إنفوغراف 24
إنفوغراف 24
الأحد 15 يوليو 2018 / 13:17

إنفوغراف24| قمة هلسنكي.. هل تذيب الجليد بين موسكو وواشنطن؟

24 - شيماء بهلول - ناصر بخيت

في تقليد دام لـ 22 قمة حتى بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، يجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية هلسنكي غداً الإثنين، في حقبة تعتبر الأسوأ في علاقات البلدين.

وهذه القمة ليست أول لقاء مباشر يجمع بين الرئيسين، إذ سبق والتقيا لفترات قصيرة على هامشي "قمة الدول العشرين (G 20)" ومؤتمرات "دول آسيا وحوض المحيط الهادي" وخرجا منها بمجاملات متبادلة، ولكنها تعتبر أول لقاء كامل حقيقي بينهما.

وستُعقد القمة في قصر الرئاسة الفنلندي في وسط هلسنكي، وستبدأ بمحادثات بين الزعيمين وحدهما مع المترجمين فقط، وسيتم توسيع المفاوضات بعد ذلك لتشمل أعضاء الوفدين، وسيعقد بعدها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف محادثات موازية مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو.

تاريخ القمة وسبب عقدها
صدرت الاتفاقية الأولى في عام 1975 لإنهاء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وتهدئة الأوضاع، وعملت على تنظيم أسس جديدة للأمن والتعاون بين الدول الأوروبية، وجاءت الفكرة لعقدها من أجل إيجاد حلول للمشكلات القائمة بين الغرب والشرق، وتطويق الأزمات، وترسيخ الأمن والاستقرار وتغيير نوع العلاقات الدولية القائمة.

وسعت روسيا منذ فترة طويلة لعقد مثل هذا الاجتماع، الذي تأمل أن يكون بداية لتحسن يسمح بإعادة بناء العلاقات تدريجياً مع واشنطن وبتعاون البلدين بشكل عملي في مجالات لهما فيها مصالح مشتركة.

وتشكل قمة هلسنكي فرصة ثمينة لإمكانية ذوبان الجليد في العلاقات، ليبحث البلدان القويان خفض أسباب التوتر بينهما، تفادياً لأي تطور قد يضر بالأمن والسلام العالميين.

أبرز الملفات المطروحة
ستناقش القمة عدة ملفات التي يأمل الطرفان في التوصل إلى حل عملي لإنهائها، وسيتمثل الموضوع الأول في توضيح وتحديد مطامح روسيا بالأخص في أوروبا والشرق الأوسط، وسيشكل أهمية بالغة للرئيس الأمريكي ترامب، إذ تعمد روسيا على مهاجمة الاتحاد الأوروبي نتيجة العقوبات المفروضة عليها، وكذلك في اتهامها بقضية تسميم العميل المزدوج في بريطانيا، وكذلك رغبة الرئيس الورسي بوتين في منع أي توسع مستقبلي لحلف الناتو في أوروبا ومنطقة القوقاز لزعمه بأنه يشكل تهديداً للأمن القومي في موسكو.

ويعتبر الموضوع الثاني هو الأبرز في جدول أعمال القمة، حيث سيناقش الرئيسان الوجود الإيراني في سوريا، إذ تسعى واشنطن لطرد وإجبار الإيرانيين بالخروج من سوريا، للحد من قدرة طهران على دعم حليفها الأساسي ميليشيات حزب الله اللبنانية خاصة بعد عدم قدرتها على الإطاحة بنظام الأسد بالقوة، بينما يسعى بوتين لإبقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد في السلطة، ورغبته بمساعدة تركيا ومنحها حقوق مراقبة ورصد داخل الأراضي السورية على طول الحدود.

كما ستخيم على القمة ملفات أخرى عديدة لا تقل أهمية، إذ سيتم بحث شكاوى الغرب من ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا وللأسد، وأيضاً ستناقش الملف النووي الإيراني، والتدخل المزعوم بحقها في السياسة الأمريكية، ومن المتوقع أن تسفر القمة على تمديد للمعاهدة النووية بين واشنطن وموسكو "نيو ستارت" والتي تنتهي في 2021 للحد من الأسلحة النووية والهجومية لدى البلدين.

وتخشى عواصم أوروبية أن تشهد قمة ترامب وبوتين اعترافاً من الرئيس الأمريكي بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وهو ما سيساعد على رفع العقوبات المفروضة على موسكو، لكن ترامب وقع بياناً للناتو أكد مؤخراً أنه لن يعترف بالوجود "غير الشرعي للروس" في المنطقة.

ولا يتوقع أحد في الجانبين حدوث انفراجة كبيرة في الملفات المطروحة، ولكن موسكو تعتبر القمة اعترافاً أمريكياً بوضع روسيا كقوة عظمى، وتمثل إدراكاً أمريكياً متأخراً بضرورة أخذ المصالح الروسية في الاعتبار.

ومن وجهة نظر الخبراء، فإن بوتين يحتاج إلى رضا الغرب أكثر مما يحتاجه الغرب، وعلى هذا الأساس، ستكون للرئيس الأمريكي اليد العليا، لكن ما يبقى غير محسوم هو ما إذا كان سيسعى للاستفادة من هذه الأفضلية أم لا.