة. وخلص الكاتب إلى أنه طال انتظار السلام بين إريتريا وإثيوبيا، ولكن من المهم أن يفهم صانعو السياسات أن الإندفاع الحالي نحو السلام هو أمر تكتيكي. وطالما ظل كل من أبيي وإسياس يتعرضان للتهديد الوجودي من جانب الجبهة الشعبية لتحرير التيغر، فسيكون كل منهما مستعد للقفز سريعاً فوق خلافاتهما.